قال موقع "بوليتكو"؛ إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب كلما تراجع في سباق تمويل الحملة الانتخابية، زاد استغلاله لموارد الحكومة للتعويض.
وأشار الموقع في تقرير
ترجمته "عربي21" إلى أنه تم توزيع ملايين الطرود الغذائية على العائلات
المحتاجة، ومعها رسالة موقعة من الرئيس ينسب الفضل إليه، وبرنامج بطاقات تخفيض لثمن
الأدوية لكبار السن يكلف 8 مليارات دولار ويحمل علامة ترامب، ويسعى لوصوله قبل
الثالث من شهر تشرين الثاني/ نوفمبر.
وتابع: "إضافة إلى
حملة إعلانات بتكلفة 300 مليون دولار، لهزيمة اليأس بشأن جائحة كورونا، التي تعد
أكبر تهديد يواجه إعادة انتخاب ترامب"، لافتة إلى أن هذه المبادرات تشترك في
أمرين، الأول أنها مدفوعة من أموال الضرائب، والثاني أنها تساعد حملة إعادة انتخاب
ترامب المترنحة، ما يعكس إلغاء أي حدود تفصل بين السياسة والحكومة.
وجاء اعتماد ترامب الكبير على
الموارد الفيدرالية وسلطاته التنفيذية ليفوز في الانتخابات، بعد أن تراجعت دعاياته
على التلفزيون بقيمة 100 مليون دولار عن جو بايدن، وتراجع حظوظه في الاستطلاعات.
ومع اقتراب الانتخابات، تحرك
ترامب أبعد من استخدامه سيطرته على الموارد الفيدرالية إلى نشر المسؤولين الحكوميين
للقيام بنقل رسالته السياسية. فاقترح ترامب الأسبوع الماضي أن يقوم المدعي العام بمحاكمة
بعض أعدائه السياسيين.
اقرأ أيضا: NYT تشن هجوما غير مسبوق على ترامب: أسوأ رئيس بتاريخنا
وقبل أيام تعهد وزير الخارجية،
مايك بومبيو بأن ينشر إيميلات هيلاري كلينتون "قبل الانتخابات"، في محاولة
لإحياء القضية من انتخابات 2016. وقام المدعي العام ويليام بار بوضع ثقل وزارة العدل
خلف تهم ترامب التي لا أساس لها بوجود تزوير في الناخبين.
وقال دونالد أيار، نائب المدعي
العام السابق تحت رئاسة جورج بوش الأب الذي يدعم بايدن: "يستخدم الرئيس بشكل
متزايد كل الرافعات التي بيديه لأهداف سياسية، وهذا يجعلك تتساءل إن كان قد أصبح في
حالة يأس، ويبدو الأمر لي أن الرئيس يصدر عنه مطالب وتعليقات فظيعة بشكل متزايد مع
مرور الوقت".
وقد استغل الرؤساء من الحزبين
بشكل مستمر سلطة الرئيس لصالحهم خلال سنوات الانتخابات. فقام جيمي كارتر بعمل دعايات
انتخابية من المكتب البيضاوي. وكان رونالد ريغان يجلس على مكتب الرئاسة عندما أعلن
ترشحه للدورة الثانية. ودعا بيل كلينتون مؤيديه لقضاء ليلة في البيت الأبيض. وقام جورج
بوش الابن بإلقاء خطابه في المؤتمر الوطني لحزب الجمهوريين من البيت الأبيض، حيث قال
إن واجباته للإشراف على مواجهة الإعصار الوشيك جعله يبقى في واشنطن.
ولكن ترامب وصل باستخدام الحكومة
الفيدرالية لأغراض سياسية إلى مستوى جديد. وزادت وتيرة وشدة المناورات بالاطراد مع تراجعه في الاستطلاعات وتقلص محتويات
صندوق الحرب الخاص به، بحسب المجموعات التي ترصد الحكومة.
اقرأ أيضا: معارضة سعودية: ابن سلمان مهدد بفقد حليفه ترامب
وقال نك شويلنباتش، المحقق البارز
مع المشروع غير الحزبي لمراقبة الحكومة: "أنا أعتقد جازما أن ترامب خلط شؤونه
الخاصة مع وظائف الحكومة، بطريقة ربما لم نرها أبدا في تاريخ أمريكا".
وكان أجرأ استعراض قام به ترامب
لهذا هو حفل للمؤتمر الوطني للحزب الجمهوري في الحديقة الجنوبية للبيت الأبيض في آب/
أغسطس، بما في ذلك استعراض ألعاب نارية وأوبرا. وداس على الحكومة والحدود السياسية
بإصداره عفوا وعقد مراسم تجنيس خلال المؤتمر. وفي الوقت نفسه كسر بومبيو تقليدا طويلا
بإلقاء خطاب المؤتمر من القدس، وإيفانكا ترامب ألقت ملاحظاتها من البيت الأبيض.
ويحاول الديمقراطيون في مجلس
النواب النظر في خطة الإدارة لاستخدام 300 مليون دولار من ميزانية الصحة والخدمات الإنسانية
لحملة "منح أمريكا الأمل" الدعائية التلفزيونية. كما يطالب الديمقراطيون
بتحقيق فيما إذا كان هناك خرق ارتكبه موظفو الحكومة للقانون الفيدرالي الذي يمنعهم
من النشاط السياسي، ولكن ترامب أهمل خروق القانون في السابق.
وهم يدعون إلى تحقيق في محاولات
ترامب للإسراع بتوزيع بطاقات تخفيض أسعار أدوية على 39 مليون مسن قبل 3 تشرين الثاني/
نوفمبر، ويحتجون في رسالة موجهة إلى وزير الصحة والخدمات الإنسانية، أليكس آزار؛ بأن
ذلك يهدف منه "شراء الأصوات قبل أسابيع قليلة من الانتخابات باستخدام أموال دافعي
الضرائب".
ولكن الأخطر من ذلك في رأي منظمات
الرصد ومنتقدي ترامب هو تسييس وزارة العدل.
ففي أيلول/ سبتمبر، تحركت وزارة
العدل للتدخل في قضية تشهير تتعلق بالصحفية والكاتبة إليزابيث جين كارول، التي اتهمت
فيه ترامب باغتصابها في غرفة قياس الملابس في أحد الأسواق الكبيرة في التسعينيات. وقالت
وزارة العدل؛ إن ترامب تصرف بصفته الرسمية كرئيس عندما أنكر معرفته بالكاتبة.
وقالت محامية كارول، مروبيرتا
كابلان في بيان؛ "إن جهود ترامب لاستخدام سلطة الحكومة الأمريكية للتهرب من مسؤوليته
عن تصرفه الشخصي غير مسبوق، ويظهر بوضوح أكبر المدى الذي يستعد الذهاب إليه لمنع الحقيقة
من الظهور".
وفي موضوع منفصل ردد بار في
نشاط رسمي كلام ترامب حول الادعاءات التي لا دليل عليها، من خشية التزوير الناتج عن
التصويت البريدي.
وقال بار في مؤتمر صحفي منعقد
في أريزونا في شهر أيلول/ سبتمبر: "لم يعد هناك تصويت سري.. فاسمك مرتبط بورقة
اقتراع معينة، ويمكن للحكومة والأشخاص المعنيين أن يعرفوا لمن أدليت بصوتك. وهذا يفتح
الباب أمام الإكراه".
وضغط ترامب الأسبوع الماضي على
المدعي العام ليقوم بمحاكمة بايدن والرئيس السابق باراك أوباما، بعد اتهام إدارة أوباما
دون أدلة بأنها تجسست على حملته.
وقال بوب بوير، المستشار القانوني
السابق لأوباما، الذي يساعد في قيادة جهد حماية الناخب لبايدن، إن ترامب سيّس سلطته
لدرجة لم يوازها أي من الرؤساء السابقين.
وأضاف بوير في مقابلة؛ أن تصرفات
ترامب هي عبارة عن هجوم مباشر على الخط "الذي يفصل بين الإطراء السياسي العادي
في الإدارة، وبعض المرونة، بموجب قانون هاتش وسوء استخدام واضح للموارد الحكومية لتعزيز
أهداف الحملة. ويقول ترامب بصراحة: "يحق لي استخدام هذا المنصب والسلطة والموارد التي
تأتي معها للتقدم بمصالحي السياسية".
وقال جاسون ميلر، كبير مستشاري
حملة ترامب؛ إن كل أفعال الرئيس تتم بعد استشارة محامين.
NYT تشن هجوما غير مسبوق على ترامب: أسوأ رئيس بتاريخنا
MEE: "قنبلة زووم" تفشل فعالية لمسلمين مؤيدين لترامب
معارضة سعودية: ابن سلمان مهدد بفقد حليفه ترامب