أثارت تصريحات الوكيل العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية مارك لوكوك، عن تحديات تواجه عملية إدخال المساعدات الأممية إلى شمال غرب سوريا، من معبر "باب الهوى" الحدودي مع تركيا، استنكارا وقلقا واسعين لدى أوساط المعارضة السورية، سيما وأن المعبر يعد الشريان الوحيد لوصول المساعدات الأممية إلى نحو 4 ملايين نسمة يقطنون في المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة (إدلب ومحيطها، وأرياف حلب الشمالية والشرقية).
وكان لوكوك قد ادعى خلال جلسة لمجلس الأمن الدولي بخصوص الأوضاع في سوريا، أن آلية إدخال المساعدات إلى شمال غرب سوريا، تواجه تحديات كبيرة على الجانب السوري، منها تأخر دخول القوافل الأممية أو عودتها إلى الجانب التركي.
وفي رده على ذلك، نفى المسوؤل الإعلامي في معبر "باب الهوى"، مازن علوش، نفيا قاطعا وجود أي عراقيل أمام إدخال المساعدات إلى الشمال السوري من تركيا، واصفا التصريحات بـ"الاتهام الباطل".
وقال لـ"عربي21": إن "تصريحات لوكوك كانت مفاجئة لنا، ولا ندري ما سببها، علما بأن إدارة المعبر تقدم كل التسهيلات لمرور قوافل المساعدات إلى الداخل السوري"، وأكد دخول مئات الشاحنات المحملة بالمساعدات الأممية إلى الشمال السوري، منذ استئناف دخول المساعدات في منتصف آب/ أغسطس الماضي، دون عراقيل تذكر.
وفي تموز/ يوليو الماضي، كانت روسيا وراء إصدار مجلس الأمن قرارا بحصر إدخال المساعدات الأممية إلى الشمال السوري الخاضع لسيطرة المعارضة بمعبر واحد (باب الهوى)، ووقف عملية إدخالها من معبر "باب السلامة".
وهو ما أثار مخاوف المعارضة، من وجود مخطط روسي، لوقف دخول المساعدات الأممية إلى الشمال السوري، وحصرها بالمعابر الحدودية التي تخضع لسيطرة حليفها نظام الأسد، حيث تخطط روسيا لعرقلة عملية إدخال المساعدات من خلال الادعاء أن معبر "باب الهوى" من الجانب السوري، يخضع لسيطرة "هيئة تحرير الشام"، ما يعطيها الذريعة أن آلية دخول المساعدات تتم بالتنسيق مع أطراف "إرهابية".
اقرأ أيضا: ما تأثير حصر دخول المساعدات الأممية لسوريا بمعبر واحد؟
تقييد المساعدات
وفي هذا الإطار، اتهم علوش روسيا بالوقوف خلف تصريحات لوكوك، بقوله: "نعتقد أن وراء هذه التصريحات أجندة روسية، لها دوافع خبيثة، تهدف لتقييد تدفق المساعدات الأممية عبر معبر باب الهوى".
وبسؤاله عن تخوف المعارضة من وقف إدخال المساعدات الأممية، قال: "قوافل المساعدات لا زالت تدخل إلى الشمال السوري، غير أن كل الاحتمالات واردة في المستقبل".
من جانبه، قال مدير فريق "منسقو استجابة سوريا"، محمد الحلاج، لـ"عربي21": "ننتظر توضيحا من الأمم المتحدة للتصريحات الصادرة عن لوكوك".
وأوضح أنه "قد يكون حديث لوكوك بحسن نية، بمعنى أنه يود أن يشير إلى حاجة الشمال السوري إلى أكثر من معبر واحد".
وأضاف الحلاج: "الأمل بأن لا يكون هذا التصريح مؤشرا على توقف المساعدات، أي عدم التمديد لقرار إدخال المساعدات الأممي".
ووافق مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة في 12 من تموز/يوليو الماضي، على قرار إدخال المساعدات إلى الشمال السوري، لمدة عام واحد، من معبر واحد وهو "باب الهوى"، وذلك بعد مداولات واسعة بين الأعضاء، على قرار وصف بأنه مفصل على المقاس الروسي.
مسؤول أمريكي: تنظيم الدولة يتمدد عالميا رغم نكباته
ماذا استهدف الاحتلال بغارته على حلب السورية؟ (صور)
الصين: حروب أمريكا كلفت دولا عربية خسائر بشرية كبيرة.. أرقام