نعي عالمي واسع لأمير الكويت الراحل صباح الأحمد الصباح

أعلن الديوان الأميري في الكويت، وفاة أمير البلاد صباح الأحمد الجابر الصباح عن 91 عاما في الولايات المتحدة الأمريكية.

وقطع التلفزيون الكويتي برامجه المعتادة اليوم الثلاثاء ليذيع آيات من القرآن.

وكان الصباح قد دخل مستشفى بالولايات المتحدة في تموز/ يوليو للعلاج بعدما خضع لجراحة بالكويت في نفس الشهر.

وقال وزير الديوان الأميري الشيخ علي الجراح الصباح في بيان نقلته وكالة الأنباء الكويتية: "ببالغ الحزن والأسى ننعى إلى الشعب الكويتي والأمتين العربية والإسلامية وشعوب العالم الصديقة وفاة المغفور له بإذن الله تعالى صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت".

وذكر الديوان الأميري أن جثمان الصباح سيصل إلى الكويت غدا الأربعاء قادما من الولايات المتحدة.

ويعد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، الأمير الخامس عشر لدولة الكويت، والخامس بعد استقلالها عن بريطانيا.

وولد الشيخ صباح الأحمد في الـ 16 من حزيران/يونيو 1929، وتلقى تعليمه في المدرسة المباركية، وشغل منصب أول وزير إعلام لبلاده، وثاني وزراء خارجيتها على مدى 4 عقود.

نعي واسع

سارعت دول العالم، لا سيما العربي، بالتعزية بوفاة الشيخ صباح، إذ أعلن الديوان الملكي الأردني الحداد 40 يوما.

وغرد الملك عبد الله الثاني عبر "تويتر": "فقدنا اليوم أخاً كبيراً وزعيماً حكيماً مُحبّاً للأردن سمو الشيخ صباح الأحمد رحمه الله كان قائداً استثنائياً وأميراً للإنسانية والأخلاق، كرّس حياته لخدمة وطنه وأمته ولم يتوانَ في مساعيه الخيّرة عن بذل كلّ جهدٍ لوحدة الصف العربي، نعزي أنفسنا والشعب الكويتي الشقيق بهذا المُصاب الجلل".

وعزّت الرئاسة المصرية بوفاة الشيخ صباح، وأوضحت في بيان أن "الشيخ صباح الأحمد كان قائدا حكيما كرس حياته في خدمة شعبه وأمته والإنسانية جمعاء".

ونعت الجامعة العربية الشيخ صباح، قائلة إنه كان "فخرا لبلده وأمته"، فيما أعلن الديوان الأميري في قطر الحداد ثلاثة أيام على وفاة أمير الكويت.

وقالت منظمة التعاون الإسلامي إن "الأمير الراحل كان صوتا للحكمة والاعتدال".

وأعلنت لبنان الحداد ثلاثة أيام على وفاة الشيخ صباح، وقال رئيسها ميشال عون، إن الشيخ صباح كان "مثالا للمروءة والحكمة والاعتدال".

النعي تواصل أيضا، بتقديم ملك السعودية سلمان بن عبد العزيز وولي عهده محمد، إضافة إلى نائب رئيس الإمارات محمد بن راشد آل مكتوم تعازيهم.

وأعلنت البحرين الحداد وتنكيس الأعلام ثلاثة أيام، فيما عزا الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الكويت، وغرد: "تلقينا ببالغ الحزن والأسى نبأ وفاة أمير دولة الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، وأعرب باسم الشعب التركي عن مشاعر التعازي والمواساة الخالصة للشعب الكويتي الشقيق، سائلا الله عز وجل أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته".

وعزّا الرئيس اليمني عبد ربه هادي منصور، ورئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان بوفاة الشيخ صباح.

وفي فلسطين، نعى الرئيس محمود عباس أمير دولة الكويت واصفا إياه بـ"الزعيم والقائد الحكيم، وبالأخ الكبير للشعب الفلسطيني وللقضية الفلسطينية".

وقال عباس إن فلسطين خسرت برحيله قائدا عربيا وزعيما للإنسانية عزّ نظيره، أفنى حياته في خدمة أبناء شعبه وأمته والإنسانية جمعاء، ووقف دائما إلى جانب قضيتنا الوطنية، وإلى جانب شعبنا الفلسطيني، وقضايا أمته العادلة.

واعتبر أن فقدان هذا "القائد العربي الكبير في هذه الفترة الحساسة من تاريخنا هو خسارة كبيرة"، معلنا الحداد وتنكيس الأعلام.

كما بعثت حركة "حماس" برقية تعزية بوفاة الشيخ صباح، واصفة في بيانها الأمير بـ" أمير الإنسانية، وصاحب المواقف الشجاعة والحكيمة، والأيادي البيضاء، والمسيرة المعطّرة بالخير والبذل والعطاء".

وتابعت: "نستذكر بكل حبّ وتقدير وفخر واعتزاز سيرته ومسيرته في خدمة قضايا الأمَّة العربية والإسلامية، وبصمته الواضحة في دعم وحدتها وأمنها واستقرارها، وفي مقدّمة تلك القضايا القضية الفلسطينية".

فيما قال القيادي في حركة فتح، ومحافظ غزة، إبراهيم أبو النجا: "لا أنسى ما قال يوم أن استقبلنا كوزراء زراعة عرب في مكتبه في 2004، اعترى الشعب الكويتي غضب أو عتب نتيجة الموقف من الحرب علينا ولكنني أقسم أنني بعد سماع كلمتك فلم يبق عليكم منا مجرد فتيل من اللوم أو العتب".

وتابع أن الشيخ صباح قال حينها: "الكويت تفتح أبوابها لاستقبال السيد الرئيس أبو مازن والسيد أحمد قريع رئيس الحكومة الفلسطينية وهذه تعتبر دعوة لهما".

ومن جانبه، أعرب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن حزنه العميق لوفاة "صديقه العزيز" صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الصباح.

وقال ترامب في بيان، نقلته وكالة "كوانا"، إن الأمير الراحل "كان صديقا وشريكا ثابتا للولايات المتحدة"، مضيفا "في وقت سابق من هذا الشهر تشرفت بمنحه وسام الاستحقاق العسكري بدرجة قائد أعلى.

وأكد أن الراحل كان "دبلوماسيا لا مثيل له"، مشيرا إلى أن "وساطته التي لا تعرف الكلل في النزاعات في الشرق الأوسط ساعدت في تجاوز الانقسامات في ظل أكثر الظروف صعوبة".