توصل باحثون من جامعتي
غرناطة وإشبيلية الإسبانيتين والمدرسة متعددة التقنيات في مدينة لوزان السويسرية
إلى اكتشافات جديدة في قصر الحمراء بمدينة غرناطة.
وتركز عمل الباحثين،
وفقا لموقع THE CONVERSATION، على
استخدام منهجية جديدة لمقرنصات قصر بني الأحمر النصريين.
واعتمدت المنهجية في المرحلة
الأولى على دراسة أهم الصور والرسومات المتوفرة في ساحة الأسود الشهيرة من القرن الـ17 إلى القرن الـ20. وعلى ضوئها، تم وضع رسوم نظرية لها بالكمبيوتر، وفقا لما اكتُشف
من قواعد هندسية في المقرنصات محل الدراسة.
وقام الباحثون بمسح
المقرنصات مسحا ثلاثي الأبعاد لفحصها بدقة للوقوف على حالتها الراهنة وتحديد
التحولات التي طرأت عليها عبر القرون الماضية.
واكتشف الباحثون عناصر
تقنية جديدة لم تكن معروفة في السابق، أهمها عدم تطابق المقرنصات جميعها، عكس ما
كان متعارفا عليه لدى الخبراء، وتباين القطع التي تدخل في تشكيلها، بالإضافة إلى
اكتشاف تشوهات هندسية طالت التصميم الأصلي النصري الأندلسي.
اقرأ أيضا: هكذا علق الشيخ الددو على إعادة اعتبار "آيا صوفيا" مسجدا
وتمكن فريق الباحثين من تحديد القطع غير
المعروفة حتى الآن في هذه المقرنصات، والأصيل فيها والدخيل، بشكل دقيق، والتحولات
التي طرأت عليها بشكل طبيعي خلال مئات السنين.
يُذكر أن قصر الحمراء
يعتبر معلما ثقافيا تاريخيا في مدينة غرناطة الإسبانية، مصنفا ضمن التراث الثقافي
العالمي لدى منظمة اليونسكو. ويحظى باهتمام خاص من قبل سلطات إقليم الأندلس في
جنوب إسبانيا والسلطات المركزية في العاصمة مدريد. ويدر مداخيل كبيرة للدولة من
زيارات السياح للقصر التي تقدر بنحو مليوني زائر كل عام.
ويقول البروفيسور في
جامعة إشبيلية، أنطونيو غاميث جوردو، أحد المشرفين على هذه البحوث التطبيقية على
مقرنصات قصر الحمراء: "لأول مرة، توثق هذه الدراسة وتحلل تفاصيل كانت غير
معروفة حتى الآن في الأدبيات العلمية".
وتعتبر المقرنصات،
التي يطلق عليها الإسبان بلغتهم بعد تكييف صغير مع لسانهم "لوس مُكاربيس" (Los Mocárabes)، إحدى العجائب الفريدة في قصر الحمراء وتاريخ الفنون الإسلامية،
بشكلها الهندسي الراقي ثلاثي الأبعاد والمتطور جدا في عصره، بالنظر إلى مستوى تقدم
الفنون المعمارية لدى البشرية آنذاك.
وكانت مجلة "Sustainability" قد نشرت الدراسة في 13 آب/ أغسطس الماضي.
وتخلص الدراسة إلى أن قصر الحمراء بني على مراحل استغرقت أكثر من 150 عاما، ولم يُشيَّد دفعة واحدة، عكس ما كان معتقدا، بل كانت تضاف إليه البناءات والحدائق والسواقي والنافورات والحمّامات والثكنات والأبراج الدفاعية ومختلف الهياكل العمرانية جيلا بعد جيل، بحسب الحاجة الآنية، من طرف أمراء وملوك بني النصر الأندلسيين (1232- 1492).