ارتفع عدد الأسرى الفلسطينيين المصابين بفيروس كورونا إلى 29 حالة، بعد تسجيل 12 إصابات جديدة بالفيروس صباح الثلاثاء، وفق تصريحات رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين، قدري أبو بكر، لـ"عربي21". وجمعية واعد للأسرى.
وأوضح أبو بكر أن "عدد الإصابات بفيروس كورونا لدى الأسرى كانت لغاية يوم أمس 17 إصابة، أضيف لها 7 حالات جديدة الثلاثاء بسجن عوفر، ليرتفع بذلك إجمالي عدد الأسرى المصابين بفيروس كورونا إلى 24 أسيرا فلسطينيا"،لكن العدد ارتفع إلى 29 في وقت لاحق من الثلاثاء، بعد تسجيل 5 إصابات بقسم 14 بالمعتقل المذكور.
وتحدث أبو بكر عن خطورة تفشي الوباء داخل سجون الاحتلال، وتردي الوضع الصحي للأسرى في ظل تعمد مصلحة السجون في "سياسة الإهمال الطبي" بحقهم، وحذر من "الآثار السلبية على الأسرى المرضى والأسرى بشكل عام، خاصة أن غرف السجون بها اكتظاظ كبير، ولا مجال لعزل الأسرى عن بعضهم البعض".
وحمل رئيس هيئة شؤون الأسرى (تابعة لمنظمة التحرير)، سلطات الاحتلال "المسؤولية الكاملة عن حياة الأسرى، لأن نقل المرض يكون إما عبر السجان أو الممرض والطبيب الإسرائيلي"، منوها إلى أن "هناك قصورا في أخذ الاحتياطات اللازمة لمنع تفشي الوباء داخل السجون الإسرائيلية، والاحتلال يتحمل مسؤولية ذلك كاملة".
ولفت إلى أن الاحتلال لم يستجب لنداء ومطالبات المنظمات الإنسانية من بينها منظمة الصحة العالمية، بإطلاق سراح الأسرى كبار السن، والمرض، والنساء والأطفال.
ونبه أبو بكر، إلى أن جيش الاحتلال حاول قبل يومين قتل اثنين من الأسرى في مخيم جنين، عندما قام بتفجير باب منزلهم، وهما اليوم في حالة خطرة بغرفة الإنعاش.
اقرأ أيضا: حملة اعتقالات بالضفة.. ومخاوف من إصابة أسرى معزولين بكورونا
وفي وقت لاحق، قال نادي الأسير الفلسطيني إن إدارة سجن "عوفر" للأسرى، أبلغتهم بإصابة سبعة أسرى جدد بفيروس "كورونا" في قسمي (14) و(17)، وهي أقسام ما تسمى "بالمعبار" والتي يُحتجز فيها الموقوفين من المعتقلين حديثا.
وقال النادي في بيان نشره عبر صفحته "فيسبوك" إن الخطر يتصاعد على مصير الأسرى الذين يواجهون "خطر السّجان وخطر الوباء".
وأضاف "ما يزيد من مستوى الخطر هو انحصار الرواية المتعلقة بإصابات الأسرى برواية إدارة السجون التي تواصل استخدام الوباء كأداة قمع وتنكيل بحق الأسرى".
وأشار إلى أن الاحتلال حوّل بعض الأقسام في السجون إلى ما تُسمى بمراكز "للحجر الصحي"، والتي لا تتوفر فيها أدنى شروط الرعاية الصحية، بل "يواجه فيها الأسير المصاب عملية عزل مضاعفة، وأوضاع حياتيه قاسية".
وجدد نادي الأسير مطلبه بالإفراج عن الأسرى المرضى وكبار السن والأطفال مع استمرار انتشار الوباء، والضغط من أجل السماح بوجود لجنة طبية دولية محايدة تُشارك في معاينة الأسرى والتأكد من سلامتهم.
من جانبه علق الناطق باسم حركة "حماس" عبد اللطيف القانوع على الإصابات الجديدة بكورونا في صفوف الأسرى بالقول: "هذا مؤشر خطير يهدد حياة الأسرى في ظل عدم اكتراث ما يسمى بمصلحة السجون، وعدم اتخاذ الإجراءات اللازمة لمواجهة كورونا".
وأضاف القانوع في تغريدة نشرها عبر حسابه بـ"تويتر": "يتطلب ذلك من المؤسسات الدولية سرعة التدخل والضغط على الاحتلال لإنقاذ حياة الأسرى".
ومن جانب آخر، ذكرت هيئة شؤون الأسرى والمحررين في بيان الثلاثاء أن قوات القمع الإسرائيلية اقتحمت قسم (20) بسجن "عوفر"، وشرعت بعمليات تفتيش واسعة.
وأوضحت الهيئة في بيان، أن وحدات القمع أجرت حملة تفتيشات واسعة، وعبثت بمقتنيات الأسرى، وقلبتها رأسا على عقب، ما خلف حالة من التوتر.
وأضافت، أنه تم نقل عدد من الأسرى إلى جهة غير معروفة، من بينهم: رامي هيفا، وثائر حمايل، ومحمد كعابنة، وجمعة نخلة.
ولفتت إلى أن قسم (20) هو القسم الذي استشهد فيه الأسير داود الخطيب قبل أسبوع.
مطالبات بتحقيق دولي
في سياق متصل، ناشد ذوو الأسرى في طولكرم، المؤسسات الحقوقية والإنسانية والصليب الأحمر الدولي، بالتدخل العاجل لإنقاذ حياة أبنائهم في سجون الاحتلال، خاصة بعد تسجيل مزيد من الإصابات بفيروس "كورونا" في صفوفهم.
وشددوا خلال الاعتصام الأسبوعي الإسنادي مع الأسرى، أمام مكتب الصليب الأحمر في طولكرم، على ضرورة مواصلة دعم الأسرى ومساندتهم في ظل ما يتعرضون له من ممارسات وحشية من قبل الاحتلال، وسط إهمال طبي متعمد بحقهم.
بدورها، طالبت القوى الوطنية والاسلامية، والفعاليات الشعبية في رام الله والبيرة، الصليب الأحمر الدولي والمؤسسات الحقوقية والإنسانية، بإيفاد لجان طبية متخصصة لسجون الاحتلال الإسرائيلي، للوقوف على حقيقة ما يجري من انتهاكات بحق الأسرى، وعدم التزامها بالمواثيق الدولية.
ودعت القوى في مذكرة سلّمتها لمندوب الصليب الأحمر في مدينة البيرة، الثلاثاء، للضغط على الاحتلال لتقديم الفحص الطبي والعلاج للأسرى، واتخاذ الإجراءات اللازمة لمنع احتكاكهم مع السجانين، والمباعدة بينهم وإطلاق سراحهم، لا سيما المرضى والنساء، والاطفال، وكبار السن كما تكفل المعاهدات الدولية وقت الكوارث.
وشددت على ضرورة تشكيل لجان تحقيق دولية متخصصة لمحاسبة مجرمي الحرب الإسرائيليين على جرائمهم بحق الأسرى وفتح تحقيق جدي من المحكمة الجنائية الدولية في ظروف استشهاد 250 أسيرا في سجون الاحتلال.
نقل أسير مضرب للمستشفى
في سياق متصل، نقلت إدارة سجون الاحتلال الأسير ماهر الأخرس المضرب عن الطعام منذ 44 يوما، من سجن "عيادة الرملة" إلى إحدى المستشفيات بعد تدهور وضعه الصحي.
ويخوض الأسير الأخرس (49 عاما) من بلدة سيلة الظهر جنوب مدينة جنين، إضرابا مفتوحا عن الطعام، رفضا لاعتقاله الإداري، ويواجه ظروفا صحية خطيرة.
الاحتلال ينفذ اعتقالات واسعة بالضفة تطال قيادات من حماس
حملة اعتقالات بالضفة.. ومخاوف من إصابة أسرى معزولين بكورونا
أكاديمي إماراتي ينتقد زيارة تل أبيب مع زيادة إصابات كورونا