سياسة عربية

مراجعات تطال مؤسسة يديرها ابن سلمان بعد اتهامات أمريكية

مسؤول سعودي: "المراجعة مستمرة ومتأكد من غضب ولي العهد لربط المؤسسة بهذه القضايا"- واس

كشفت صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية الثلاثاء، عن مراجعات أجرتها الحكومة السعودية طالت مؤسسة "مسك" الخيرية، التي يديرها ولي العهد محمد بن سلمان، وذلك بعد اتهامات أمريكية بتورط المؤسسة بفضائح "تجسس".


ونقلت الصحيفة عن مسؤول سعودي، رفض الكشف عن اسمه، قوله إن "الاتهامات في الدعوى القضائية كانت وراء التدقيق في شيء قام بجهود غير عادية"، وأضاف: "إنني متأكد من غضب ولي العهد، لربط مؤسسة بهذه القضايا، والمراجعة مستمرة".


ولفتت الصحيفة إلى أن المراجعات السعودية جاءت بعد اتهامات وزارة العدل الأمريكية إلى المؤسسة وأمينها العام بدر العساكر، والذي يشغل أيضا مدير المكتب الخاص لابن سلمان، في قضية تجسس السلطات السعودية على "تويتر".

 

اقرأ أيضا: وثيقة تثبت شراكة بدر العساكر مع المتهم بـ"تجسس تويتر"


ونوهت الصحيفة إلى أن المحاكمة جارية حاليا لموظفين سابقين في "تويتر" ورجل ثالث في القضية، موضحة أن "اسم مسك والعساكر وردا الشهر الماضي إلى جانب محمد بن سلمان، في دعوة قضائية قدمها مسؤول الاستخبارات السعودية السابق سعد الجبري، واتهم فيها ولي العهد بالتآمر لاغتياله".


وربطت وثائق العام الماضي، بين بدر العساكر والمتهم الرئيسي بتجنيد عملاء من شركة تويتر لمصلحة السعودية، مؤكدة أن التنسيق بين العساكر وأحمد الجبرين المطيري تعدت مرحلة التنسيق إلى مرحلة الشراكة.


ووفقا للمعلومات فإن بدر العساكر وشخصية أخرى مقربة من ولي العهد السعودي عملا مطولا عبر شركات استثمار مثل (عشرون) وغيرها، على تمرير تمويل ولي العهد السعودي المبطن للشركات العاملة في التكنولوجيا والأمن السيبراني والتسويق الإلكتروني كتلك التابعة لأحمد الجبرين.


وتظهر الوثائق شراء العساكر المولود في 25 يونيو 1974 لنسبة 60% من شركة سماءات التابعة للجبرين في 22 تشرين الثاني/ نوفمبر 2016.


ووفقا للمدعي العام الأمريكي، تتولى "سماءات" جميع الأمور المتعلقة، بحسابات العائلة المالكة وأبرز الحسابات الحكومية.

 

وتاليا النص الكامل للصحيفة كما ترجمته "عربي21":

 

نقلت صحيفة "فايننشال تايمز" عن مسؤول سعودي قوله إن القيادة السعودية وضعت المؤسسة الخيرية التي يديرها ولي العهد محمد بن سلمان تحت المراجعة بعد تورطها في سلسلة من الفضائح.

 

وقال أندرو إنغلاند إن مؤسسة "مسك" التي تعد مركزية في الترويج "لماركة" ولي العهد في الخارج وضعت تحت المراجعة، بعدما أشارت وزارة العدل الأمريكية إلى مسك وأحد مسؤوليها البارزين في الدعوى القضائية ضد موظفين سابقين في "تويتر"، ورجل ثالث اتهما بالتجسس على مستخدمي المنصة الإجتماعية لصالح السعودية. 

 

وفي الشهر الماضي، ورد اسم "مسك" وبدر العسكر، الأمين العام السابق للمؤسسة إلى جانب الأمير محمد في دعوى قضائية قدمها المسؤول الأمني البارز السابق سعد الجبري اتهم فيها ولي العهد بالتآمر على اغتياله.


وقال مسؤول سعودي: "كانت (الاتهامات في الدعوى القضائية) وراء التدقيق في شيء قام بجهود غير عادية"، مضيفا: "أنا متأكد من غضب ولي العهد لربط جوهرته بهذا".

 

وقال المسؤول إن المراجعة مستمرة، وأحالت "مسك" الأسئلة إلى وزارة الإعلام ولم يتم التوصل إلى العسكر الذي لا يزال يتولى منصبا رسميا في المؤسسة ويدير مكتب ابن سلمان للتعليق. ولم يصدر عن الحكومة السعودية تعليقا على أي من الدعوتين القضائيتين. 


وتعد المؤسسة محورية في جذب الشباب السعودي حيث عملت مع صعود محمد بن سلمان إلى السلطة للترويج إلى صورته في الخارج ووقعت شراكات مع عدد من الكيانات الدولية بما الأمم المتحدة ومؤسسة غيتس وبلومبيرغ وجامعة هارفارد وجنرال إلكتريك.


وثارت أسئلة حول مسك بعدما كشف في دعوى لوزارة العدل قدمت في تشرين الثاني/ نوفمبر 2019 ولم تذكر لا المؤسسة ولا العسكر، ولكنها أشارت إليه بـ"المسؤول الأجنبي 1" والمؤسسة "بالمنظمة رقم 1" والتي أنشأها أمير سعودي.

 

وطابق الوصف "مسك"، حيث قامت الصحف الأمريكية البارزة بتحديد هوية العسكر والمؤسسة مستندة على تصريحات مسؤولين على إطلاع بالقضية.

 

وجاء فيه إن المتهمين بالتجسس لصالح الرياض فيما بين 2014- 2015 تفاعلوا مع "المسؤول الأجنبي1" وأنه قدم لهم "هدايا وأموالا نقدية ووعودا بوظائف في المستقبل مقابل توفير معلومات شخصية عن مستخدمي تويتر". وعين أحد المتهمين وهو علي الزبارة في "المنظمة رقم 1" بعد استقالته من "تويتر" في عام 2015. 


أما الدعوى القضائية التي قدمها الجبري في آب/ أغسطس في الولايات المتحدة وتتهم ابن سلمان بإرسال فرقة قتل لاغتياله في تشرين الأول/ أكتوبر 2018 وبعد أقل من أسبوعين على اغتيال الصحفي جمال خاشقجي في إسطنبول. 

 

وأكدت أن "مسك" تآمرت مع العسكر وابن سلمان "لتجنيد أفراد بشكل سري والعمل كعملاء يشاركون في عملية الملاحقة" للجبري في الولايات المتحدة.

 

ووعدت "الحملة" بتعيين و"مكافأة" من يساعدون ولي العهد والعسكر.

 

وقال شخص على علاقة قريبة من عائلة الجبري إنها أصبحت قلقة من دور المؤسسة في أيلول/ سبتمبر 2017، عندما اتصل موظفو ميسك أكثر من مرة بواحد من أولاده وأصدقائه للحصول على تفاصيل عن الجبري وزوجته ووضعه في الولايات المتحدة.

 

وفي الفترة ذاتها، أرسل ابن سلمان ومساعدوه سلسلة من الرسائل التهديدية إلى الجبري الذي غادر السعودية في أيار/ مايو 2017 في محاولة لإجباره على العودة، كما تؤكد الدعوى القضائية.

 

وقال محلل سعودي على معرفة بعمل المؤسسة: "المسؤولون لا يريدون ربطها بهذه القضايا لأنها قد تؤدي لوقف الشراكات الدولية"، مضيفا أن المؤسسة "توفر المنح الدراسية تضيف قيمة وستستمر ويقومون بعمل برامج محلية وهي جيدة، أما الباقي فهذا أمور لتضخيم الذات على المستوى الدولي يدفعون أموالا طائلة من أجلها".

 

وهدفت المؤسسة في سنواتها الأولى لحفز رغبة الشباب السعودي باستخدام منصات التواصل الاجتماعي وحرفها نحو المحتويات غير السياسية، خاصة أن الربيع العربي أشعل شرارة الاهتمام بها كوسيلة لنقد الحكومة.

 

وتقول كريستين ديوان، من معهد دول الخليج العربية أن "مسك" تعد "مؤسسة مركزية لمشروع ابن سلمان".

 

وقالت إن صعوده جاء في وقت من التغيرات الجيلية وصمم على ركوب الموجة والتحكم بها. ومسك هي في مركز مشروعه من ناحية تشجيع ودعم التغير بين الشباب السعودي وفي الوقت ذاته إبقائه ضمن حكمه.

 

وبعد مقتل خاشقجي، قامت مؤسسة غيتس وجامعة هارفارد بقطع العلاقات مع مسك، نظرا لارتباطها بابن سلمان. لكن هناك منظمات لا تزال تتعاون معها، مثل  مبعوث الأمم المتحدة للشباب الذي انسحب من منبر نظمته مسك في العام الماضي، ولكن الأمم المتحدة تواصل الشراكة معها.

 

وتعاونت "جنرال إلكتريك" مع "مسك" في برنامج للقيادة. أما "بلومبيرغ" فلا تزال تحتفظ بشراكة مع "مسك" وتخطط لإطلاق قناة عربية بالتعاون مع شركة مرتبطة تاريخيا بعائلة ولي العهد.