توصّل حزبا "الليكود" بزعامة رئيس وزراء الاحتلال، بنيامين نتنياهو، و"أزرق أبيض" برئاسة وزير الحرب بيني غانتس، إلى حل وسط، يقضي بتأجيل عرض الميزانية لمدة 3 أشهر.
وكادت خلافات بين الحزبين، حول موعد عرض الميزانية، ستؤدي إلى حلّ الكنيست (البرلمان) والتوجه إلى انتخابات مبكرة.
وينص القانون الإسرائيلي، على حلّ البرلمان، في حال عدم المصادقة على الميزانية في موعدها المقرر.
وقالت هيئة البث الإسرائيلية، الاثنين، إن مشروع تأجيل الميزانية لمدة 3 أشهر، سيُعرض اليوم أو غدا، على لجنة الكنيست، توطئة لبدء تصويت الهيئة العامة للكنيست عليه يوم الأربعاء.
وكانت الحكومة الحالية قد تشكلت في شهر أيار/ مايو الماضي، بعد 3 انتخابات أجريت في غضون أقل من عام، بدءا من نيسان/ أبريل 2019.
اقرأ أيضا: احتدام الخلافات بين قطبي الائتلاف الحكومي في إسرائيل
في سياق متصل، حذر خبير سياسي إسرائيلي، من خطورة قرار تقديم موعد انتخابات الكنيست على الحزب الحاكم، مؤكدا أن التجربة السياسية الإسرائيلية، تؤكد على الأغلب خسارة هذا الحزب حال اتخذ هذا القرار، لأنه يعكس ضعفه وفزعه وعدم قدرته على الصمود.
قواعد بسيطة
وقال خبير العلوم السياسية الإسرائيلي البروفيسور غيورا غولدبرغ: "مرة أخرى طرحت على جدول الأعمال مسألة تقديم موعد الانتخابات أم لا، وإسرائيل من هذه الناحية تشبه بريطانيا وتختلف عن الولايات المتحدة؛ فالمنطق البسيط يقول؛ الحزب الحاكم (حاليا الليكود برئاسة بنيامين نتنياهو) لن يرغب في تقصير مدة ولايته، ولذات السبب ستؤيد المعارضة دوما تقديم موعد الانتخابات، ولكن الحالة الإسرائيلية لا تتطابق وهذه القواعد البسيطة".
وأوضح في مقال له بصحيفة "إسرائيل اليوم"، أن "الأحزاب الحاكمة فضلت المرة تلو الأخرى تقديم موعد الانتخابات، وخاب على نحو شبه دائم الأمل من جدواها، وفقدت أحيانا هذه الأحزاب الحكم، وهذا ما حصل لحزب "العمل" عام 1977، وفي 1996 و2001، أما "الليكود" فقد فشل في 1992، و1999، وفي 2019".
هزيمة نكراء
وأضاف الخبير: "صحيح أن صراع الليكود فشل وفي النهاية قدم موعد الانتخابات؛ أما نتائجها، التعادل بين الكتلتين، فقد أوضحت بالفعل كم كان محقا شمير في معارضته تقديم موعد الانتخابات، وهناك مثال معاكس يمكن أن نأخذه من إيهود باراك، الذي قدم موعد الانتخابات لرئاسة الوزراء في 2001".
ولفت إلى أن "التعليل السائد لدى رؤساء الوزراء في صالح تقديم موعد الانتخابات، هو الصعوبة الهائلة في إدارة إسرائيل في ظروف التنغيصات والمناوشات السياسية، مع أغلبية صغيرة وهشة في الكنيست، أو حتى في موقع حكومة الأقلية، وهذا الوضع الفوضوي منغرس وكامن في الثقافة السياسية الإسرائيلية وكأنه بمثابة حالة طبيعية".
اقرأ أيضا: تواصل المظاهرات المطالبة برحيل نتنياهو وترجيح حل الحكومة
ونبه إلى أن "كل الحكومات، بما فيها تلك التي كانت برئاسة بن غوريون وبيغن، تعثرت وتعطلت وأهينت ولوحقت حتى الرقبة، ونجت بصعوبة، وظاهرا، يشير استعداد الحزب الحاكم لتقديم موعد الانتخابات إلى مصداقيته وثقته، ولكنه يشهد أكثر من ذلك على ضعف فكري، وفزع ووهن وعدم صمود في وجه الضغوط".
توقعات عابثة
وأكد غولدبرغ، أن "الانتخابات في وضع وباء كورونا المعربد تبعث على الغضب والسخط، وتعد تنغيصا وتلاعبا لا داعي له من جانب السلطة"، منوها إلى أن "الكثير من الناس يتصدون نفسيا لكورونا عبر إلقاء الذنب على الحكم، ولا سيما على رئيس الوزراء".
وزعم أن "كورونا تشغل حاليا بال الناخب العادي، أكثر في مسائل مثل: فقرة التغلب، والمستوطنات، وبسط السيادة، والجولان، ومستقبل القدس"، مضيفا أنه "يكفي أن القسم الأكبر من الطاقة الانتخابية لليمين، ألا تأتي إلى صندوق الاقتراع كي يتسبب ذلك بالهزيمة".
ونبه إلى أنه "محظور الاعتماد على المعجزات والعجائب، وحتى نتنياهو ليس ساحرا كلي القدرة، وصحيح أنه انتصر بشكل مثير للانطباع في 4 حملات انتخابية (1996، 2009، 2013، 2015)، ولكنه في المرات الخمس المتبقية لم يحقق انتصارا واضحا".
4 سيناريوهات
من جهة أخرى، تحدث
كاتب إسرائيلي، عن 4 سيناريوهات لأزمة الائتلاف الحكومي في "إسرائيل"
الذي يقوده نتنياهو، متسائلا: " هل سينسحب غانتس أم سيندم نتنياهو؟".
وأوضح الكاتب
حاييم لفنسون في مقال نشر اليوم بصحيفة "هآرتس" العبرية، أنه "بعد
يوم على تبادل اللقاءات والتشابك الكلامي بين أعضاء "الليكود" وحليفه
"أزرق أبيض" برئاسة بيني غانتس، وقبل أسبوعين على انتهاء موعد المصادقة
على الميزانية، نتنياهو يصمم على الذهاب إلى الانتخابات".
و في نهاية
الأسبوع، "خطط الليكود لمناورة من أجل إلغاء جلسة الحكومة التي كان مقرر أن
تنعقد الأحد، بسبب خلاف مع "أزرق ابيض" في محاولة لتصوير حزب غانتس كحزب
يتصرف بصورة غير موضوعية في مسألة كورونا"، موضحا أنه "بدلا من عقد جلسة
الحكومة تم عقد جلسة لكابينت كورونا، والشجار انتقل إلى هناك".
وبعد نقاش بين
الوزير عمير بيرتس والوزير يسرائيل كاتس، "ارتفعت الأصوات، وقال غانتس بصوت
مرتفع: من اليوم الأول أنتم ببساطة لا تنفذون الاتفاقات، لقد وقعنا على اتفاق
لميزانية لسنتين، فرد نتنياهو عليه بشكل متهكم: أنا لا أسمعك".
ولفت لفنسون،
إلى أن "الموعد المحدد لحل الكنيست هو الساعة 12:00 ليلا بين 24 – 25
آب/أغسطس المقبل، وفي الأسبوعين القادمين يمكن أن تتطور 4 سيناريوهات".
الأول؛
"تمديد موعد المصادقة على الميزانية؛ حيث أعلنت قائمة يوعز هندل وتسفي هاوزر،
أنها ستقترح مشروع قرار كهذا، لأن الأمر يتعلق بتعديل في قانون الأساس، وهذا يحتاج
لأغلبية 61 صوتا في الكنيست من أجل إجازته".
حكومة ضيقة
وبحسب الكاتب،
هذا "الاقتراح هو لصالح حزب غانتس وضد نتنياهو، كلما مر الوقت فإن المبرر
الاقتصادي لتمرير ميزانية عام 2020 سينخفض، ولكنهم في (أزرق أبيض) لا ينوون الآن
التعاون مع القانون، وبالنسبة لهم، إذا كانت وجهة نتنياهو نحو إجراء انتخابات فلا
حاجة لتأجيل النهاية".
وذكر أن الليكود
غير متحمس لأن يضعف موقفه المهني، ولكن
أمس أعلنت قائمة "طريق إسرائيل"، أن نتنياهو وافق على تأييد تقديم مشروع
القانون والتصويت عليه بالقراءة الأولى يوم الأربعاء، وعلى كل الأحوال، احتمالية
أن يمر القانون دون موافقة "أزرق أبيض" و"الليكود"، ضعيفة.
وأما
السيناريو الثاني؛ "حكومة يمين ضيقة"، بحسب الكاتب الذي نبه أن
"الليكود يدفع قدما في الأيام الأخيرة بمناورة وكأنهم على اتصال مع 2 – 3
أشخاص (فارين) سينسحبون من حزب غانتس، وينضمون إلى نتنياهو، وفي هذه الحالة
سيستغنون عن غانتس ويشكلون حكومة ضيقة".
ورأى أنه رغم
أن هؤلاء المنسحبين المحتملين، سيتم تعليقهم على عامود العار في تويتر، إلا أنهم
سينقذون إسرائيل، ولكن في "الليكود" لا يوجد أي اهتمام حقيقي بحكومة
كهذه.
وبحسب مراجعة
تشريعية موجزة؛ "في طريقة التصويت على عدم الثقة الجديد، تقدم للكنيست قائمة
بأعضاء الحكومة، وفي حال حصلت على أغلبية، ستقوم على الفور بأداء اليمين كحكومة
جديدة، وحسب قانون الأساس؛ حكومة تبادل، على رأس حكومة كهذه ستؤدي اليمين نتيجة
سحب الثقة، لا يمكن لنتنياهو أو غانتس أن يترأسها".
وعود نتنياهو
ومن أجل أن
يقف نتنياهو على رأس حكومة من 61 عضو كنيست، يجب أن يؤدي اليمين قبل ذلك شخص آخر
من "الليكود"؛ كنوع من الزوج المحلل، وبعد ذلك يقدم مشروع قرار بعدم
الثقة ضد هذه الحكومة عند أدائها لليمين، وبعدها يحل نتنياهو مكانه، واحتمالية أن
يخرج نتنياهو من شارع "بلفور"، وخلال بضع ساعات يضع مصيره في أيدي
نفتالي بينيت واييلت شاكيد وميخال شير وجدعون ساعر، هي احتمالية غير قائمة،
ونتنياهو لن يأخذ مثل هذه المخاطرة.
وقدر لفنسون،
أن السيناريو الثالث هو؛ "تراجع غانتس"، منوها أن "في حال كانت
هناك احتمالية قبل شهر للتوصل إلى تسوية، فان رئيس غانتس الآن لا يهتم بذلك، فقد
مل من نتنياهو".
وأضاف:
"بتأخير بلغ شهرين، فهم غانتس أن وعود رئيس الحكومة يمكن تعليقها على الحائط،
لا أكثر من ذلك، وهو يعتقد أن نتنياهو في طريقه إلى الانتخابات، لذلك لا حاجة
لمناقشة الميزانية، وحتى لو تراجع غانتس فليس من الواضح كيف سيرد نتنياهو، وأي
أزمة جديدة متخيلة سيبادر إليها".
ونوه الكاتب، أن السيناريو الرابع والأخير،
يتعلق بـ"ندم نتنياهو"، مشيرا
إلى أن "رئيس الحكومة هو الذي يدفع نحو الانتخابات، وهو الذي يمكنه أن يتراجع
عن ذلك، ويدفع قدما بميزانية لسنتين ويواصل وكأن الأزمة لم تكن، ولكنه الآن هو
مصمم على الذهاب إلى انتخابات وما زال يصر على قراره".
يديعوت: نتنياهو يقود التفكك ويحاول الإفلات من المحاكمة
بولتون يحذر الإسرائيليين: ترامب قد يتغير.. وبايدن سيئ لكم
صحيفة: أسبوع حاسم في "إسرائيل".. على مسار الصدام