قال محللون أتراك، إن أنقرة ممتعضة من السلوك الأمريكي في شمال شرق سوريا، وإن شن القوات التركية لعملية عسكرية باتت مسألة وقت.
وكان الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، قد هدد بالتدخل والتحرك الذاتي لمواجهة المجموعات المسلحة التي تتهمها أنقرة بـ"الإرهابية" داخل سوريا، في حال لم يتم الالتزام بالوعود المقدمة للجمها.
وتزايدت في الآونة الأخيرة الهجمات التي تشنها الوحدات الكردية المسلحة في المناطق التي تسيطر عليها القوات التركية والجيش السوري الوطني، لاسيما في شمال شرق سوريا.
وقال أردوغان: "سنذهب بأنفسنا لتطهير أوكار الإرهاب بسوريا إن لم يتم الوفاء بالوعود المقدمة لنا، لقد قضينا على الممر الإرهابي المراد إقامته على طول حدودنا، وأثبتنا أن أشقاءنا السوريين ليسوا وحدهم".
ولفت إلى أن الوجود التركي الفاعل في سوريا "سيتواصل ميدانيا؛ حتى يتحقق الاستقرار على حدودنا الجنوبية مع سوريا".
وتعليقا على تهديدات أردوغان، قال الكاتب التركي، كورتلوش تايز، إن الملف السوري يعود للواجهة من جديد، مشيرا إلى أن تهديدات الرئيس التركي كانت موجهة بالدرجة الأولى لروسيا والولايات المتحدة.
اقرأ أيضا: أردوغان يهدد بعملية عسكرية جديدة بسوريا لمكافحة "الإرهاب"
وأضاف في مقال على صحيفة "أكشام"، وترجمته "عربي21"، إن تركيا قد تتجه وحدها لشن عملية عسكرية في الشمال السوري، كما وعدت سابقا.
وأشار إلى أن تصريحات أردوغان جاءت بالوقت الذي زادت فيه الولايات المتحدة الشحنات إلى الوحدات الكردية المسلحة في الآونة الأخيرة.
ولفت إلى أنه في الوقت الذي تسير القوات الأمريكية دورياتها في المناطق التي تسيطر عليها الوحدات الكردية المسلحة، فإنها تقوم من جهة بتوفير الأسلحة لهم، ومن جهة أخرى تنفذ أنشطة سياسية ودبلوماسية لإضافة الشرعية على المنظمة التي تعتبرها أنقرة بـ"إرهابية".
وأوضح أن جيفري، الممثل الخاص لأمريكا في سوريا، هو الشخص الذي يقود هذه الأنشطة شخصيا، ويبذل جهودا لدمج الجهات الكردية المدعومة من بارزاني بـ"قسد" بالمنطقة.
وأضاف أن الخطوة الأمريكية التالية تكمن في وضع "الجماعات الإرهابية" في الدستور السوري الجديد، وإجبار تركيا للخروج من سوريا من خلال خلق منطقة "حكم ذاتي" للمنظمة الكردية.
وشدد على أن "تركيا لن تسمح بالأمر الواقع، وقد أعلنت للجميع أنها ستقف أمام ذلك، وقامت بإنشاء منطقة أمنية على طول الحدود مع سوريا بعمق 20 كيلومترا، وتلقت وعودات من الولايات المتحدة وروسيا بتنظيف المناطق من المنظمة الإرهابية".
وتابع بأن الولايات المتحدة، التي لم تف بوعدها، تعمل حاليا لإنشاء منطقة حكم ذاتي للمنظمة الكردية المسلحة، وتزيد من شحناتها بالمنطقة.
وأكد أن "تركيا لن تسمح بإنشاء "دولة إرهابية" على حدودها، مضيفا أن التدخل سيكون لا مفر منه مرة أخرى، ويمكن لتركيا التي لم تغادر الميدان أبدا، أن تتخذ فجأة إجراءات آنية ضد المنظمة الإرهابية بتدخل جديد، وهذا الاحتمال لم يعد بعيدا".
بدوره، نقل الكاتب التركي، محمد أجاد، عن المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم كالن، نفيه القاطع أي تأكيد تركي للولايات المتحدة بعدم شن عملية عسكرية ضد الوحدات الكردية المسلحة.
وأضاف في مقال على صحيفة "يني شفق"، أن كالن لفت إلى أنه خلال المحادثات مع روسيا والولايات المتحدة، خلال عملية "نبع السلام"، قد أكدا على حق تركيا في الدفاع عن نفسها.
اقرأ أيضا: صحيفة: جيفري وعد الأكراد بحكم ذاتي بسوريا.. حراك روسي مواز
وأشار كالن، في حديثه للكاتب التركي، إلى أن هجمات الوحدات الكردية المسلحة ما زالت متواصلة في مناطق عدة، لاسيما في عفرين ومنبج ومحيطها، وتل أبيض ورأس العين.
ولفت إلى أن تركيا أبلغت روسيا والولايات المتحدة، وحتى إيران، أن الهجمات إذا استمرت فلن تبقى دون رد، وأن تركيا قد تتدخل في أي لحظة.
وأضاف الكاتب التركي أن الرئيس التركي في تصريحاته لا يخادع، وعندما يقول: "قد نأتي على حين غرة"، فإن ذلك لا يعد فقاعيا، بل إن الجميع أدركوا وعوداته التي ترجمت في الميدان أكثر من مرة.
تشاووش أوغلو يحذر أوروبا من فرض عقوبات على بلاده
غضب في تركيا من تصريحات "بيلوسي".. ماذا قالت؟ (شاهد)
أردوغان يدعو لنقل مقر الأمم المتحدة إلى إسطنبول