أعلن "عبد الله عبد الله"، كبير المفاوضين باسم كابول، عن تجاوز "آخر عقبة" في طريق إجراء مباحثات مباشرة بين الحكومة الأفغانية وحركة طالبان، بعد سنوات من تعثر إجرائها.
ومنذ عام 2001، ترفض الحركة الاعتراف بالحكومة، واشترطت أولا التوصل لاتفاق مع الجانب الأمريكي، وهو ما تم بالفعل نهاية شباط/ فبراير الماضي.
ورغم توقيع الاتفاق مع واشنطن، وتعهد الأخيرة بالانسحاب المشروط من أفغانستان خلال 14 شهرا، شددت طالبان على ضرورة الإفراج عن معتقلي الحركة قبل الجلوس على طاولة المفاوضات مع كابول.
وجرت خلال الأسابيع الماضية عملية تبادل الإفراج عن آلاف الأسرى والمعتقلين، إلا أن إخلاء سبيل نحو 400 من عناصر الحركة، تحديدا، عرقل المسار في الآونة الأخيرة.
وقال "عبد الله عبد الله"، الأحد، إن الحكومة وطالبان "على وشك" عقد محادثات السلام، بعدما وافق الأعيان الأفغان على الإفراج عن السجناء الـ400 المثيرين للجدل.
واتُّخذ القرار في ختام "اللويا جيرغا" أو "المجلس الكبير" الذي استمر ثلاثة أيام، وهو اجتماع أفغاني تقليدي يضم زعماء القبائل وغيرهم من الشخصيات المؤثرة يعقد أحيانا لاتخاذ قرارات بشأن المسائل المثيرة للجدل.
وأعلنت العضو في المجلس، عاطفة طيب، أنه "لإزالة العقبات التي تمنع بدء محادثات السلام ووقف القتل ولمصلحة الناس، وافق اللويا جيرغا على الإفراج عن 400 سجين تطالب بهم طالبان".
وتضم اللائحة الرسمية عددا كبيرا من السجناء الذين أدينوا بجرائم خطيرة، تورط الكثير منهم في اعتداءات أسفرت عن مقتل عشرات الأفغان والأجانب، وتشمل 150 محكوما بالإعدام.
اقرأ أيضا: خبير أفغاني لـ"عربي21": طالبان ستذوب بعد الاتفاق مع أمريكا
وحض المجلس الحكومة على تقديم تطمينات للأفغان بأن السجناء الذين سيتم إطلاق سراحهم سيخضعون للرقابة، ولن يسمح لهم بالعودة إلى القتال، مضيفا أنه سيتم إعادة المقاتلين الأجانب المفرج عنهم إلى بلدانهم.
كما طالب بـ"وقف جدي وفوري ودائم لإطلاق النار" في البلاد.
وأفاد عبد الله عبد الله، المسؤول الحكومي المكلف المفاوضات باسم كابول، الذي تم تعيينه كذلك رئيس مجلس الأعيان، أن "قرار اللويا جيرغا أزاح آخر حجة وعقبة في طريق محادثات السلام. نحن على وشك (بدء) مفاوضات السلام".
وأعلن الرئيس الأفغاني أشرف غني أنه سيوقع على مرسوم للإفراج عن السجناء الأحد.
وقال: "على عناصر طالبان الآن إظهار أنهم لا يخشون وقف إطلاق النار في أنحاء البلاد".
وضغط وزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو، من أجل إطلاق سراحهم، رغم اعترافه بأن القرار "لن يحظى بشعبية".
ومن ضمن السجناء 44 عنصرا بالتحديد يثيرون قلق الولايات المتحدة وغيرها من الدول؛ جرّاء دورهم في هجمات "كبيرة".
وعلى سبيل المثال، فإن خمسة منهم على صلة بهجوم وقع عام 2018، واستهدف فندق "إنتركونتيننتال" في كابول، وأسفر عن مقتل 40 شخصا بينهم 14 أجنبيا.
كما تشمل القائمة عنصرا في طالبان تورط في تفجير ضخم لشاحنة وقع في أيار/ مايو 2017 قرب السفارة الألمانية في كابول، وضابطا سابقا في الجيش الأفغاني قتل خمسة جنود فرنسيين في هجوم تم من الداخل.
اقتراح أمريكي لحل أزمة سجناء طالبان وتحريك محادثات السلام
"غني" يفي بوعده بإلإفراج عن سجناء لطالبان بأيام عيد الأضحى
عشرات القتلى والجرحى بتفجير شرق أفغانستان