تعيش مدينة الخوخة الساحلية على البحر الأحمر، غربي اليمن، حراكا شعبيا، رافضا لمحاولات طارق صالح، نجل شقيق الرئيس المخلوع، الهيمنة على المدينة على حساب القيادات والسكان المحليين.
وتظاهر المئات من سكان مدينة الخوخة؛ رفضا لممارسات القوات التابعة لطارق صالح، المدعوم من الإمارات.
واحتشد المتظاهرون في اليومين الماضيين، أمام مقر مديرية الأمن في مديرية الخوخة، الواقعة جنوبي محافظة الحديدة الساحلية، وهتفوا ضد طارق صالح قائد ما تعرف بـ"حراس الجمهورية" في الساحل الغربي من البلاد.
ورفع المتظاهرون لافتات تطالب بإسناد إدارة المدينة الساحلية لقيادات محلية من أبناء الساحل التهامي، وترفض تدخلات قوات طارق صالح في شؤونها الإدارية.
وقال الصحفي والناشط اليمني، وديع عطا، إن الحراك الشعبي في "الخوخة" تعبير طبيعي عن حالة الاحتقان في مناطق الساحل الغربي من البلاد.
وأضاف في تصريح خاص لـ"عربي21" أن "جزءا من ذلك، بسبب الوصاية التي يحاول طارق عفاش (كنية عائلة الرئيس الراحل، علي صالح) فرضها عبر أدوات محلية بلافتات حزبية".
وأشار عطا إلى أن سكان مدينة الخوخة خرجوا يرفضون الإملاءات التي تتجاوز تضحيات أبنائهم، الذين بذلوا الأرواح والدماء لتحرير الأرض، في وقت غاب فيه الجبناء أو كان بعضهم أدوات الحوثي ضد أبناء منطقتهم، في إشارة إلى قوات طارق صالح التي تشكلت عقب تحرير مدينة الخوخة من قبضة الحوثيين، وهو لايزال متحالفا معها.
وأكد الناشط اليمني أن ما يجري في الساحل يعكس المزاج العام لأبناء تهامة تجاه أسرة صالح التي حرمت الحديدة من كل مقومات التنمية حتى على مستوى الوظيفة العامة.
اقرأ أيضا: إسرائيل تتوقع هجوما من الحوثيين ردا على استهداف إيران
وذكر أن مناطق تهامة اليوم تختلف عن تهامة الأمس، موضحا أن أحرارها لن يفرطوا في مكتسباتهم واستحقاقاتهم، التي هي حق أصيل ضحوا لأجله بالغالي والنفيس.
وبحسب الصحفي عطا، فإن الوقت حان لرد الاعتبار التاريخي والسياسي للمناطق التهامية، وأنه لا يحق لأي طرف الحؤول دون ذلك.
وتشهد مدن الساحل الغربي الممتدة من جنوبي الحديدة، وحتى مدينة المخا والمناطق الواقعة في الريف الغربي والجنوبي من محافظة تعز، احتقانا شديدا؛ جراء مساعي إماراتية لتمكين نجل شقيق صالح من قيادة القوات المتواجدة هناك، وفقا لمراقبين.
وتتزامن هذه التطورات مع تغيير ديمغرافي للقادمين من محافظات شمال البلاد، على حساب العنصر المحلي الذي يرزح تحت وطأة التشرد والحرمان من سبل العيش، في منطقة دارت فيها أعنف المواجهات، وتسببت في دمار هائل، فضلا عن وضع إنساني صعب يعيشه السكان المحليون.
وبين الفينة والأخرى، تشهد مدينة الخوخة والمناطق المحيطة بها صدامات بين القوات التهامية -وتهامة مصطلح تقليدي يطلق على محافظة الحديدة- والقوات التي يقودها طارق صالح، بالإضافة إلى محاولات وعمليات اغتيال طالت قيادات عسكرية بالتشكيلات التهامية المنضوية ضمن "القوات المشتركة" إلى جانب ألوية العمالقة، وكلها خاضعة للإدارة الإماراتية.
الحوثيون يعلنون انشقاق قيادي كبير عن قوة مدعومة إماراتيا
اتهام للإمارات بـ"سرقة" أموال الحكومة.. وضبط أسلحة للحوثي
"الانتقالي" يمهد لإدارة ذاتية ويدعو لطرد "الحكومة" من عدن