قال خبير عسكري إسرائيلي إن "الردع الإسرائيلي ازداد جرعة إضافية بعد تفجير بيروت، دون إطلاق طلقة واحدة، فاللبنانيون كانوا متوجسين دائما من وجود متفجرات لحزب الله في المجمعات السكنية، ولكن بعد الانفجار الضخم في مرفأ بيروت، باتوا يدركون حجم الضرر والخطر، من خلال تدمير واسع النطاق للبنية التحتية، وبجانبه ظهور أبعاد رادعة كبيرة أمام حزب الله، دون إطلاق رصاصة إسرائيلية واحدة".
وأضاف أمير بار شالوم في تقرير
نشره موقع "زمن إسرائيل"، وترجمته "عربي21"، أنه "دون الخوض
في معرفة المسؤول عن الانفجار الكبير في مرفأ بيروت، وبروز نظريات المؤامرة، فلا شك
أن موجات الصدمة ستستمر في ضرب لبنان، ولا تزال بيروت مشغولة بإنقاذ ومعالجة ضحاياها،
ومع مرور الأيام وخروج الدولة من صدمة الحادث، ستظهر أسئلة مقلقة: من المسؤول عن تخزين
هذه المواد الخطرة؟ ولماذا لم يتم اتخاذ الاحتياطات اللازمة؟ وهل هذا مستودع تابع لحزب
الله؟".
وأشار إلى أنه "عند هذه
النقطة، يحافظ الحزب على الصمت النسبي، فمن المحتمل أن تكون هذه صدمة، وعملية لاستيعاب
وتحليل الآثار المستقبلية عليه، وفي هذه الأثناء، من غير المستغرب، ألغى زعيمه حسن
نصر الله الخطاب الذي اعتزم إلقاءه بشأن التوترات مع إسرائيل، والتي استعدت مؤسستها
العسكرية له، لفهم أين تهب الريح بعد سلسلة الأحداث الأخيرة في الشمال، والتهديدات
التي وجهت للجانب الإسرائيلي".
اقرأ أيضا: إعلان الطوارئ ببيروت وإقامة جبرية للمعنيين بملف "النترات"
وأكد أن "انفجار بيروت
هو حدث استراتيجي لحزب الله، ويحمل تغييرا للواقع، وفاصلا بين مرحلتين، وفي الوقت ذاته
فإن الأصابع متجهة للحزب كأحد الأسباب الرئيسية لذلك، في حين أعلنت الولايات المتحدة
والعديد من الدول الأوروبية أنه منظمة "إرهابية"، وبالتالي تمنع لبنان من
تلقي المساعدة من صندوق النقد والبنك الدوليين، لأن الحزب جزء من الحكومة اللبنانية،
لذا فإن أي مساعدة لبلاد الأرز هي في الواقع دعم له".
وأوضح أن "الحزب يقرأ جيدا الوضع بهذا السياق، حيث يتم تخزين أجزاء كبيرة من ترسانته الصاروخية المتنوعة في مساكن
ومجمعات حضرية، وبالتالي يأمل في خلق "مساحة حصانة" لنفسه من هجوم إسرائيلي،
ورغم أن إسرائيل ذكرت مرارا أنها لن تتردد في مهاجمة هذه الهياكل، رغم وجود المدنيين
هناك، فإن الحزب لم يتراجع عن هذه السياسة، وبالتالي فإن حزب الله هو عنوان الاحتجاج
اللبناني الداخلي، أو بالأحرى الهدف".
وختم بالقول إنه "إذا صعدنا
فوق المستنقع السياسي الإسرائيلي، على المدى الطويل، فإن إسرائيل اكتسبت رصيدا ضخما
من الوعي بعد الانفجار، ومن الغباء أن حزب الله، الذي هدد بقصف حاويات الأمونيا بخليج
حيفا، "ضرب" نفسه بخزانات الأمونيا بساحته الخلفية، والحصيلة أن "عقيدة
الضاحية" الإسرائيلية التي تتحدث عن تدمير واسع النطاق للبنية التحتية في لبنان،
حصلت على أبعاد رادعة كبيرة، دون إطلاق رصاصة واحدة من إسرائيل"، بحسب تقدير الخبير الإسرائيلي.
بدوره، قال مصدر مسؤول داخل حزب الله لـ"عربي21"، إن الحزب لا علاقة له من قريب أو من بعيد بهذا الانفجار.
وأوضح أن "المسارعة لاتهام الحزب دون أن يقول القضاء كلمته، ودون إبراز أي قرائن ودلائل، ينم عن تحريض متعمد، ومحاولة للتشويش على سير التحقيقات".
وبحسب المصدر، فإن "الحديث عن وجود أسلحة أو ذخائر لحزب الله في مرفأ بيروت بعيد كل البعد عن المنطق، ومن غير الممكن أن يقوم حزب الله بخطوة قد تجر كارثة على اللبنانيين".
"هآرتس" توجه دعوة لنتنياهو لتجنب كارثة مشابهة لانفجار بيروت
خبير إسرائيلي: هذه وجهة حزب الله بعد تداعيات انفجار بيروت
توقع إسرائيلي بتجنب حزب الله "الانتقام".. بعد انفجار بيروت