لم أجزع إطلاقا من فرط الترحاب بماكرون في بيروت بالأمس.. ماكرون الفاشل سياسيا يلاقي ترحابا كبيرا من الناس في الشارع
اللبناني، بل وصل الأمر لتوقيع وثيقة تطالب بعودة الانتداب الفرنسي علي لبنان..
ما نوع الاحتلال والانتداب الذي تفضلونه؟..
احتلال كيوت حديث مهاود نيوليبرالي مثل الاحتلال الامريكي؟..
فقد حملت زيارة أمس والوثيقة مشهد سقوط تمثال صدام حسين في وسط بغداد احتفالا بالاحتلال الامريكي.. الاحتلال الامريكي الذي أذل وأهان واغتصب العراق بالمعنى الحرفي للكلمة، فقد وضعوا رؤوسنا ورؤس العراقيين في الوحل.. بعد أن قام أزلام الاحتلال بتحويل وسرقة مليارات الدولارات للخارج من دم وعرق أبناء العراق..
أم تفضلونه انتدابا فرنسيا على الطريقة الجزائرية، برمي الثوار الجزائريين من الطائرات وجز روؤسهم ووضع جماجمهم في متحف في باريس؟..
أم تريدونه احتلالا إنجليزيا على طريقة الاستقلال التام أو الموت الزوؤم وشغل الأورونس.. وجوني؟.. جوني اشترى كلب جوني.. وعلاقة مصر ببريطانيا العظمي زواج كاثوليكي..
ولكن على الجانب الآخر، أوليس للبنانيين ولكل العرب أن يكفروا بالدولة الوطنية بسبب ما فعله ويفعله معهم الحكام؟.. سؤال آخر: أين هي الدولة الوطنية؟
منذ حركات الاستقلال الوطني التي بزغت في أربعينيات وخمسينيات القرن الماضي، ظهرت الأنظمة الجديدة بأثواب وطنية، ولكنها إطلاقا لم تكن قرارتها ذات أبعاد وطنية محضة.. حكام مرتبطون بأمريكا وحكام آخرون سوفيتيو الهوى، هذا غير من أبقى علي الفرانكوفية كمذهب وعلاقة وقرار.. وتلقن الدولة الوطنية العربية العديد من الضربات.. ضربت في أيلول في الأردن، وصعقت في الحرب اللبنانية الأهلية، وترنحت باحتلال العراق للكويت، وماتت وشبعت موتا بعد الاحتلال الأمريكي للعراق.. أين هي الدولة الوطنية الآن في اليمن وسوريا وليبيا؟
وظلت الدولة الوطنية على هذا الانبطاح حتى ظهر الربيع وقلنا دولة مدنية حديثة وتداول سلمي للسلطة.. وتكتلت الدولة العميقة في كل دول الربيع وأعلنتها مدوية.. في سوريا وليبيا واليمن ومصر.. فيها لأخفيها.. أو لنيعش عيشة فل لنموت احنا الكل..
وتحالفت الرجعية العربية مع فطريات الدولة العميقة لوأد الربيع العرب، لينبثق من تلك العملية وضع في غاية التعقيد والسوء. فبعد أن كان الحكام عملاء لأمريكا والاتحاد السوفييتي، أصبح عندنا عملاء لعملاء أمريكا (بعد ما كنا بنشتغل مع المعلم بقينا بنشنغل مع صبيان المعلم). هناك دول كبيرة وذات حضارة لا يستطيع الحاكم فيها اتخاد أي قرار داخلي أو خارجي إلا بعد الرجوع للكفيل الإماراتي أو السعودي الذي ساعد في ثبيته في كرسيه.. وهناك دول وحركات لا يستطيع زعماؤها الدخول للحمام إلا بعد استئذان الباب العالي العثمانلي.. وهناك حركات ومنظمات في سوريا والعراق واليمن ولبنان تستطيع حرق الأخضر واليابس مقابل رضا إيران..
لا نريد احتلالا ولا نريد دولة وطنية دكتاتورية فاسدة زعيمها يدعي أنه نبي.. نريد حكما رشيدا.