أكدت صحيفة عبرية، أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي، شجعت اليهود على سرقة ممتلكات الفلسطينيين خلال حرب 1948، منوهة إلى أن سرقة ونهب هذه الممتلكات، استهدفت خدمة هدف إسرائيلي استراتيجي واضح؛ هو طرد سكان فلسطين المحتلة.
وأوضحت صحيفة "هآرتس" العبرية، في مقال للصحفي والكاتب الإسرائيلي جدعون ليفي، بعنوان: "حتى بن غوريون كان يعتقد أن "معظم اليهود لصوص"، أن "الاقتباس الموجود في عنوان المقال لم يقله زعيم لاسامي، يكره اليهود أو نازي جديد، بل قاله مؤسس إسرائيل بعد بضعة أشهر على قيامها".
وقالت: "دافيد بن غوريون غضب، أو على الأقل تظاهر بالغضب، في جلسة لمركز مباي إزاء موجة النهب لممتلكات العرب من قبل الإسرائيليين الجدد، في جميع أرجاء الدولة التي قامت بها".
ورأت أنه "لم يكن لمفهوم الدولة التي ولدت بالخطيئة مثل هذا المعنى الملموس في أي يوم من الأيام؛ "مثل الجراد، سكان طبرية اقتحموا البيوت"؛ "سطو تام وكامل؛ لم يبق أي خيط في أي بيت" و"جنود ملفوفون بالسجاد الفارسي في الشوارع"، هذا جزء بسيط من أوصاف ما حدث أمام أنظار الجميع ولم يتم التحدث عنه في أي وقت".
ونبهت إلى أن كتابا صدر للمؤرخ آدم راز، يتحدث عن سرقة الممتلكات العربية من قبل اليهود في نكبة 1948، كما كتب في ذات الموضوع عوفر أديرت (مراسل الشؤون التاريخية في هآرتس) في "ملحق هآرتس" أول أمس.
وكشفت الصحيفة، أن سلطات الاحتلال "أغمضت العيون، وبهذا شجعت السرقة، رغم كل الإدانات والنفاق وعدد من المحاكمات المضحكة"، منوها إلى أن "السرقة خدمت هدفا وطنيا إسرائيليا؛ وهو استكمال عملية التطهير العرقي بشكل سريع لمعظم البلاد من أبنائها العرب، والاهتمام بألا يخطر ببال الـ 700 ألف فلسطيني الذين تم طردهم، العودة لبيوتهم".
اقرأ أيضا: "لفتا".. قرية فلسطينية هجّر أهلها وما زال الحنين يشدهم (شاهد)
وذكرت أنه "حتى قبل أن تستكمل إسرائيل هدم معظم البيوت ومحو أكثر من 400 قرية فلسطينية عن وجه الأرض، جاءت هذه السرقة الجماعية لتفريغها حتى لا يكون للاجئين أي سبب للعودة".
وتابعت: "السارقون اليهود، لم يكونوا مدفوعين فقط بالطمع القبيح بممتلكات مسروقة بعد الحرب، وممتلكات من كان عدد منهم جيرانهم في الأمس، وليس فقط بالجشع والسعي إلى الثراء السهل بواسطة سرقة الأدوات المنزلية وزخارف بعضها ثمين، بل هم أيضا خدموا عن قصد أو عن غير قصد، مشروع التطهير العرقي الذي حاولت إسرائيل عبثا نفيه طوال الوقت"، مضيفة: "السارقون كانوا برغيا في آلة طرد العرب الكبيرة".
ولفتت إلى أن "هذه السرقة التي تقريبا جميعهم شاركوا فيها، كانت السرقة الصغيرة، هي نتاج ثانوي متواضع لأختها الكبرى؛ وصحيح أنها قبيحة وأثبتت أن "معظم اليهود لصوص" مثلما قال المؤسس، لكن هذه كانت سرقة صغيرة مقارنة مع سرقة الأرض والبيوت والقرى والمدن؛ سرقة فلسطين".
وأفادت بأن "نوايا رؤساء "اليشوف اليهودي" الذين سمحوا بالسرقة، أكثر قبحا من وصفها المفصل، ومن المدهش أنهم لم يتحدثوا في أي يوم عن السرقة، وهذه عملية أخرى من عمليات الإنكار والنفي للمجتمع في إسرائيل، ولكن شهوة الانتقام وثمن الانتصار بعد حرب قاسية، يمكنها أن تبرر ولو جزئيا مشاركة الكثيرين فيها".
ونوهت إلى أن "السرقة لا تعكس فقط ضعفا إنسانيا لحظيا، بل استهدفت خدمة هدف استراتيجي واضح؛ وهو تطهير فلسطين من سكانها"، مضيفا: "من يظن أو يعتقد أنه سيعثر في ذات يوم على حل للنزاع بدون تفكير مناسب وتعويض ملائم على هذه الأفعال، هم واهمون".
وقالت: "فكروا بمشاعر الأحفاد، العرب واللاجئين الفلسطينيين، هم يرون الصور ويقرؤون التصريحات، ماذا يخطر ببالهم؟ ربما بعضهم صادفوا ذات مرة بساطا فارسيا لآبائهم أو في واجهات عرض زجاجية لأجدادهم، من ذكريات طفولتهم، موجودة في أحد البيوت اليهودية".
ومضت بقولها: "ربما شاهدوا فنجان الجدة أو سيف الجد القديم، موضوعا على مكتبة في بيت قاموا بإعادة تأهيله (بعد سرقته)"، لافتة إلى أن "إسرائيل دمرت معظم القرى، كي لا تترك لها أي ذكر، ولكن ذكرى صغيرة ومسروقة من البيت المسلوب (الفلسطيني) يمكن أن تتسبب بذرف الدموع".