حسمت الحركة الإسلامية في الأردن، المتمثلة بجماعة الإخوان المسلمين، وحزب جبهة العمل الإسلامي، الاثنين، قرارها حول المشاركة في الانتخابات النيابية المزمع إجراؤها في 10 تشرين الثاني/نوفمبر المقبل.
وتلا النائب الأول للأمين العام للحزب، وائل السقا، في مؤتمر صحفي، بيانا أعلن فيه أن الحركة الإسلامية قررت المشاركة في الانتخابات النيابية التي ستفرز البرلمان التاسع عشر.
وقال السقا إن القرار جاء استجابة لما يتعرض له الأردن من "إضعاف مبرمج لمؤسسات الدولة، في ظل تحديات هي الأصعب في محيطنا العربي والإقليمي"، مضيفا أن هذا الظرف يستوجب مساهمة الحركة الإسلامية في "الحفاظ على مؤسساتنا الدستورية الوطنية التي يراد إضعافها لتمرير مشاريع مشبوهة تستهدف الأردن في هويته الوطنية".
ولفت إلى أن "وجود الأصوات الوطنية المخلصة في البرلمان يؤكد على وقوفنا في وجه كل المؤامرات التي تحاك للأردن، خصوصا في ظل هرولة بعض الأنظمة العربية للتطبيع مع الاحتلال الصهيوني".
ورأى السقا أن الأردن "يتعرض بين الفينة والأخرى لقضايا ومستجدات محلية تتطلب رجالات حكيمة، وأصواتا وطنية وجهودا مخلصة من أبناء الوطن الخيرين"، مؤكدا أن الحركة الإسلامية "منحازة دائما لقضايا الوطن وهموم المواطن مهما كبرت أو صغرت".
وأشار إلى أن الحركة الإسلامية تتعرض لـ"استهداف واضح ومحاولات حثيثة للنيل منها بسبب أدوارها الوطنية وجهودها الخيرة بما لا يروق للعابثين الذين يعتقدون أن تمرير مشاريعهم المشبوهة لا يكون إلا باستبعاد الحركة بما تشكله من حائط صد إزاء كل تلك المشاريع"، متابعا: "غيابنا عن البرلمان يعد انسحابا من تلك المعركة وهروبا من المسؤولية"، محذرا "من العبث بالعملية الانتخابية وأية ممارسة يمكن أن تؤثر على نزاهتها".
وقال الأمين العام للحزب مراد العضايلة في مؤتمر صحفي، إن الحزب سيبقى صوتا لجميع المطالبين بالإصلاح، ولن يتخلف في أي لحظة عن المطالبة بمحاربة الفساد، وتحقيق مطالب الشعب الأردني بتحقيق الإصلاح والنهضة، سواء في داخل البرلمان أو خارجه.
اقرأ أيضا : توقيف قيادي بإخوان الأردن بتهمة "تحقير رئيس دولة شقيقة"
ودعا العضايلة الشباب الذي يعاني أوضاعا معيشية صعبة، إلى تحويل غضبه إلى صناديق الاقتراع من خلال التصويت لمن يعبر عن آرائه ومواقفه.
وخاطب حكومة عمر الرزاز قائلا إن "الانتخابات مراقَبة، فإما أن تجعلوا منها رافعة للبلد، وإما أن تجعلوها بتدخلكم عبئا على الوطن والمجتمع".
وعلمت "عربي21" من مصادر داخل الحركة الإسلامية، أن التصويت الداخلي الذي أجرته الجماعة والحزب على مدار يومي السبت والأحد، رجح قرار المشاركة، رغم مطالبة قطاع واسع بالمقاطعة بسبب تأزم المشهد السياسي والحقوقي في البلاد.
وقال عضو في مجلس شورى "الإخوان" لـ"عربي21" مفضلا عدم ذكر اسمه، إن التوجه العام لكثير من قيادات وقواعد حزب جبهة العمل الإسلامي كان مع المقاطعة، بينما العكس تماما في ما يتعلق بتوجه قيادات وأعضاء جماعة الإخوان، مشيرا إلى أنه لا خلاف بين الفريقين على أن دواعي المقاطعة كثيرة جدا، إلا أن فائدة التواصل مع الشعب الأردني خلال فترة الترشح هي التي رجحت كفة دعاة المشاركة.
وبيّن أن التضييق على الحريات العامة دفع باتجاه اتخاذ قرار بالمشاركة كنوع من أنواع التواصل مع الجماهير التي تقف الأدوات القمعية بيننا وبينها.
وأضاف أن قانون الانتخاب الحالي "سيء للغاية" ولا يشجع على المشاركة في الانتخابات، لافتا إلى أن الدولة تعمل على تحجيم الحركة الإسلامية، وتريد منها أن تشارك في الانتخابات بالعدد والصفة التي تريدها هي، لا التي تريدها الحركة.
وأوضحت مصادر متعددة لـ"عربي21"، أن الخيارات التي طرحت للنقاش داخل الحركة الإسلامية توزعت بين أربعة خيارات، الأول المشاركة بكثافة، وأبرز من تبنى هذا الخيار المراقب العام للجماعة، ورئيس مجلس شوراها جميل أبو بكر، والأمين العام السابق لحزب جبهة العمل الإسلامي زكي بني ارشيد، ورئيس مجلس الشورى السابق للجماعة حمزة منصور، ومحمد خليل عقل.
وأضافت أن الخيار الثاني يتمثل في المقاطعة التامة، مشيرة إلى أن أبرز متبني هذا الخيار الأمين العام الحالي لحزب جبهة العمل الإسلامي مراد العضايلة، وكل من القيادات في الجماعة والحزب أحمد الزرقان، وغازي الدويك، وعبد المحسن العزام.
ولفتت إلى أن الخيارين الثالث والرابع هما المشاركة الرمزية، وتعويم الأمر ليترشح من أفراد الجماعة من شاء، وليقاطعها من شاء، مضيفا أنه تم استبعاد هذين الخيارين لقلة متبنيهما.
ورأى الخبير في شؤون الحركات الإسلامية، حسن أبو هنية، أن الحركة الإسلامية بقرارها المشاركة في الانتخابات النيابية؛ تريد أن تقدم رسالة إيجابية بأنها عامل استقرار للبلد.
وقال لـ"عربي21" إن جماعة الإخوان تعيش ظرفا إقليميا ودوليا في غاية الصعوبة، ومشاركتها في أي انتخابات يمنحها مساحة للحركة مع وجود كل هذا التضييق والقمع، رغم أن جميع الظروف تشير إلى أنه لا يمكن إجراء انتخابات نزيهة.
وكان الأمين العام لحزب جبهة العمل الإسلامي، مراد العضايلة، قد قال في تصريحات سابقة لـ"عربي21" إن الحكومة حريصة على أن تشارك الحركة الإسلامية حتى لا يخلو البرلمان من المعارضة"، معربا عن تشككه في أن يكون لدى الحكومة رغبة بحضور "حقيقي" للحزب في البرلمان القادم.
هذه أبرز التحديات التي يواجهها الصحفيون في الأردن
هل يؤجل "كورونا" الانتخابات النيابية في الأردن؟
دراسة: أيام صعبة تلوح بالأفق على الأردن بعد تطبيع الإمارات