انتقد مسؤولون أتراك، تصريحات المرشح الديمقراطي للرئاسة الأمريكية جو بايدن، التي أدلى بها في كانون الأول/ ديسمبر الماضي، ودعا فيها لدعم معارضي الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
وكان بايدن قال في تصريحات لصحيفة "نيويورك تايمز" نهاية العام الماضي، إنه قلق للغاية من نهج الرئيس التركي رجب طيب أردوغان تجاه الأكراد في تركيا، وتعاونه العسكري مع روسيا.
وأعادت وسائل إعلامية تداول فيديو تصريحات بايدن، على الرغم من قدمها، ويشدد فيها على ضرورة اتباع منهجية جديدة مختلفة مع أردوغان، من خلال التواصل مع قادة المعارضة ودعمها، ليتمكنوا من هزيمته بالعملية الانتخابية.
وقال رئيس دائرة الاتصالات في الرئاسة التركية، فخر الدين ألتون، إن "تصريحات بايدن التي أدلى بها في كانون الثاني/ ديسمبر الماضي، وأعادت تداولها وسائل إعلامية اليوم، تعكس الألاعيب التي تحاك على تركيا، والنهج التدخلي".
وأضاف في تغريدات له على حسابه في "تويتر" :"هذه المواقف لا تتماشى مع الديمقراطية، والعلاقات الدبلوماسية بين تركيا والاولايات المتحدة".
وتابع بأنه "لا يمكن لأحد أن يهاجم إرادة أمتنا ونظامها الديمقراطي أو أن يشكك في شرعية رئيسنا الذي جرى انتخابه بالاقتراع الشعبي".
وقال: "نعتقد أن هذه التصريحات غير اللائقة التي لا مكان لها في الدبلوماسية من قبل مرشح رئاسي لدولة حليفة في حلف شمال الأطلسي، وهي الولايات المتحدة، غير مقبولة لدى الإدارة الحالية أيضا".
بدوره، قال رئيس البرلمان مصطفى شنطوب: "لقد لقّنا من تسمونهم (our boys) درسا في 15 تموز"، في إشارة لتنظيم "غولن" الإرهابي ومحاولته الانقلابية الفاشلة.
وقال شنطوب، في تغريدات على تويتر، إن "من يطلق عليهم بايدن (our boys) لم يكسبوا الانتخابات إطلاقا، فقط وقفوا وراء محاولة انقلاب فاشلة".
وأكد أن الشعب التركي مستعد من جديد لتلقين الـ "our boys" درسا جديدا إن لزم الأمر.
وقال شنطوب: "منذ 4 سنوات يدور الحديث عن تدخل روسي في الانتخابات الأمريكية، والآن يصرح بايدن بنيته التدخل في الانتخابات التركية (...) أتمنى أولاً أن تنظموا انتخابات في بلدكم تخلوا من الشوائب ومن أي تأثير خارجي".
وأضاف "عداوة تركيا دائما تلحق الخسارة بالطرف الآخر".
بدوره،انتقد السفير التركي في واشنطن، سيردار قليج، تصريحات بايدن.
كما وصف المتحدث باسم العدالة والتنمية التركي، عمر اتشيلك، تصريحات بايدن بأنها "هجوم على الإرادة الديمقراطية لتركيا".
وأكد في لقاء مع قناة تلفزيونية محلية، أن الديمقراطية التركية لديها المناعة ضد التدخلات الخارجية من هذا القبيل.
وقال مستشار الرئيس التركي، إيمر الله إيشلر، على حسابه في "تويتر"، إن كلمات المرشح الرئاسي الأمريكي تمثل اعترفات تاريخية".
وتابع: "الكلمات هي بمثابة اعتراف بالجهة التي تقف خلف المحاولة الانقلابية الخائنة في 15 تموز/ يوليو، وإشارة للعنوان الذي يتآمر على الرئيس أردوغان المنتخب بالإرادة الشعبية، وكذلك على حكومة العدالة والتنمية".
وشدد على أن "تركيا اليوم ليست كما كانت عليه في الماضي"، مشيرا إلى أنها "ليست بلد يدار بالسيناريوهات المرسومة من خلف الأطلسي (..) وسوف يقف شعبنا بشكل أقوى خلف الرئيس أردوغان في مواجهة هذه المؤامرات".
من جهته، رد زعيم حزب السعادة المعارض، تمل كرموللا أوغلو، بأن "تركيا تدار من داخلها، ولن نسمح لكم برسم سياسة بلادنا، مهما كانت مشاكلنا كبيرة نحلها فيما بيننا، نمتلك الخبرة والأهلية والتجربة لذلك، انتبهوا أنتم لمشاكلكم الخاصة".
وانتقد كذلك مرشح الرئاسة التركية السابق والمعارض، محرم إنجه، السبت، التصريحات التي أدلى بها بايدن، متعهدا فيها بـ"الإطاحة" بالرئيس التركي أردوغان.
وقال إنجه في تغريدة نشرها على حسابه في "تويتر" مخاطبا بايدن: "كما قال أتاتورك: الاستقلال هو شخصيتنا.. تغيير الحكومة التركية مسؤولية الأمة التركية وليس مسؤوليتكم!".
وكانت وسائل إعلام تركية، في وقت سابق، ذكرت أن صعود بايدن يشكل مشكلة بالنسبة لتركيا، لأنه يتبع خطا معاديا لها في العقود الأربعة من مسيرته السياسية.
وأشارت إلى أن بايدن دافع عن تقسيم العراق، وإنشاء الدولة الكردية، كما أنه عارض انسحاب القوات الأمريكية من سوريا، ويدعم مشروع القانون الأرمني ضد تركيا باستمرار.
ولفتت إلى أنه إذا أصبح بايدن رئيسا للولايات المتحدة، فمن المرجح أن يواصل سياساته المناهضة لتركيا، ومن المعلوم أن البنتاغون ووزارة الخارجية الأمريكية، على مسافة متباعدة مع أنقرة في السنوات الماضية.
أردوغان: لن نسمح بـ"بلطجة اليونان" في "وطننا الأزرق"
أردوغان: آيا صوفيا ليست سبب العداء لنا بل هويتنا
أردوغان يزور ضريح الفاتح ويعلن أعداد مصلي الجمعة بآيا صوفيا