صحافة دولية

بلومبيرغ: تفاصيل اتفاقيتي التطبيع مع إسرائيل غامضة

ما يجمع دول الخليج وإسرائيل اليوم هو "العداء لإيران"- جيتي

تحدثت وكالة "بلومبيرغ" عن الغموض الذي يكتنف اتفاقيتي تطبيع الإمارات والبحرين مع "إسرائيل"، خاصة في ما يتعلق بالجدول الزمني لفتح السفارات ووضع الأماكن المقدسة.

ووصف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الاتفاق بأنه "يؤسس لسلام لشامل" في معظم الشرق الأوسط. وقدمها على أنها جوهرة إنجازات فترته الرئاسية.

ورغم الصخب والحفلة الضخمة في البيت الأبيض، فإنها لم تحتو الوثائق التي نشرت بعد توقيع الاتفاقية إلا على وعود كثيرة خاصة بين الإمارات وإسرائيل، وتركت العديد من الأسئلة بدون إجابة.

وأضاف ترامب أن اتفاق "أبراهام" بين الإمارات وإسرائيل والاتفاق مع البحرين يمنح أولا "رؤية السلام والأمن والازدهار للمنطقة". إلا أنه لا يمنح شيئا كثيرا أبعد من إقامة علاقة دبلوماسية، حيث تركت الأمور الأخرى لما بعد، كما قالت الوكالة.

 

اقرأ أيضا: هكذا تناولت الصحافة الإسرائيلية مراسم التطبيع بواشنطن

وقال مسؤول في البيت الأبيض تحدث للصحافيين يوم الاثنين إن اتفاقية البحرين لن تكون مفصلة، لأن هذا البلد الخليجي وافق على تطبيع العلاقات في الأسبوع الماضي.

أما المعاهدة الأطول فهي مع الإمارات التي يجب أن تتم المصادقة عليها، ووعدت بعلاقات دبلوماسية وتبادل السفراء "في أقرب وقت عملي". وبعيدا عن هذا فلم يتم الحديث عن جدول زمني للأمور الأخرى.

وخالف المحللون المنظور الذي يرى أن الاتفاقيات تجلب "السلام" إلى المنطقة. فمثل بقية الدول الأخرى في منطقة الخليج، أقامت السعودية والإمارات والبحرين علاقات سرية مع إسرائيل ومنذ عقود. وما فعلته اتفاقية "أبراهام" أنها كشفت عن العلاقات السرية وأخرجتها للعلن.

وقالت تامارا كوفمان-ويتس، الزميلة في معهد بروكيغنز: "هذا ليس سلام الشرق الأوسط. في الوقت الذي تستمر فيه الحروب الفظيعة بالمنطقة (...) وأعتقد أن هناك مبالغة في تسويقه"، كاتفاق سلام.

ومن بين الأسئلة التي لم يجب عليها الاتفاق هي قضية الضم، وإن كانت إسرائيل ستلتزم رسميا بتأجيله أم إنها ستواصل العملية بعيدا عما يقوله الإماراتيون.

وقال بنيامين نتنياهو، رئيس الوزراء الإسرائيلي الذي أكد التزامه بالضم: "هذا يوم تاريخي ويفتح الباب أمام فجر السلام".

وهناك أسئلة أخرى تتعلق بالتسلح ومطالب الإمارات بالحصول على مقاتلات أف-35 وإن كانت هي السبب الرئيسي وراء موافقتها على التطبيع. ولا ينص الاتفاق على صفقات السلاح. وعبرت إسرائيل في الماضي عن معارضتها لحصول دول مثل الإمارات على الأسلحة المتقدمة التي تحرم إسرائيل من التقدم النوعي العسكري.

ويعتبر الاتفاق تحولا في المنطقة من ناحية أن مصالح الدول الموقعة تقدمت على هموم القضية الفلسطينية.

 

اقرأ أيضا: "هآرتس": خطة ضم الأرض الفلسطينية في ذروتها

وما يجمع دول الخليج وإسرائيل اليوم هو "العداء لإيران". واتحدت هذه الدول معا للوقوف أمام الاتفاقية النووية التي وقعتها إدارة باراك أوباما مع طهران عام 2015. وفرحت عندما قرر ترامب الخروج منها في 2018 وفرض عقوبات قصوى على الجمهورية الإسلامية.

وقال حاييم تومر، المسؤول السابق في الموساد والذي قاد عمليات استخباراتية خارجية: "الأماني كانت موجودة والتعاون يزداد ويزداد تحت الطاولة"، موضحا أن "المصالح موجودة منذ عدة سنين وخرجت للعلن لأن ترامب أصر على خروجها".

والسؤال هو عن ما إذا كان التطبيع سيردع إيران أم سيدفعها لزيادة نشاطاتها النووية. فمنذ خروج الولايات المتحدة من اتفاقية 2015 زادت طهران من عمليات التخصيب.

ومن المتوقع أن يقود اتفاق "أبراهام" إلى تعاون تجاري واسع بين دول الخليج وإسرائيل، بخلاف اتفاقيتي السلام مع الأردن عام 1994 ومع مصر عام 1979.

وتوقع روبرت ساتلوف من معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى أن يتم إعطاء الاتفاق "معنى جوهريا". لكن الشعور لم يكن عاما فقد كرر القادة الفلسطينيون شجبهم للاتفاقيتين باعتبارهما خيانة لقضيتهم.

وأصدر مكتب الرئيس محمود عباس الأحد بيانا قال فيه إن السلام والازدهار لن يتحقق لأحد بالمنطقة بدون حل عادل للقضية الفلسطينية وتأكيد للحقوق الفلسطينية كما أكدتها قرارات الشرعية الدولية.