صحافة دولية

FP: أنظمة القمع العربي تعاقب المعارضين بالضغط على عائلاتهم

نشطاء قالوا إن الأساليب القمعية التي تنتهجها الأنظمة الديكتاتورية حاليا لم تكن معروفة في السابق- الرئاسة المصرية

نشر موقع مجلة "فورين بوليسي" مقالا للصحفية البريطانية المصرية علا سالم حللت فيه سبب ملاحقة أنظمة القمع العربي عائلات المعارضين الذي فروا إلى الخارج.


وقالت سالم في مقالها الذي ترجمته "عربي21، أن المقاول المصري، محمد علي، والذي كشف عن حياة البذخ والتبذير الذي يقوم بها رئيس الانقلاب، عبد الفتاح السيسي، كان يتوقع استهداف عائلته من أجل تشويه سمعته.


وذكّرت أن والده قام بالتبرؤ منه عبر التلفاز الحكومي في مصر، في حين اتهمته والدته وشقيقه بسرقة شقيقه المتوفى، لكنه (محمد على) أكد أن عائلته تحدثت حسب ما طلب منهم النظام.


ولفتت سالم إلى أن قصة محمد علي ليست استثنائية، فهو جزء من مجموعة من المعارضين الذين اختاروا المنفى الإختياري كي يتحدثوا بحرية ضد الأنظمة الديكتاتورية في العالم العربي، حيث شاهد الكثيرين منهم عائلاتهم وهي تتعرض لضغوط ضخمة من الأجهزة الأمنية في محاولة لابتزازهم وإجبار أقاربهم في الخارج التوقف عن نقد النظام.


وحول أشكال الضغط التي تمارسها الحكومات قالت سالم: "لاحظت استخدام أكثر من نظام لنفس الأسلوب، كالطلب من العائلات الضغط على أقاربها المعارضين، والتبرؤ منهم، وتشويههم وشجب أفعالهم، مشيرة إلى أن العائلات التي تفشل بتطبيق ما طلب منها تواجه حظر السفر، والعزل الاجتماعي، وفقدان الوظائف وحتى السجن. 

 

اقرأ أيضا: عائلة العودة توثّق انتهاكات السلطات السعودية بحقه

ويقول نشطاء، إن هذه الأساليب لم تكن معروفة في السابق، ففي السعودية مثلا، ربط معظم هذه الأساليب بالفترة بعد تعيين محمد بن سلمان وليا للعهد عام 2017 وبالتحديد عندما بدأ بملاحقة النقاد، والرموز المؤثرة، والأمراء، والناشطين والعلماء ورجال الدين.


ولفتت سالم إلى أن أوضح مثال على هذا هو اعتقال الشيخ سلمان العودة في أيلول/ سبتمبر 2017، حيث منع  18 فردا من عائلته بمن فيهم طفل في عمره التاسعة من السفر، فيما لا يزال عمه في السجن لأنه نشر تغريدة عن سجن شقيقه وتعرض بيتهم للتفتيش أكثر من مرة.


وتقول الباحثة والناشطة السعودية هالة الدوسري "حاولت عائلات المعارضين التزام الصمت، ولكن الجديد مع محمد بن سلمان أن التزام الصمت لن يساعد في وقف الملاحقة والاستهدف".


ويعتقد الناشطون أن التحرش بالعائلة تحول لطريقة رد جاء بسبب العلاقة القريبة بين ولي العهد السعودي وولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد، الذي استخدمت بلاده أسلوب معاقبة العائلة منذ سنوات. 


وتقول الناشطة الحقوقية آلاء الصديق التي تعيش في لندن وقدمت طلبا للجوء السياسي، إن الموجة تنتشر بقوة بالسعودية في السنوات القليلة الماضية، ولكنها عانت منها، فهي ابنة واحد من 94 مواطن إماراتي اتهموا عام 2013 بتعريض أمن البلاد للخطر.


وأضافت الصديق أن 20 قريبا للمعتقلين سحبت منهم جنسياتهم وهي واحدة منهم، ومنع آخرون من السفر أو يعانون من الاستبعاد الاجتماعي أو الحصول على وظائف معينة.


وفي الوقت الذي تبنت فيه الأنظمة أساليب وحشية ضد نقادها، بدأ المعارضون في الخارج باستخدام السبل القانونية لفضح الإنتهاكات.


وأردفت: "من خلال هذا النهج تجبر الحكومات الغربية بضغط من منظمات حقوق الإنسان والرأي العام على شجب الممارسات القمعية مع أنها تحاول الحفاظ على علاقات دبلوماسية مع هذا النظام أو ذاك".

 

اقرأ أيضا: WP: مصر تتبنى سياسة احتجاز "الرهائن" للضغط على واشنطن

وفي بداية هذا العام، بدأت عائلات السعوديين السجناء وحلفائهم الإتصال بالمحامين وجماعات الضغط وجلب الحالات إلى الولايات المتحدة، وقبل فترة تقدم الناشط محمد سلطان بدعوى قضائية ضد رئيس الوزراء المصري السابق حازم الببلاوي، بتهمة الأمر باعتقال سلطان عام 2013 حيث تعرض للتعذيب.


وردت السلطات المصرية باعتقال خمسة من أقارب سلطان وحققت مع والده المعتقل، وتم احتجاز أقاربه كرهائن حتى يسحب سلطان الدعوى.


واعتبر المشرعون الأمريكيون الإعتقالات تدخلا واضحا في العملية القضائية الأمريكية. وتقول سالم إن سياسة ملاحقة عائلات المعارضين ستكون مصدر صداع مستمر لإدارة دونالد ترامب أو الإدارة التي ستخلفه بزعامة جوزيف بايدن.


 ولن يتغير الوضع بدون ضغوط تمارس على الأنظمة لتحسين سجلاتها في حقوق الإنسان، وعبر بايدن عن قلقه من استهداف عائلة سلطان، وحذر أنه لن تكون هناك صكوكا بيضاء لديكتاتور ترامب المفضل، في إشارة للسيسي.


وختمت سالم بالقول: "للأسف مارست مصر ضغوطا على وزارة الخارجية الأمريكية لمنح الببلاوي حصانة دبلوماسية ضد الدعوى التي تتهمه بالتعذيب، مما يزيد من الضغوط على عائلة سلطان والعائلات الأخرى التي تنتظر للحصول على العدالة من الذين عذبوا أبناءها وتحرير المعتقلين منهم".