نشرت صحيفة الغارديان تقريرا لعدد من مراسليها في العواصم الأوروبية، قالوا فيه إن القارة تستعد لموجة ثانية من تفشي فيروس كورونا، ما يزيد من احتمال إعادة فرض القيود، في وقت سافر فيه ملايين الأشخاص لقضاء إجازتهم الصيفية.
وحذرت بلجيكا بأنه قد يتم فرض "إغلاق كامل" ثان بعد ارتفاع ملموس في حالات الإصابة، وفي الوقت ذاته قد يفرض إقليم كتالونيا الإسباني الإغلاق ثانية إن لم تتم السيطرة على التفشيات الجديدة خلال عشرة أيام.
وقالت رئيسة الوزراء البلجيكية، صوفي ويلميس: "يقول الخبراء إنه من الممكن تجنب إغلاق آخر. ولكن يجب أن نتذكر أن أفضل العلماء غير قادرين على معرفة كيف يتطور الوضع. ويجب ألا نخيف الناس، كما يجب ألا نخدعهم بالتظاهر بمعرفة كل شيء".
وزاد معدل الإصابة الأسبوعي في بلجيكا بنسبة 71% من 17 تموز/ يوليو إلى 23 تموز/ يوليو من 163 إصابة جديدة في اليوم إلى 279. وفي ذروة الجائحة في نيسان/ أبريل، كان هناك أكثر من 1000 حالة جديدة في اليوم.
وقالت ويليمس إن "إعادة المدارس فتح أبوابها قد يتعثر دون تدخل قوي، وننصح بقوة بالعودة للعمل من البيت لمن يستطيعون فعل ذلك. وعلى مدى أربعة أسابيع من يوم الأربعاء، يمكن لكل عائلة أن تلتقي بخمسة أشخاص آخرين".
فيما قال رئيس إقليم كتالونيا -أحد أسوأ المناطق تأثرا من حيث عودة الفيروس في إسبانيا- إن الوضع أصبح شبيها به قبل الإغلاق في أيار/ مارس.
وقال قويم تورا: "نحن في أهم عشرة أيام في الصيف، وخلال ذلك الوقت، سوف نرى إن كان بإمكاننا أن نحل الوضع من خلال التضامن والتعاون والجهد المشترك".
وأضاف: "لكن الوضع خطير، وإن لم نستطع أن ننجح، فإننا سنضطر للعودة للوراء".
وهناك حوالي 8000 حالة تم تشخيصها في كتالونيا على مدى الأسبوعين الماضيين، وهذا يشكل نصف حالات الإصابة في كل إسبانيا.
وبدأت كثير من حالات التفشي في البارات والنوادي الليلية التي أعيد إغلاقها، ولكن تم التعرف على تكتلات أخرى من الإصابة للعاملين الموسميين في قطف الخضار والفواكه، الذين تجعل ظروف عملهم وعيشهم الفقيرة صعوبة في التباعد الاجتماعي.
وأقرت السلطات الصحية الإسبانية الأسبوع الماضي بأن البلد قد تكون تواجه فعلا موجة ثانية من العدوى، بعد رفع الإغلاق الصارم الذي دام ثلاثة أشهر في نهاية حزيران/ يونيو.
وفي مواجهة الإغلاق، قام بعض الشباب بعمل حفلات شرب في الشوارع. ودعا تورا لوقف مثل هذه التصرفات حيث قال: "اليوم، هذه ليست حفلات، وتظهر نقصا في التضامن".
اقرأ أيضا: تعثر محادثات الاتحاد الأوروبي مع شركات أدوية بشأن لقاحات كورونا
وفي فرنسا، دعا وزير الصحة إلى اليقظة، بعد ارتفاع حاد في الإصابات بمرض كوفيد -19 بين الشباب، وفي ألمانيا قالت مؤسسة استشارية للصحة العامة إنها "قلقة جدا" حول ارتفاع عدد حالات الإصابة بالفيروس على مدى الأسابيع القليلة الأخيرة.
وصدرت رسالة عن وزير الصحة الفرنسي حث الشباب فيها أن يكونوا يقظين، ويحافظوا على إجراءات السلامة المتعلقة بفيروس كورونا، بما في ذلك الحفاظ على المسافة وغسل الأيدي ولبس الكمامات.
وقال أوليفيير فيران في نهاية الأسبوع: "عندما نقوم بفحص أعداد كبيرة، نجد الكثير من المرضى الشباب.. شباب أكثر من الموجة السابقة.. وهذا هو الحال في منطقة ايل دو فرانس (التي تشمل باريس)، حيث نجد الكثير من الشباب المصابين بالعدوى، دون أن يعلموا كيف أصيبوا. والواضح أن الكبار لا يزالون حذرين، ولكن الشباب أقل اهتماما".
وقال جيروم مارتي، رئيس اتحاد الأطباء العامين، إن "العطلة الصيفية ستكون نقطة حاسمة في أزمة فيروس كورونا".
وأضاف لإذاعة يوروب1: "هناك مخاطر كبيرة خلال الأسابيع الثلاثة القادمة؛ لأننا ندخل فترة خطيرة..، حيث هناك الكثير من الحركة وزيادة في أعداد الناس، فبعض المناطق يسكن فيها بالعادة 10 آلاف شخص، وفجأة يصبه هناك 60 ألفا أو 80 ألفا. من يوم إلى آخر يمكن أن ترجح الكفة إلى مقابل ذلك في ارتفاع عدد المحتاجين لدخول المستشفى".
والخوف يتزايد في ألمانيا من موجة ثانية من فيروس كورونا، حيث يقول الخبراء إن البلاد على أبواب ذلك، وآخرون قالوا إنها بدأت، وآخرون يشيرون إليها بأنها "الموجة الدائمة"، التي ستستمر حتى يتم التوصل إلى لقاح.
والتفشيات في المناطق المدنية وبين المصطافين وعمال المسالخ وقطف المحاصيل أثبتت مدى سرعة تفشي المرض، ما يعرّض مناطق كاملة للخطر، ويضعها تحت ظروف الإغلاق مرة ثانية.
وقالت المؤسسة الاستشارية للصحة العامة، معهد روبرت كوتش، إنها "قلقة جدا" بشأن الارتفاع في عدد حالات الإصابة في الأسابيع الأخيرة. وزاد عدد الحالات الجديدة أكثر من 800 يوم الجمعة، بعد عدة أسابيع من كونها بين 300 و400 حالة في اليوم.
وفي ذروة الجائحة، شهدت ألمانيا أكثر من 6000 حالة في اليوم.
وأعلن وزير الصحة الألماني، جنز سباهن، أنه يخطط لفرض فحوص إلزامية للمسافرين العائدين من مناطق تعتبر بؤرا لتفشي فيروس كورونا.
وقال مايكل كريتستشمار، قائد ولاية ساكسوني الشرقية، إنه يعتقد أن "الموجة الثانية لفيروس كورونا وصلت في الواقع"، وأخبر رهينتشين بوست: "نتعامل مع حالات عدوى جديدة كثيرة كل يوم يمكنها أن تنتج أعدادا كبيرة جدا".
ولكن غيرد أنتيس، الإحصائي الطبي في مدينة فرينبيرف الجنوبية، قال إن فكرة "الموجة الثانية" خلقت انطباعا خاطئا، وإن الأكثر احتمالا هو أن حالات الإصابة بالفيروس ستستمر بالارتفاع والانخفاض.
والتحدي هو أن نحاصر التفشيات الصغيرة قبل أن تنتشر وتخرج عن السيطرة.
للاطلاع على النص الأصلي (هنا)
WP: كيف تحوّلت ليبيا إلى ساحة تنافس دولي على الزعامة؟
دراسة تربط بين حرمان الأقليات والتلوث والإصابة بكورونا
بلومبيرغ: بايدن لن يحيد كثيرا عن سياسات ترامب الخارجية.. لماذا؟