اعتبر القيادي في "التيار الوطني الحر"، جورج حداد، أن لبنان وصل إلى مرحلة مفتوحة على احتمالات أكبر من الاحتجاج الشعبي.
وفي حوار أجرته معه "عربي21"، قال "حداد" إن التأخر في إنجاز مهمة تأليف الحكومة سيترتب عليه انهيار اقتصادي ومالي وأمني.
وأضاف: "وقتها لن تتوقف المسألة على خروج مظاهرات أو احتجاجات، بل قد ندخل بحالة فوضى وفلتان أمني وفقر وجوع".
وتابع: "الشعب اللبناني تخطى مرحلة الصبر ووصلنا إلى مرحلة مفتوحة على احتمالات أكبر وإن لم يحدث تقيد بورقة الإصلاحات المطروحة حاليا فإن الأوضاع ستنهار وسيخرج سعر صرف العملة الوطنية عن السيطرة".
ولدى سؤاله عن إمكانية تعرض ساسة البلاد لعقوبات فرنسية، كان الرئيس إيمانويل ماكرون قد تعهد بها في حال التلكؤ بتشكيل الحكومة، قال "حداد" إن باريس ليست لديها حاليا برنامج واضح لتلك "العقوبات".
وأشار حداد إلى أن ماكرون كان قد لوّح بحرمان بيروت من مساعدات فرنسا ودول صديقة أخرى، ما لم يتم تنفيذ إصلاحات سياسية معينة، وهو ما من شأنه تعقيد المشهد.
لكنه أضاف أن فرنسا يمكنها تقديم المزيد للبنان حتى يتمكن من العبور إلى بر الأمان، بما في ذلك دعم اقتصاده وتوفير شبكة أمان سياسية، والإيفاء بوعود مؤتمرات المانحين.
وتابع بأن موقف الرئيس الفرنسي واضح في فصل الجوانب الاقتصادية والاجتماعية عن الوضع السياسي، رغم صعوبة ذلك تحت وطأة الضغوط الأمريكية على حزب الله، وسياسات واشنطن عموما في المنطقة.
اقرأ أيضا: صحيفة: ماكرون يريد استغلال لبنان بمواجهة تركيا بالمتوسط
وكان ماكرون قد هدد الساسة اللبنانيين، مطلع أيلول/ سبتمبر الجاري، بقوله: "في نهاية تشرين الأول/أكتوبر، إذا لم يحقق المسؤولون التقدم سنأخذ النتائج ونتحمل العواقب، وإذا لم تفعل السلطات شيئا فلن يفرج المجتمع الدولي عن المساعدات المالية".
وخاطب الرئيس الفرنسي الشعب اللبناني بالقول: "إذا فشلت نخبتكم السياسية فلن نأتي لمساعدة لبنان".
"النأي عن حزب الله"
وحول الضغوط الأمريكية تحديدا، وما إذا كان من الممكن أن تؤثر على علاقات حزب الله وحليفه، التيار الوطني الحر، المحسوب على الرئيس ميشال عون، أشار حداد إلى تأكيدات من قبل "التيار" على رفض "التحول إلى أداة لعزل الطائفة الشيعية في لبنان".
وأضاف أن جبران باسيل، صهر عون ورئيس "التيار"، شدد في أحدث تصريحاته على أن التفاهم مع حزب الله "ثابت".
وتابع حداد بأن العقوبات الأمريكية "نهج متبع منذ وقت طويل، وليست سياسة مستجدة، والموقف منها معلن".
اقرأ أيضا: ضغوط أمريكية على لبنان للتنازل بـ"ترسيم الحدود" مع الاحتلال
وفي وقت سابق، أكد النائب عن التيار الوطني الحر، ماريو عون، في تصريحات محلية، وجود "تباين واضح" بين الأخير و"الثنائي الشيعي"، في إشارة إلى حزب الله وحركة أمل، بشأن تشكيل الحكومة المقبلة للبلاد.
لكن "عون" شدد في الوقت ذاته على أن التحالف بين الجانبين "قائم ولم يمس".
وقال: "سبق الملف الحكومي خلافات حول مقاربات ملفات الإصلاح والفساد لكن الانهيار الحاصل على الصعد كافة لم يترك لنا ترف الأخذ والرد والتعبير عن عدم رضانا عن طريقة مقاربة حزب الله لهذه الملفات، علما بأننا مقتنعون بأن دولة سليمة معافاة خالية من الفساد أفضل بكثير للمقاومة".
ونفى عون أن تكون قيادة "الوطني الحر" تخشى العقوبات الأمريكية ما يجعلها تأخذ مسافة من الحزب، معتبرا أنه ليس هناك ما تستند إليه الإدارة الأمريكية لفرض هكذا عقوبات، ومشددا على أن أي قرار في هذا الاتجاه سيكون "مجحفا".
وتواجه البلاد أزمة سياسية واقتصادية هي الأعمق منذ الحرب الأهلية، وسط ضغوط على الساسة اللبنانیین لتشكیل الحكومة بسرعة، لكن العملیة تواجه عقبات من بينها إصرار حزب الله وأمل على حق تسمیة عدة وزراء بینھم وزير المالیة.
وعلى مدى سنوات تولى وزارة المالیة شیعي تختاره حركة أمل، فيما قال رئيس الوزراء المكلف مصطفى أديب إنه يريد إجراء تغییرات في سیطرة الطوائف على المناصب الوزارية.
ما واقعية دعوة عون لإلغاء "طائفية" الحقائب السيادية؟
بعد تصريحات باسيل.. هل "حزب الله" جاهز للانسحاب من سوريا؟
توافق حزبي في لبنان على تسهيل تشكيل الحكومة الجديدة