ملفات وتقارير

كيف سيبدو مشهد غرب ليبيا حال استقال "السراج".. ومن البديل؟

برز على الساحة مؤخرا النائب الأول لرئيس المجلس أحمد معيتيق من خلال إجرائه عدة زيارات خارجية- الرئاسي الليبي

يتواصل في ليبيا الحديث حول توقعات بتقديم رئيس المجلس الرئاسي، فائز السراج، استقالته من منصبه قريبا لتتحول حكومته إلى تصريف أعمال حتى يتم تشكيل أخرى جديدة، وسط تساؤلات عن البديل له، في حال مضى في ذلك بالفعل، ومشهد الغرب الليبي بعد رحيله.


وفي الأيام القليلة الماضية، برز النائب الأول لرئيس المجلس الرئاسي، أحمد معيتيق، من خلال إجرائه عدة زيارات خارجية، بدأها بروسيا ثم تركيا، وفي الأخيرة التقى بعدة مسؤولين على رأسهم وزير الدفاع خلوصي أكار، في خطوة اعتبرها مراقبون محاولة لتقديم نفسه بديلا عن "السراج" حال استقال فعلا.

"انقسامات"

وسيطرح غياب "السراج" المتوقع وتولي "معيتيق" مكانه حالة من الانقسام في معسكر الغرب الليبي السياسي والعسكري كون الأخير لا يلقى قبولا لدى قطاع كبير من الساسة والعسكريين هناك خاصة مع وجود وزير الداخلية، فتحي باشاغا، المعروف بشعبيته الكبيرة، ومطالبة البعض بتوليه رئاسة الحكومة كبديل مقبول. 

ورغم أن المادة الرابعة من الاتفاق السياسي تنص على أن أحد نواب رئيس الحكومة هو من يتولى مكانه حال استقالته أو وفاته مع تحويل الحكومة إلى حكومة تصريف أعمال، إلا أن هنالك توقعات بحدوث تنافس وربما صدام حول المنصب هناك، والسؤال: من البديل؟ وكيف سيبدو المشهد في غرب البلاد؟  

"بديل وحيد" 

وفي حديث لـ"عربي21"، أكد مقرر هيئة صياغة مشروع الدستور الليبي، رمضان التويجر، أنه "في ظل الانقسامات السياسية الحادة بشرقي البلاد وغربها يكون البديل الوحيد للخروج من المأزق هو إجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية باعتماد مشروع الدستور كدستور مؤقت ثم إتاحة الفرصة بعد الانتخابات للاستفتاء على مشروع الدستور". 

وأضاف: "على من يبحث عن مخرج للأزمة الليبية أن يعمل على إحداث انتخابات عامة تنهي كل الأجسام القائمة، كما أدعو كل من يتحدث عن ضرورة توحيد السلطات القائمة وإنشاء مجلس رئاسي جديد أن يتذكر ما قيل فترة الحكومة المؤقتة وحكومة الإنقاذ وما تبعها من تكوين للمجلس الرئاسي الحالي والمفترض مدته عاما وها نحن في أربع سنوات وسط خلافات عميقة وأزمات اقتصادية". 

وتابع بأن "ما تحاول الأطراف الدولية ترسيخه في ليبيا هو اتفاق سياسي يكون بمثابة دستور يُنتج حكومة هشة ومجلسا رئاسيا يحمي مصالح تلك الدول مجتمعة كما حصل في البوسنة والهرسك أو اتفاق طائفي جديد كما هو بلبنان أو تحقيق تقسيم البلد كما حصل في السودان"، بحسب تقديراته.

 

اقرأ أيضا: ما صحة الأنباء عن استقالة السراج.. وهل يغيب عن المشهد؟

"مسألة معقدة" 

وبدوره، قال عضو مجلس الدولة الليبي، إبراهيم صهد: "لا أحب استباق ما سيجري وربما بيننا وبينه ساعات (استقالة السراج)، ورغم أن الاتفاق السياسي واضح في مسألة الإحلال، لكن الظروف الآن تختلف والمجلس الرئاسي نفسه يعاني خللا في تركيبته حسب إرشادات ذلك الاتفاق، لذا فالمسألة هنا معقدة". 

وأوضح في حديث لـ"عربي21" أن "البلاد الآن على مشارف تعديل الاتفاق بفصل الرئاسي عن الحكومة وتقليص عدد أعضاء المجلس الرئاسي، كما أن بعثة الأمم المتحدة من خلال مركز الحوار الإنساني تضيف تعقيدا آخر عندما تخالف الاتفاق السياسي بإقحام أعداد من اختيار البعثة في هذه العملية المعقدة أصلا".

"بداية جديدة"

أما الناشطة "ميرفت السويحلي"، المنتمية لمدينة مصراتة والمقربة من دائرة معيتيق، ففرأت أنه "في حال استقال السراج فعليا فطبقا لبنود الاتفاق السياسي سيكون معيتيق هو البديل وهذا أمر طبيعي كونه الأقرب لهذا المنصب، وربما تكون هذه بداية جديدة تحاول معالجة المشكلات التي تسببت فيها حكومة الوفاق ورئيسها".

وأضافت: "ليس هناك احتقان في الغرب الليبي ضد معيتيق كما يصور البعض لكن الاحتقان في الغرب هو ضد الحكومة بسبب تصرفات السراج نفسه غير المسؤولة وإصدار قرارات عشوائية خاصة التعيينات الأخيرة التي لم يراع فيها أبسط الشروط من توافر الكفاءة"، وفق تعبيرها. 

وتابعت: "أستبعد حدوث صراع على المناصب في الحكومة، بالعكس استقالة السراج ربما ستكون بداية جيدة لمحاولة تحسين أداء الحكومة لاسيما أن مستشاري السراج كان لهم الدور الأكبر فى فساد وضعف هذه الحكومة"، كما زعمت في تصريحها لـ"عربي21". 

"ثقل جهوي وسياسي" 

وبدوره قال الكاتب والمحلل السياسي الليبي، محمد الهنقاري، إن "معيتيق له ثقل سياسي وجهوي ناهيك عن كونه النائب الأول لرئيس المجلس الرئاسي وهو مكلف بمهام الصف الأول ومنها الشؤون السياسية في الدولة، كما أنه أكثر النواب نشاطا وحركة في الداخل والخارج، وله تأثير على القرارات السيادية في الدولة". 

وأضاف "الهنقاري"، في حديثه لـ"عربي21"، أن معيتيق "يمتاز بعدم التشدد والتطرف السياسي تجاه الفرقاء الليبيين، وكونه من أبناء مدينة مصراتة، فإن هذا الجانب يعطيه ثقلا لتمتع المدينة بالقوة السياسية والعسكرية، وهذه كلها مؤهلات تصب في صالح الرجل".