حذرت جهات أمنية بريطانية من استهداف سيبراني روسي لمؤسسات تعمل على تطوير لقاح لفيروس كورونا المستجد.
ونقل تقرير نشره موقع شبكة "بي بي سي" البريطاني عن "مركز الأمن الوطني الإلكتروني" بالمملكة المتحدة قوله إنه "شبه متأكد" من أن العناصر التي حاولت اختراق قواعد البيانات الخاصة بهذه المؤسسات "تابعة للمخابرات الروسية".
لكن المركز لم يذكر أسماء المؤسسات التي تم استهدافها بمحاولات سرقة البيانات تلك، كما لم يحدد ما إذا كانت أي منها تعرضت للسرقة بالفعل.
وأشار إلى أن محاولات القرصنة الإلكترونية لم تسبب في إعاقة عمل المؤسسات البحثية التي تعمل على تطوير اللقاح.
ونفت روسيا أن تكون متورطة في هذا النوع من الممارسات على لسان ديمتري بيسكوف، المتحدث باسم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، قائلا: "لا تتوافر لدينا معلومات عن المسؤول عن عمليات القرصنة الإلكترونية التي تعرضت لها شركات الأدوية والمراكز البحثية في بريطانيا. ويمكننا أن نقول شيئا واحدا، وهو أننا ليس لنا علاقة بهذه المحاولات".
وصدر بيان مشترك بشأن هذا الهجوم الإلكتروني عن هيئة تأمين الاتصالات الكندية، ووزارة الداخلية الأمريكية ووكالة تأمين البنية التحتية الإلكترونية، ومجلس الأمن الوطني الأمريكي، فضلا عن مركز الأمن الوطني الإلكتروني البريطاني.
وقالت الجهات المسؤولة عن الأمن الإلكتروني في بريطانيا والولايات المتحدة وكندا، في بيانها المشترك، إن منفذي الهجوم الإلكتروني استغلوا وجود ثغرات في برمجيات نظم الحاسب الآلي الخاصة بتلك المؤسسات، واستخدموا برمجيات خبيثة تُدعى "ويلميس" و"ويلمايل" في تحميل وتنزيل ملفات من أجهزة الكمبيوتر التي تمكنوا من اختراقها بتلك البرمجيات.
ورجح البيان أيضا أن منفذي الهجوم الإلكتروني خدعوا بعض الأفراد العاملين في تلك المؤسسات وسرقوا بيانات الدخول الخاصة بهم، باستخدام أساليب الخداع الإلكتروني المعروفة باسم "التصيد الإلكتروني محدد الوجهة".
اقرأ أيضا: أرّق ألمانيا وتدخل برئاسيات أمريكا.. من هو "بادن"؟
وأشار خبراء، بحسب تقرير "بي بي سي"، إلى أن مجموعة من القراصنة الإلكترونيين تُدعى APT29 أو "ديوكس أوف كوزي بيرز"، واجهت اتهامات بتنفيذ هجمات إلكترونية سابقة، وخلفت أثرا وراءها بعد القيام بذلك.
وعرفت هذه المجموعة من القراصنة الإلكترونيين للمرة الأولى في 2014 بأنها "مصدر خطر"، وذلك في تقرير أصدرته شركة الأمن الإلكتروني الأمريكية "كرودسترايك".
ووصفت الشركة الأمريكية المجموعة بأنها "عدوانية" في الأساليب التي تتبعها في القرصنة الإلكترونية، وأن أداءها "يتمتع بقدر كبير من المرونة، إذ تغير من أدواتها طوال الوقت".
كما أشارت تقارير في وقت سابق، إلى أن المجموعة التي يُزعم أنها تابعة للمخابرات الروسية، قد تكون متورطة في اختراق قواعد بيانات اللجنة الديمقراطية الوطنية في أثناء الانتخابات الرئاسية الأمريكية 2016.
كما يعتقد أنها شنت هجمات إلكترونية على حزب العمال النرويجي، ووزارتي الدفاع والخارجية في النرويج عام 2017.
وتضمن التقرير توصيات يمكن من خلالها المساعدة في حماية المؤسسات من الهجمات الإلكترونية.
وقال التقرير: "على مدار عام 2020، شنت مجموعة APT29 هجمات إلكترونية على مؤسسات مختلفة تشارك في تطوير لقاح مضاد لكوفيد19 في كندا والولايات المتحدة والمملكة المتحدة، وهي الهجمات التي نرجح إلى حد كبير أنها تستهدف سرقة معلومات وحقوق ملكية فكرية خاصة بتطوير واختبار لقاح مضاد لكوفيد19".
وتعليقا على القضية، قال دومينيك راب، وزير الخارجية البريطانية: "من غير المقبول على الإطلاق أن تستهدف المخابرات الروسية الأعمال التي من شأنها مكافحة وباء فيروس كورونا".
وأضاف: "بينما يسعى البعض لتحقيق مصالحهم بأنانية واستهتار، تعمل المملكة المتحدة وحلفاؤها بجد من أجل توفير لقاح مضاد لحماية الصحة العالمية".
ومن جانبها، قالت كيلي ماكيناني، المسؤولة الصحفية بالبيت الأبيض: "عملنا بالتنسيق مع حلفائنا من أجل ضمان اتخاذ الإجراءات اللازمة للحفاظ على أمن هذه المعلومات".
وأضافت: "ونستمر في القيام بذلك، ونحن على علم بتلك الأنشطة".
بريطانيا: هكذا حاولت روسيا التدخل في انتخابات 2019
اتهامات لروسيا بمحاولة سرقة بيانات لقاح كورونا من دول غربية
مدير سابق لـ"MI6" يدعو لعدم استبعاد نظرية "مختبر ووهان"