نقلت صحيفة "
وول
ستريت جورنال" الأمريكية، عن أحد أفراد العائلة الحاكمة بالكويت، توقعاته بأن
"تقوم
السعودية والإمارات، بالضغط على بلاده، من أجل السير في مسارهما بشأن القضايا
الإقليمية، بعد وقوف الأمير الراحل الشيخ صباح في الوسط منها"، مشددا على أن الأمير
الجديد الشيخ نواف الأحمد، كان جزءا من صناعة هذه السياسة، ولا يدافع عن
التطبيع
الأحادي مع إسرائيل.
وأشار المصدر، في تقرير ترجمته "عربي21"، بحسب
الصحيفة، إلى أن "
الكويت تريد موقفا محايدا، ولن ندعم ما يحدث أو نثني عليه،
ولكننا لن ننتقده أيضا".
وأشارت إلى أن الشيخ نواف، سيبدأ قريبا التداول
مع أعضاء بارزين في عائلة الصباح، لاختيار كبار المسؤولين، في العهد الجديد، بما
في ذلك ولي العهد القادم، وهي مسألة قد تستغرق أسابيع وربما أشهرا.
ولفتت الصحيفة إلى أن مسألة اختيار ولي العهد مسألة مهمة، لأنه يبلغ
من العمر 83 عاما، وهو في حالة صحية سيئة، ومن أبرز المرشحين الابن الأكبر للأمير
الراحل الشيخ ناصر الصباح (72 عاما)، وابن أخيه الشيخ ناصر المحمد (79 عاما).
وقالت الصحيفة إن برقية مسربة من موقع ويكيليكس، تتضمن أنه في عام 2008 عهد الشيخ صباح لابنه الذي كان رئيسا للديوان الأميري،
بالحفاظ على "علاقة اتصال سرية مع ممثل إسرائيلي مزدوج الجنسية ومقره في مكان
آخر بدول الخليج".
وأوضح أن الاتصالات السرية بين الدول العربية وإسرائيل، شاعت خلال
الفترة الماضية، لكنها تطورت مؤخرا إلى التطبيع المباشر، بعد قرار
الإمارات
والبحرين، والتفكير العلني للسودان بالأمر، لكنها قالت، إنه "من غير المرجح
أن تحذو السعودية حذوهم قريبا، بسبب التوترات داخل الأسرة الحاكمة، لكنها ربما
تدفع دولا أخرى للأمر بسبب نفوذها".
وقال بدر السيف أستاذ التاريخ المساعد في جامعة الكويت، إنه "حين
يحاول الجيران دفع الكويت ليروا ما يمكن أن يصلوا إليه، فلسنا دولة تتغير بين عشية
وضحاها.. والأمر لا يعمل على هذا النحو هنا".
وأضاف السيف: "نظرا إلى الرأي العام القوي الرافض للتطبيع، فلن
يطلق أي حاكم جديد النار على قدمه بفعل ذلك".
ونقلت الصحيفة عن المصدر في العائلة الحاكمة، قوله: "إن مثل هذه الخطوة (التطبيع) ستتطلب إخماد الرأي العام تماما، وهو بالتالي أمر غير ممكن".
وقالت إن الشيخ نواف وبعد الفراغ من تأسيس مسار ولاية العهد، من
المرجح أن تتصدر أجندته الانتخابات البرلمانية المقرر إجراؤها نهاية العام، ولديه أولويات محلية مثل مكافحة
الفساد وتنشيط الاقتصاد المثقل بالديون، وسط انخفاض أسعار النفط وجائحة
كورونا".
وأشارت الصحيفة إلى أن سلفه الشيخ صباح، رسخ النهج الحذر في السياسة
الخارجية، وحاول لسنوات التوسط في الخلاف الخليجي حول قطر، عبر تنمية كادر من
أفراد العائلة المالكة الدبلوماسيين والتكنوقراط.
لكن الصحيفة قالت: "إن الخطر أن يصبح الشيخ
نواف أكثر مرونة لمطالب السعودية والإمارات، خاصة أن التوترات مع إيران قد تزيد،
وفقا لمركز الاستشارات البحثية البريطاني كابيتال إيكونوميكس، ومقره لندن".
ولفتت إلى أنه بالنظر إلى أن الكويت ينظر لها
على أنها أكثر دول الخليج تأييدا للفلسطينيين، فإن صفقة تطبيع مع إسرائيل
"سترسخ قبول الدولة اليهودية في المنطقة، لكن بسبب السياسة الداخلية، والتحركات
النشطة للإمارات والسعودية، بمسألة التطبيع، فإن هذا يجعل الكويت أقل أولوية
بالنسبة للدولة اليهودية، وفقا ليوئيل جوزانسكي، الرئيس السابق لمكتب الخليج في
مجلس الأمن القومي الإسرائيلي، والباحث في معهد دراسات الأمن القومي في
إسرائيل".
وختم بالقول: "لا أتوقع أن تطبع الكويت..
سيكون ذلك انتحارا داخليا".