سمحت السعودية والبحرين لطيران الاحتلال
الإسرائيلي بعبور أجوائهما خلال الرحلات من وإلى الإمارات العربية المتحدة.
جاء ذلك بعد تحليق أول طائرة من "تل أبيب" إلى أبو ظبي في الأجواء السعودية الأسبوع الماضي، إثر موافقة الإمارات وبمباركة أمريكية تطبيع
كامل علاقتها مع الاحتلال الإسرائيلي، في 13 آب/أغسطس الماضي.
من جانبه، علق
المختص في الشؤون الأمنية عامي روجكس دومبي على قرار السعودية فتح أجوائها للطيران القادم إلى الإمارات من جميع الدول، بالقول "يمكن
أن يوفر هذا النوع من الحركة للطائرات المقاتلة الإسرائيلية ممرا جويا لشن هجوم
على إيران".
وأضاف في حديثه
لموقع "إسرائيل ديفينس" إن فتح الأجواء السعودية يمكن أن يمهد الطريق
سرا بأن تسمح السعودية باستخدام مجالها الجوي لشن هجوم على إيران، إذا اتخذت إسرائيل
مثل هذا القرار"، مؤكدا أنه سيكون "وسيلة إضافية للردع الإسرائيلي والسعودي
لإيران".
وعدد سبل استفادة
"إسرائيل" العسكرية من الأجواء السعودية في مواجهة إيران، بالقول إن "الرحلات الجوية المدنية الإسرائيلية الروتينية فوق السعودية ستؤدي إلى إعاقة
الدفاعات الجوية الإيرانية، وتمكين تل أبيب من التخطيط لهجوم مفاجئ".
اقرأ أيضا: البحرين تسمح رسميا للطيران الإسرائيلي بعبور أجوائها
وتابع "لا
يمكن استبعاد أن إسرائيل يمكنها أيضا استخدام التفويض السعودي للقيام بجمع
المعلومات الاستخبارية على إيران بوسائل مختلفة SIGINT أو ELINT أو VISINT (تقنيات للتجسس على الإشارات والرادارات ومنها الذكاء المرئي)".
وعقّب اللواء والدكتور فايز الدويري على كلام الخبير الأمني بالقول:
"من يتابع تصريحات بنيامين نتنياهو (رئيس حكومة الاحتلال) وإشارته إلى الخطوط
الجوية وترحيبه بفتح الأجواء الخليجية أمام الطيران الإسرائيلي يمكن أن يستنتج
أمرين: أولا، أنها بروباغندا دعائية خدمة لأهداف انتخابية أمريكية وإسرائيلية.
وثانيا: يهدف إلى جر دول خليجية أخرى إلى مربع التطبيع".
وفي حديثه لـ"عربي21"، أشار الخبير العسكري إلى أن الأجواء
السعودية استُخدمت أكثر من مرة (من قبل الطيران الإسرائيلي) سواء في قصف مفاعل تموز
العراقي (7 حزيران/يونيو 1981)، أو في وصول طائرات أف 35 الإسرائيلية إلى المجال
الجوي لطهران (في عام 2018)".
ويمكن لفتح الأجواء الخليجية أمام الطيران الإسرائيلي أن يُستخدم
لأهداف عسكرية واقتصادية وأمنية واجتماعية أيضا، وفق ما قاله الخبير العسكري.
ويرى الدويري أن حديث الخبير الأمني الإسرائيلي عن أن سير الطيران
(المدني الإسرائيلي) سيحد من قدرة إيران على استخدام الصواريخ فهو "أمر مبالغ
فيه"، لأن طهران وبعد حادثة سقوط الطائرة الأوكرانية ستكون حذرة من الوقوع في
مشكلة مماثلة.
وسقطت الطائرة الأوكرانية في كانون ثاني/يناير الماضي بعد استهدافها
بصاروخ دفاع جوي إيراني بسبب "خطأ بشري" بعد وقت قصير من انطلاقها من مطار الخميني
في طهران، خلال تصاعد التوتر مع الولايات المتحدة عقب اغتيال قائد فيلق القدس
الإيراني قاسم سليماني.
ويعتقد الخبير العسكري الدويري أن إيران تمتلك رادارات بإمكانها تعقب حركة
الطيران لتجنب مثل حادثة الطائرة الأوكرانية، والتي وقعت بسبب
"الارتباك"، وفق تصريحات المسؤولين الإيرانيين.
ويلفت إلى أنه وخلال الهجمات على أرامكو (14 أيلول/سبتمبر 2019)،
والتي تنسب إلى إيران (بحسب المسؤولين السعوديين)، تبين أن طهران قادرة على تنفيذ
هجمات دون الوقوع في مثل هذا الخطأ (استهداف الطيران المدني).
أما بخصوص جمع "تل أبيب" للمعلومات عن إيران مستغلة الأجواء
الخليجية، فيعتقد الدويري أن "إسرائيل باستطاعتها فعل ذلك بواسطة الأقمار الصناعية التي تغطي سماء إيران على مدار الساعة، وهي تتفوق على
طائرات الاستطلاع والدرون التي يمكنها العمل لفترة محدودة".
اقرأ أيضا: صحفي إسرائيلي: فتح الرياض أجواءها أمام طائراتنا رسالة مهمة
وفي حالة استخدام "تل أبيب" لطائرات الدرون في التجسس،
فإنه سيصعب على إيران تعقبها، لأن ذلك بحاجة إلى تقنيات أكثر تعقيدا عن تلك
المستخدمة في تعقب الطائرات الحقيقية، وفق ما قاله الخبير العسكري.
ويعلق الدويري على التطبيع الإماراتي، بالقول: "إسرائيل لها
طلبات لا تنتهي، وتأخذ ولا تعطي"، ولربما تكون الإمارات أمام اختبار "جدي
وحقيقي" في حال طلبت "إسرائيل" التواجد العسكري غير المعلن في الإمارات.
ويعد هذا التواجد العسكري لدى الجارة الجنوبية لإيران مصدر خطر، فأعلنت طهران معارضتها وبشدة لاتفاق التطبيع الإماراتي، واعتبره
المسؤولون هناك "تهديدا لأمنهم الاستراتيجي".
ووصف الرئيس الإيراني، حسن روحاني،
التطبيع الإماراتي بـ"الخطأ والخيانة"، داعيا أبوظبي إلى التراجع عنه.
وحذر روحاني الإمارات من أن "تجعل موطئ قدم لإسرائيل في
المنطقة"، مهددا بـ"تغيير معاملة" طهران مع أبو ظبي.
أما رئيس هيئة أركان الجيش الإيراني، محمد باقري فحمّل الإمارات
المسؤولية عن "أي شيء يحصل في منطقة الخليج يُعرض الأمن القومي لإيران
للخطر"، وقال: "لن نتسامح مع ذلك".
خبير يوضح لماذا حلّقت "طائرة التطبيع" فوق الرياض (شاهد)
ما هي الفرص التي سيوفرها تطبيع الإمارات لـ"الموساد"؟
إسرائيل تتابع بـ"قلق" البرنامج النووي السعودي