اهتمت الصحف الإسرائيلية بالحديث عن اتفاق إطار لترسيم الحدود البحرية مع لبنان، في ظل عدم وجود مؤشرات على انخفاض حدة التوتر على الحدود الشمالية مع حزب الله.
"يديعوت"
رأت صحيفة "يديعوت أحرونوت"، في مقال لخبير الشؤون العسكرية أليكس فيشمان، أن ما يجري "ليس مؤشرات سلام ولا تطبيع، فيما يقف خلف الموافقة اللبنانية على استئناف المحادثات مع إسرائيل حول الحدود البحرية، هو فقط مؤشرات جوع، ضائقة اقتصادية وتفكك اجتماعي وسياسي لبلاد الأرز".
وأوضحت، أن "المحادثات بين إسرائيل ولبنان تجري منذ عقود بشأن مساحة الخصام البحري، التي تسمى "بلوك 9" وتقع على مساحة 850 كيلو مترا مربعا، وبحثت تل أبيب عن حل وسط بوساطة أمريكية، لأنه عبر مؤسسات الأمم المتحدة، من المحتمل أن تفقد مساحة ما، لأن لبنان طلب تحكيما دوليا، على أن تكون واشنطن مراقبة فقط".
ونبهت "يديعوت"، أن "لبنان أراد ربط ترسيم الخط البحري مع تعديل خط الحدود البرية الحالي مع إسرائيل (فلسطين المحتلة)، الذي لا ترضى به حكومة لبنان ولا حزب الله"، زاعمة أن "تل أبيب كانت على استعداد منذ 2012، أن تنقل إلى لبنان أكثر من 50 في المئة من "بلوك 9"، لكن بيروت رفضت".
ومنذ ذلك الحين "حاولت لبنان التوقيع على عقود مع شركات دولية للتنقيب عن الغاز، ولكن إسرائيل أوضحت لهذه الشركات، بأنه لا معنى أن تبدأ بالتنقيب، فتراجعت"، بحسب الصحيفة التي نوهت أن الحكومة اللبنانية برئاسة الحريري، "طرحت الموضوع مرة أخرى في بداية 2019، في حين رأى حزب الله في أرباح الغاز حلا لأزمته الاقتصادية، وتراجع لأول مرة ومنح الحكومة اللبنانية الموافقة على إجراء مفاوضات مع إسرائيل، فيما قطع قصة الحدود البحرية عن الخلاف حول ترسيم الحدود البرية، وكان هذا من ناحية تل أبيب إنجازا، إضافة لوجود واشنطن كوسيط مع الأمم المتحدة، ومنذ ذلك الحين تواصلت الاتصالات لبدء المحادثات".
وذكرت أنه "في السنة الأخيرة انهار الاقتصاد اللبناني، والحاجة للوصول لتسوية سريعة تسمح ببدء التنقيبات عن الغاز، الذي سيملأ صندوق الدولة وصندوق حزب الله، أصبحت ملحة"، موضحة أن "احتمالات وجود الغاز، هي الذخر الوحيد الذي يمكن للبنان أن يعرضه اليوم كضمانة لتلقي المساعدة الاقتصادية من العالم، ومن ناحية إسرائيل، هذه فرصة جيدة للتوصل لحل وسط تسعى إليه منذ عقد من الزمن".
ونبهت إلى أن "مثل هذا الاتفاق، كفيل بأن تكون آثار استراتيجية بعيدة المدى، حيث يمكنه أن يخلق تعاونا إقليميا لتصدير الغاز إلى أوروبا، وفضلا عن ذلك، حزب الله سيحافظ على الهدوء على الحدود على الأقل في المدى القصير، ولكن في هذه الأثناء لا يوجد أي مؤشر، على أن حزب الله يخفض التوتر على الحدود".
"هآرتس"
أما صحيفة "هآرتس"، أوضحت في مقال للصحيفة نوعا لنداو، أن مفاوضات "ترسيم الحدود البحرية، التي ستجري بوساطة أمريكية ورعاية الأمم المتحدة، يتوقع أن تبدأ بعد "عيد العرش" في قاعدة اليونفيل في قرية الناقورة في لبنان".
ونبهت إلى أن "الحديث يدور عن المحادثات المدنية – السياسية المباشرة الأولى منذ 30 عاما بين بيروت وتل أبيب، التي تهدف إلى تسوية الخلافات حول التنقيب عن الغاز الطبيعي".
وذكرت أن وزير الطاقة الإسرائيلي، يوفال شتاينيتس، هو من "سيقود المحادثات من جانب تل أبيب، حيث تم بلورة الشروط الإسرائيلية لهذه المفاوضات قبل أسبوعين في اجتماع عقد برئاسة شتاينيتس وكبار رجالات وزارته، وبمشاركة جهات من مكتب رئيس الحكومة ووزارة الخارجية ووزارة العدل ووزارة الأمن".
وأشارت إلى أن "المحادثات الهادئة في هذا الموضوع بدأت عام 2019 برعاية وسيط أمريكي هو ديفيد سترفيلد، وتركزت في البداية على موقف "بلوك 9"، الذي هو حقل الغاز الذي كان موضع خلاف بين الطرفين"، مضيفة: "حتى ذلك الحين فشلت محاولات وساطة كثيرة، ولكن الاختراق سجل بعد ذلك بوقت قصير، خلال الزيارة الأخيرة للمنطقة التي قام بها مساعد وزير الخارجية الأمريكي، ديفيد شنكر، الذي أكد أن المحادثات تتركز على الحدود البحرية فقط".
وأفادت "هآرتس"، أن "واشنطن تأمل أن يساهم الاتفاق في مجال الحدود البحرية، بفتح الباب لاتصالات أخرى بين إسرائيل ولبنان، في موازاة الحملة الأمريكية - الإسرائيلية الواسعة لإضعاف حزب الله"، موضحة أن أطراف الخلاف، "لا ينويان الانشغال في هذه المرحلة بالحدود البرية بينهما، حيث ما زالت هناك 13 نقطة موضع خلاف".
وكان وزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو، قال في تصريح له؛ بأنهم في الولايات المتحدة يأملون أن يتوسطوا في المستقبل أيضا في محادثات تتعلق بخلافات على الحدود البرية بين الاحتلال ولبنان، ويدفعون بهذا الاستقرار في المنطقة بخطوة أخرى. وقال بومبيو أيضا بأن المفاوضات التي اتفقت عليها الدولتان الآن، من شأنها أن تجلب الاستقرار والأمن والازدهار الاقتصادي لهما.
وفي تعليقه على الموضوع، قال شتاينيتس: "نطمح إلى البدء في مفاوضات مباشرة في الفترة القريبة القادمة، وهدفنا هو إنهاء الخلاف في موضوع ترسيم الحدود البحرية الاقتصادية، بهدف المساعدة على تطوير المصادر الطبيعية لصالح شعوب المنطقة"، مؤكدا أن "الوساطة الأمريكية والإطار التقني للمفاوضات، اتفق عليه بما يرضي إسرائيل".
واتفقت "هآرتس" مع "يديعوت"، على أن "استعداد الحكومة في بيروت لإجراء محادثات مباشرة حول الحدود البحرية بعد سنوات من الرفض، ينبع من أسباب اقتصادية"، مؤكدة أن "بيروت تأمل تحسين قطاع الطاقة فيها، مثلما حدث قبل عدة سنوات مع إسرائيل".
اقرأ أيضا: لبنان: التوصل لـ"اتفاق إطار" لترسيم الحدود البحرية مع الاحتلال
تلويح إسرائيلي بإمكانية اغتيال حسن نصر الله
مسؤولة إماراتية تكتب بـ"هآرتس" وتطلب علاقة دافئة مع الاحتلال
خبير إسرائيلي: تطبيع الإمارات يستهدف مكانة قطر بالمنطقة