أثار اختيار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للقاضية "إيمي باريت" لشغل مقعد شاغر في المحكمة العليا جدلا واسعا، فضلا عن جدل قراره المضي بالتعيين رغم قرب الانتخابات الرئاسية.
وتشير صحف أمريكية إلى أن الجدل ليس حول ديانة باريت، بل حول انتمائها لجماعة تعرف باسم "أهل الحمد"، التي تضم نحو 1700 شخص في عضويتها، من مختلف المذاهب المسيحية، لكن غالبيتهم من الكاثوليك.
وفي وقت لم تنف فيه باريت انتماءها للجماعة أو تؤكده، رجحت تقارير إعلامية أنها جزء منها، لانتماء أبويها الديمقراطيين إليها، ولكونها شغلت منصبا في مجلس أمناء مدرسة "الثالوث" التابعة لـ"أهل الحمد"، في مدينة ساوث بند، شمال ولاية انديانا.
ويلف الغموض جماعة "أهل الحمد"، بعد شهادات أعضاء سابقين فيها، تحدثوا عن ممارسات قمعية، وعن تدخل قادة المجموعة بشكل تفصيلي في قرارات وخيارات أفرادها الشخصية، وفق تقرير لشبكة "بي بي سي" البريطانية.
وبحسب "خدمة الأخبار الدينية" الأمريكية، تعد "أهل الحمد" واحدة من الجماعات المنتمية لتيار ديني مواهبيّ وسط الكاثوليك في الولايات المتحدة، متأثر بالتقاليد الإنجيلية الخمسينية.
ويقصد بـ"مواهبيّ" المعتقد الذي يؤمن أتباعه بحلول الروح القدس عليهم، وقدرتهم على التنبؤ واجتراح المعجزات والتحدث بلغات قديمة لا يعرفونها.
اقرأ أيضا: بايدن: ترامب يستغل المحكمة العليا للانقلاب على "أوباماكير"
وذلك هو التيار نفسه الذي ينتمي له عدد من القساوسة الإنجيليين المتجددين الذين يدعمون ترامب، بحسب "بي بي سي".
وفي مدينة ساوث بند، حيث تقيم القاضية باريت مع عائلتها، تحظى جماعة "أهل الحمد" بنفوذ واسع، رغم السرية المحيطة بأنشطتها.
وقد اتسع تأثيرها بفضل مدارس "الثالوث" الخاصة التي تخرّج نخبة من الطلاب على صعيد البلاد.
والمدينة ذاتها حضن لجامعة "نوتردام" حيث درست باريت الحقوق، وعملت كأستاذة محاضرة لسنوات طويلة. وبحسب مؤرخي التيارات المواهبية الكاثوليكية منذ الستينيات، فإنّ الجامعة المذكورة كانت معقلا لها.
لكن النقطة الأبرز التي تستوقف منتقدي باريت، تتجلّى في نظام الانضواء تحت لواء جماعة "أهل الحمد"، إذ يتطلب الأمر إعدادا دينيا يمتد لست سنوات، يخلص بعدها العضو إلى إعلان "عهد" أو "نذر"، يتعهد بالالتزام به مدى الحياة.
ومع افتقاد علاقة باريت وعائلتها بالجماعة إلى الشفافية، ومع الغموض المحيط بأهداف "أهل الحمد" وممارساتها، يخشى كثيرون أن يكون لعقيدة باريت المتشددة كما يبدو، انعكاس سلبي على نزاهتها كقاضية.
ترامب يرفض التعهد بنقل سلمي للسلطة في حال خسر الانتخابات
ترامب يعلن المضي بخطوة ستشعل معركة سياسية جديدة
كتاب وودورد: ترامب فاخر بإنقاذ ابن سلمان بقضية خاشقجي