أعلنت كل من أرمينيا وأذربيجان، الأحد، "حالة الحرب"، بعد اشتباكات عنيفة بين قوات البلدين في منطقة "قره باغ" المتنازع عليها، وسط دعوات إقليمية ودولية للتهدئة.
ووافق برلمان أذربيجان على إعلان "حالة الحرب" في بعض المدن والمناطق، الصادر بقرار من الرئيس إلهام علييف، فيما اتخذت الحكومة الأرمنية قرارا مشابها في وقت سابق، وسط تراشق للاتهامات بالمسؤولية عن تفجر الأوضاع.
وفي حديث لـ"عربي21"، قال رئيس تحرير وكالة الأنباء الأذرية "ترند"، روفيز حافظ أوغلو، إن قوات قره باغ الأرمنية بادرت بالهجوم صباح الأحد، ما دفع القوات الأذرية إلى الرد على مصدر النيران.
وأكد "حافظ أوغلو" على جدية الموقف على طول جبهات التماس بين الجانبين، مشيرا في هذا السياق إلى دعوة رئيس وزراء أرمينيا، نيكول باشينيان، سكان المنطقة من الأرمن إلى النزوح عنها.
وأضاف أن باكو أدركت بعد ثلاثة عقود من المطالبة باسترجاع أراضيها، "المحتلة" بإجماع المجتمع الدولي، بأن المفاوضات لن تسفر عن نتائج ملموسة.
اقرأ أيضا: تسلسل زمني للصراع "المتجدد" بين أذربيجان وأرمينيا (إنفوغراف)
ولدى سؤاله عن الدعوات لتجنب الحرب، قال حافظ أوغلو: "الحرب بين البلدين قائمة فعلا ولم تتوقف، وما يحدث الآن هو قرار أذري بالتقدم لتحرير الأراضي"، مشيرا إلى أن ثمانية قرى قد تمت السيطرة عليها بالفعل، وأهمها منطقة "موروفداغ" الاستراتيجية.
وحول ما إذا كانت المعارك تدور بين القوات الأذرية ونظيرتها الأرمنية بشكل مباشر، أوضح حافظ أوغلو أن يريفان تزعم أن الأمر يتعلق بقوات خاصة بمنطقة قره باغ (ما يعرف بـ"جيش الدفاع لجمهورية مرتفعات قرة باغ")، مؤكدا أن باكو في المقابل تعتبر أن تواجه قوات احتلال أرمنية رسمية مهما كان الشعار الذي ترفعه.
وتحتل أرمينيا منذ عام 1992 نحو 20 بالمئة من الأراضي الأذرية، وتضم إقليم "قره باغ" (يتكون من 5 محافظات)، و5 محافظات أخرى غربي البلاد، إضافة إلى أجزاء واسعة من محافظتي "آغدام"، و"فضولي".
دعوات لفض الاشتباك
عبّر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن بالغ قلقه بعد التصعيد بين أرمينيا وأذربيجان.
وبحسب بيان للكرملين، أجرى رئيس وزراء أرمينيا نيكول باشينيان اتصالا هاتفيا بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين، و"ناقش الجانبان التصعيد الجاري حاليا في ناغورني قرة باغ".
وتابع البيان بأن بوتين وباشينيان أكدا على "أهمية بذل كل الجهود من أجل منع التصعيد بشكل أكبر في قرة باغ".
بدوره، نقل التلفزيون الإيراني الرسمي عن متحدث باسم وزارة الخارجية قوله إن طهران دعت لوقف فوري للصراع بين الدولتين، وأبدى استعداد طهران للمساعدة في التوصل لوقف لإطلاق النار.
وقال المتحدث سعيد خطيب زاده: "إيران تراقب عن كثب وبقلق الصراع، وتدعو لوقف فوري للصراع، وبدء محادثات بين الدولتين".
وتابع قائلا: "طهران مستعدة لاستخدام كل قدراتها للمساعدة على بدء محادثات بين الجانبين".
ودعت فرنسا كلا من يريفان وباكو إلى وقف الأعمال العدائية، واستئناف الحوار على الفور.
وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الفرنسية أنييس فون دير مول، في بيان: "تشعر فرنسا بقلق بالغ بسبب المواجهة".
اقرأ أيضا: فصائل سورية لـ"عربي21": لا قرار رسميا بإرسال مقاتلين لأذربيجان
وتتشارك فرنسا والولايات المتحدة وروسيا في رئاسة مجموعة مينسك، التي تتولى جهود الوساطة بين أرمينيا وأذربيجان.
كما دعا رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال، الأحد، لوقف القتال في قره باغ، و"العودة فورا إلى المفاوضات".
وقال ميشال على تويتر: "على التحرّكات العسكرية أن تتوقف بشكل عاجل؛ لمنع مزيد من التصعيد"، داعيا "للعودة فورا إلى المفاوضات دون شروط".
وفي جورجيا غير البعيدة عن ساحة التوتر، دعت رئيسة البلاد، سالوميه زورابيشفيلي، كلا من أذربيجان وأرمينيا إلى وقف الاشتباكات الدائرة بينهما وتحقيق السلام.
وأعربت في بيان نشرته عبر حسابها على تويتر، عن قلقها إزاء استئناف الاشتباكات بين أذربيجان وأرمينيا، داعية إياهما إلى تحقيق السلام.
وشددت زورابيشفيلي على ضرورة أن يكون الاستقرار والسلام عملا مشتركا لأطراف المنطقة.
من جانبها، عبرت الخارجية الجورجية عن قلقها الكبير إزاء التطورات الأخيرة بين أذربيجان وأرمينيا.
وأعربت في بيان عن أملها في التوصل إلى السلام، والانتقال إلى المفاوضات.
أما رئيس البرلمان الجورجي، أرشيل تالاقوادزه، فقال في بيان، إن بلاده وبصفتها صديقة لأذربيجان وأرمينيا، تأمل في الحفاظ على الاستقرار والسلام والأمن في المنطقة.
وفي وقت لاحق الأحد، قال حلف شمال الأطلسي إنه "لا يوجد حل عسكري للنزاع بين أذربيجان وأرمينيا"، داعيا إلى وقف فوري لإطلاق النار.
وقال الممثل الخاص للأمين العام للناتو لمنطقة القوقاز وآسيا الوسطى، جيمس أباثوراي، في بيان:"يعرب الناتو عن قلقه العميق إزاء التقارير التي تتحدث عن تجدد الأعمال العدائية العسكرية واسعة النطاق على طول خط التماس بمنطقة ناغورني قره باغ".
وأضاف أباثوراي: "يتعين على الجانبين وقف الأعمال العدائية على الفور".
وتابع قائلا: "يجب على الأطراف استئناف المفاوضات من أجل حل سلمي، كما يدعم الناتو جهود مجموعة مينسك التابعة لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا".
حساب أرمينيا الرسمي يثير جدلا بصورة لراهب يحمل سلاحا
مقارنة بين الجيشين الأذري والأرمني لعام 2020 (إنفوغراف)
الجيش الأذري يسيطر على قرى وقمة استراتيجية بقره باغ (فيديو)