لليوم الثالث لا يزال آلاف المغردين من دول الخليج يوجهون انتقادات حادة لاتفاق
الإمارات مع إسرائيل على التطبيع وإقامة علاقات دبلوماسية كاملة بينهما.
وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أعلن، الخميس، عن توصل الإمارات
وإسرائيل لاتفاق سلام وصفه بالتاريخي، وقال: "إسرائيل والإمارات ستطبعان
علاقاتهما الدبلوماسية بالكامل وستتبادلان السفراء والبعثات الدبلوماسية وستبدآن
تعاونا في شتى المجالات"، معتبرًا أن ذلك هو "أهم إنجاز منذ ربع قرن".
وعبر وسم #خليجيون_ضد_التطبيع والذي تصدر "تويتر" ولاقى تفاعلًا واسعًا عبر "فيسبوك"
أيضًا، شارك العديد من الكتاب والمفكرين والأكاديميين الخليجيين في انتقاد تلك
الخطوة متسائلين: أين ردة فعل الشعوب على أرض الواقع؟
ورغم آلاف التغريدات الناقدة للاتفاق، إلا أنه كان هناك أيضًا مواقف
مؤيدة للاتفاق لعدد من المغردين خاصة من الإمارات والسعودية والبحرين، والذين
وصفوه بـ "الخطوة العظيمة والشجاعة"، قائلين إن "السلم والسلام
والأمن فوق كل شيء، ومن يتغنون بالشعارات الرنانة والمزيفة لم نر منهم إلا الدمار
للدول".
العديد من المغردين حذروا من خطورة ذلك الاتفاق، مؤكدين أن الإمارات
ستقود المنطقة الخليجية بأسرها إلى علاقات كاملة مع الكيان الإسرائيلي، مشيرين إلى
أن "اتفاق أبراهام" يخدم ترامب ونتنياهو في المقام الأول.
عدد من المفكرين والسياسيين أكدوا أن الاتفاق هو في الأساس مجرد نشاط
ثانوي في حملة ترامب الانتخابية، وأنه مجرد مكسب انتخابي لكل من ترامب ونتنياهو.
وعبر الوسم أيضا هاجم النشطاء رجال الدين الذين أظهروا تناقضا في مواقفهم
من التطبيع عقب الإعلان عن الاتفاق، ومنهم وسيم يوسف.
وانتقد النشطاء الذرائع والمبررات التي يسوقها مؤيدو الاتفاق للتسويق له،
قائلين إن الادعاء بأن التطبيع هدفه الضغط على إسرائيل أو تعزيز كفة الأطراف
الراغبة بالسلام على حساب المتطرفين أو استخدام النفوذ لدعم أشقائنا الفلسطينيين،
فهو تضليل ساذج وتسويق مترد للاتفاق.
فيما دعا العديد من المغردين إلى تعليم الأجيال الجديدة من الأطفال حب
فلسطين والولاء لها وللقضية الفلسطينية، وتعريفهم بالظلم الواقع عليها من إسرائيل
والدول العربية وعمليات التهجير القسري لأهلها.
هل لعب السيسي دورا في تطبيع الإمارات مع الاحتلال؟
كيف سيتأثر الأردن باتفاق التطبيع بين الإمارات والاحتلال؟
"سلام دون حرب" آخر حلقات "الفشل العربي" أمام الاحتلال