استهجن رئيس الهيئة الإسلامية العليا في مدينة القدس المحتلة، وخطيب المسجد الأقصى، الشيخ عكرمة صبري الدعوات التي وصفها بـ"القبيحة والشاذة"، والمتمثلة بإقامة "صلاة مشتركة" في الأقصى، بمشاركة حكام عرب مطبعين وقادة الاحتلال.
ودعت صحيفة "جيروزاليم
بوست" اليمينية، إلى قيام صلاة مشتركة في المسجد الأقصى المبارك، يشارك فيها
كل من رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وولي عهد أبو ظبي محمد بن
زايد أو مع رئيس الوفد الإماراتي الذي من المقرر أن يصل إلى تل أبيب في 22 من
الشهر الجاري.
وفي تعليقة على هذه الدعوة وموقفه
منها، أكد خطيب الأقصى أن "هذه دعوات باطلة وغريبة ولا يمكن لنا أن نتصور
مثل هذا المنظر القبيح، الذي يمس حرمة المسجد الأقصى المبارك".
وأوضح في تصريح خاص
لـ"عربي21"، أن "هذا المشهد القبيح، يتعارض مع قرار الله سبحانه
وتعالى، الذي قرر من فوق سبع سموات، بأن الأقصى للمسلمين وحدهم".
وتابع الشيخ صبري: "نحن
كمسلمين، ملزمون بالحفاظ والدفاع عن قرار الله عز وجل، وأهل القدس هم حراس
الأقصى"، مذكرا بـ"هبة المقدسيين عام 2017، حينما تم إلغاء وإزالة
البوابات الإلكترونية التي وضعتها سلطات الاحتلال أمام الأقصى، وهم أيضا لن يسمحوا
بتغيير الوضع القائم".
اقرأ أيضا: وزير خارجية الإمارات يدافع عن تطبيع بلاده مع الاحتلال
وشدد على أن "المسلمين هم أصحاب
البيت بقرار رباني؛ وليس من مجلس الأمن وليس من هيئة الأمم، فالأقصى أسمى من أن
يخضع للمساومات ولا للمناكفات ولا للتنازلات"، مضيفا: "لا يسعنا إلا أن
نقول؛ حماك الله يا أقصى مما يكاد لك ويحاق بك".
وحول إمكانية اندلاع انتفاضة
فلسطينية كبيرة في حال اقتحم نتنياهو المسجد الأقصى على غرار ما حصل بعد اقتحام
الهالك رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق أرئيل شارون للأقصى بتاريخ 28 أيلول/
سبتمبر 2000، والتي كانت بمثابة الشرارة لانتفاضة الأقصى، قال رئيس الهيئة
الإسلامية العليا: "كل شيء محتمل، والشعب الفلسطيني حينما ينتفض لا يستشير
أحدا"، مؤكدا أن "كثرة الضغط يولد الانفجار، والظلم لن يدوم".
وفي سياق متصل، أوضحت المستشرقة
اليهودية شمريت مائير، رئيسة التحرير بموقع "المصدر" الإسرائيلي، أن
"نقطة الغليان" بالنسبة للفلسطينيين في اتفاقات تطبيع تل أبيب مع أبوظبي
والمنامة، هي "إصرار" جاريد كوشنر، مستشار الرئيس الأمريكي المقرب من دونالد ترامب، على "تضمين الاتفاقيات بندا يسمح للمصلين المسلمين من الإمارات
والبحرين بالحضور للصلاة في المسجد الأقصى، تحت غطاء ضمان حرية الدين
للمسلمين".
وأكدت في مقال نشر أمس بصحيفة
"يديعوت أحرونوت"، أن هذا البند "يعني اعترافا ضمنيا بسيادة
إسرائيل على كامل القدس، وسيطرتها على الأماكن الإسلامية المقدسة".
اقرأ أيضا: صحيفة إسرائيلية تقترح صلاة مشتركة لابن زايد ونتنياهو بالأقصى
وفي وقت سابق، انفردت
"عربي21"، بنشر ترجمة خاصة لتقرير صادر عن مركز "القدس
الدنيوية" الإسرائيلي، يكشف كيف وافقت أبوظبي على السماح لليهود بالصلاة في
المسجد الأقصى، بما يساهم في تغيير الوضع القائم في الحرم القدسي الشريف، وكشفت
بعض بنود اتفاق التطبيع كذلك بين الاحتلال والإمارات، عن محاولات العبث في مدينة
القدس والمسجد الأقصى المبارك.
ونبه التقرير، إلى أحد البنود الأكثر
خطورة في اتفاق التطبيع، والذي ينطوي على إحداث تغيير غير مسبوق لصالح الاحتلال في
واقع القدس والمقدسات، وحقوق المسلمين في الحرم القدسي الشريف، ما ينسف ضمن أمور
أخرى أي حلم لقيام دولة فلسطينية عاصمتها القدس.
وأعلنت أبوظبي وتل أبيب، بمباركة
الرئيس الأمريكي ترامب الخميس 13 آب/ أغسطس 2020، في بيان رسمي، عن التوصل إلى
"اتفاق السلام الإسرائيلي-الإماراتي"، وذلك تتويجا لعلاقات سرية وثيقة،
امتدت على مدى الأعوام السابقة، وفي وقلت لاحق، أعلنت مملكة البحرين عن تطبيع
علاقاتها مع الاحتلال بتاريخ 11 أيلول/ سبتمبر 2020.
وتسبب الإعلان عن تطبيع أبوظبي
والمنامة مع تل أبيب، في حالة غضب شعبي ورسمي وفصائلي فلسطيني، كما أدانت ورفضت
القوى والفصائل والسلطة هذه الخطوة، وقامت الأخيرة بسحب سفراء لفلسطين من الإمارات
والبحرين، واعتبرت القيادة الفلسطينية اتفاقيات التطبيع مع الاحتلال، خيانة للقدس
والأقصى والقضية الفلسطينية.
رئاسة برلمان تونس تندد بتطبيع أبوظبي.. هكذا وصفته
بذكرى إحراق الأقصى.. عكرمة صبري: التطبيع هزيمة وانكسار
مسؤول إماراتي: الدول العربية تبارك تطبيع الإمارات عدا قطر