في الذكرى
الثانية لعملية القتل "الوحشية" التي تعرض لها الصحفي والناشط الحقوقي
السعودي جمال خاشقجي، دعت منظمة "الديمقراطية الآن للعالم العربي" (DAWN)، الولايات المتحدة
إلى التوقف عن حماية كبار المسؤولين السعوديين المسؤولين عن قتله، داعية "السعودية
إلى الكشف عن مكان وجود رفات خاشقجي".
وأشارت، في
بيان لها، الجمعة، وصل إلى "عربي21" نسخة منه، إلى أن "خاشقجي، الذي كان
كاتب عمود في صحيفة واشنطن بوست، وينتقد الحكومة السعودية، قُتل وتم تقطيع أوصاله
داخل القنصلية السعودية في إسطنبول، في هجوم مخطط له مسبقا، خلصت المخابرات
الأمريكية إلى أنه كان بأمر مباشر من ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان".
وأضافت:
"بذل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب جهودا كبيرة لحماية محمد بن سلمان من
المحاسبة، ووصف ولي العهد بأنه (صديق)، وقال في تصريح صحفي: (لقد أنقذته...)، واستخدم
ترامب حق النقض (الفيتو) ضد التشريع الذي يحظر بيع الأسلحة للسعودية لدورها في
انتهاكات حقوق الإنسان، بما في ذلك قتل المدنيين في حرب اليمن وقتل جمال خاشقجي".
وأشارت منظمة
"داون" إلى أن "إدارة ترامب تحدت أيضا التشريع الذي تم تمريره بدعم
كبير من الحزبين الديمقراطي والجمهوري، ويطالبها بالإفراج عن تقرير وزارة
الاستخبارات الوطنية الذي يحدد المسؤولين عن جريمة القتل التي وقعت في 2 تشرين
الأول/ أكتوبر 2018".
واستطردت: "على الرغم من أن الولايات المتحدة قد فرضت حظر سفر على 21 مسؤولا سعوديا
يُعتقد أنهم متورطون في قتل جمال خاشقجي، وتجميد أصول 17 من المسؤولين المحظورين،
إلا أنها استثنت محمد بن سلمان من العقوبات واستمرت في إقامة علاقة وثيقة معه".
اقرأ أيضا: منظمة "داون" لعربي21: دم خاشقجي سيظل يلطخ ابن سلمان
من جهتها، قالت
المديرة التنفيذية للمنظمة، سارة لي ويتسن،: "بدلا من التقرب من المسؤولين
السعوديين الذين أمروا بقتل خاشقجي المروع، ينبغي على إدارة ترامب توفير الشفافية
التي طالب بها الكونغرس بشأن مدى معرفة حكومتنا بدور ولي العهد السعودي محمد بن
سلمان في هذه الجريمة".
وأضافت ويتسن:
"لقد انتهكت إدارة ترامب القانون الأمريكي من خلال إبقاء تقرير وزارة الاستخبارات
الوطنية حول النتائج التي توصلت إليها بشأن جريمة القتل هذه، سرا عن الرأي العام
الأمريكي".
ودعت ويتسن الحكومة
الأمريكية إلى "فرض حظر سفر وعقوبات اقتصادية على ولي العهد السعودي الأمير
محمد بن سلمان، وليس فقط على القتلة الذين أرسلهم لقتل معارض ينتقد حكمه التعسفي".
كما دعت منظمة
"داون" الحكومة السعودية إلى الكشف عما فعله عملاؤها بجثمان خاشقجي، الذي
لم يتم العثور عليه قط.
وفي هذا
الصدد، قالت ويتسن: "محمد بن سلمان أخبر العالم العام الماضي أنه تحمل
المسؤولية عن مقتل خاشقجي، لأنه حدث تحت وصايتي"، مضيفة: "لكن رفضه
الكشف عما فعله عملاؤه بجسد جمال، يظهر مدى عدم ندمه وهو يحرم بذلك أصدقاء وعائلة
جمال من راحة البال ومنح هذا الرجل الشجاع الجنازة المشرفة التي يستحقها، ودفنه في
المملكة العربية السعودية، وطنه الذي كان مرتبطا به".
وخصصت منظمة
"داون" قسما من موقعها على الإنترنت لمؤسس المنظمة جمال خاشقجي، الذي
يتضمن سيرة ذاتية قصيرة، ووصفا لتوصيات المقرر الخاص للأمم المتحدة في أعقاب
مقتله، ووصفا لرد الفعل الدولي على جريمة القتل.
وقالت:
"على الرغم من أن العديد من الدول والشركات قد عادت إلى العمل كالمعتاد مع
المملكة العربية السعودية، إلا أن المجتمع المدني واصل الضغط على النظام السعودي،
سعيا لتحقيق العدالة لقتلة خاشقجي".
وانضمت منظمة
"داون" إلى تحالف عالمي يضم 220 منظمة مجتمع
مدني تدعو الدول والشركات وغيرها إلى مقاطعة قمة مجموعة العشرين التي تستضيفها السعودية، والمقرر عقدها في 20-21 تشرين الثاني/ نوفمبر وجميع الأحداث الأخرى المحيطة
بالحدث، حتى تنهي السعودية انتهاكاتها واسعة النطاق والمنهجية لحقوق الإنسان.
وفي 20 آب/ أغسطس
الماضي، رفعت مبادرة "عدالة المجتمع المفتوح" دعوى قضائية ضد مدير
المخابرات الوطنية الأمريكية بموجب قانون حرية المعلومات، سعيا لإصدار تقرير وزارة
الاستخبارات الوطنية نفسه الذي سعى الكونغرس إلى رفع السرية عنه. وقد أعلن رؤساء
بلديات نيويورك، ولوس أنجلوس، وباريس، ولندن، انسحابهم من فعاليات مجموعة العشرين
المخطط لها في الرياض، بفضل هذه الجهود.
تعرض لأول مرة.. آثار دماء خاشقجي داخل القنصلية (شاهد)
العودة والرشيد بذكرى خاشقجي: حان وقت التغيير الديمقراطي
نجل خاشقجي يذكر بمرور عامين على اغتيال والده