تناولت صحيفة تركية، الفوائد الاستراتيجية التي قد تجنيها تركيا على خلفية اكتشافها للغاز الطبيعي في البحر الأسود.
وكان الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، أعلن اكتشاف 320 مليار لتر مكعب من احتياطيات الغاز الطبيعي في بئر "تونا-1" في البحر الأسود، مشيرا إلى احتمالية وجود حقول أخرى في المنطقة ذاتها.
وقالت صحيفة "يني شفق"، في تقرير ترجمته "عربي21"، إنه من المتوقع أن يزداد هذا الرقم (320 مليار متر مكعب) مع أعمال التنقيب المتلاحقة.
وأشارت إلى أن اكتشاف الغاز الطبيعي في البحر الأسود، يضفي على تركيا أهمية من جوانب عدة، مؤكدة إلى أن اكتشاف الغاز الطبيعي والنفط في دول عدة محيطة، كان حافزا لتركيا في هذا المجال.
ولفتت إلى أن هذا الدافع سرّع في أعمال البحث عن الموارد الجديدة، وخاصة الغاز الطبيعي في البحر الأسود والبحر الأبيض المتوسط.
وأضافت أن كمية الغاز الطبيعي المكتشفة تستوفي احتياجات تركيا لمدة 7- 10 سنوات، وهذه الكمية بالمقارنة مع الدول المكتشفة للغاز الطبيعي في شرق المتوسط تعد كبيرة.
اقرأ أيضا: كيف سيحول الحقل الجديد أنقرة من مشتر إلى منافس؟
ولفتت إلى أن القيمة المعلنة من وزير الطاقة والموارد الطبيعية فاتح دونماز، للغاز المكتشف والتي تقدر بـ65 مليار دولار، تسهم بشكل كبير في الاقتصاد التركي.
وأوضحت أن الغاز الطبيعي مورد مهم للاقتصاد التركي، لأنه يسبب فاتورة استيراد عالية، وسيخفض فاتورة الطاقة العالية، التي تعد أحد أكبر أسباب العجز في الحساب الجاري.
وأشارت إلى أنه في الوقت الذي تجري فيه تركيا أنشطة تنقيب خاصة فيها في البجر الأسود وشرق البحر الأبيض المتوسط على حد سواء، من خلال سفنها الفاتح ويافوز والقانوني وبالتنسيق مع شركات دولية، فإنها تجري دراسات المسح الزلزالي من خلال سفينتي بارباروس وأوروتش رئيس.
وأضافت أن تركيا، ستحصل على مكانة جديدة بعد اكتشافها للغاز الطبيعي في البحر الأسود، مشيرة إلى أنه إضافة لدورها كدولة وسيطة وعابرة لمصادر الطاقة، فقد أصبحت إحدى الدول المنتجة.
وأشارت إلى أنه ومع تمتع تركيا الآن بمركز منتج، فإن إعادة الحديث مع الدول التي تشتري منها الغاز الطبيعي أكثر فائدة بالنسبة لها في العقود الجديدة.
ولفتت إلى أن موقع تركيا الجيواستراتيجي بين الدول التي لديها موارد الطاقة، والطالبة لها، سيعزز من مكانتها في أن تصبح مركزا تجاريا للطاقة من خلال خطوط الأنابيب.
وأكدت الصحيفة، أن تركيا اكتسبت ميزة جديدة لتصبح طرفا فاعلا ومهما في معادلة الطاقة بالغاز الطبيعي المكتشف.
اقرأ أيضا: هل تسهم "بشرى أردوغان" بوقف الاعتماد على الغاز المستورد؟
وشددت على أن التطور الجديد، سيساهم في تفكيك التحالفات المضادة لتركيا في شرق المتوسط.
وذكرت أن المعضلة في النمو الاقتصادي التي تسببها فواتير الطاقة العالية، سيتم تحييدها، بفضل الموارد الجديدة المكتشفة والتي سيم اكتشافها في البحر الأسود، ما يسهم في نمو الناتج المحلي الإجمالي في الاقتصاد، ويزيد من نمو دخل الفرد.
وختمت الصحيفة، بأنه وفقا للمعطيات السابقة، فإن اكتشاف الغاز الطبيعي في البحر الأسود سيكون بداية عهد جديد بالنسبة لتركيا.
صحيفة تركية: أسئلة لا إجابة عنها بشأن "الاتفاق" في ليبيا
هل تسهم "بشرى أردوغان" بوقف الاعتماد على الغاز المستورد؟
التوترات تتصاعد.. هل ينهار وقف إطلاق النار بإدلب؟