وتفجرت الأزمة على وقع
تصريحات رئيس الزمالك حول اختيار نادي القرن الأفريقي التي حصل عليها النادي
الأهلي قبل 20 عاما، وادعائه بأن الزمالك نادي القرن الحقيقي، ما أثار الجدل
بوسائل الإعلام وبين الجماهير عبر مواقع التواصل الاجتماعي، رغم رفض الاتحاد
الأفريقي (الكاف) ادعاءات منصور.
وعلى الجانب الآخر،
أكدت أنباء صحفية أن اللجنة التشريعية بمجلس النواب المصري، ستدرس رفع الحصانة عن
النائب مرتضى منصور، فور طلب النائب العام ذلك من البرلمان، فيما انتشر عبر مواقع
التواصل الاجتماعي هاشتاغ "#حاسب_مرتضي_ياريس".
إقرأ أيضا: الأهلي يصدر بيانا ناريا ضد مرتضى منصور ويدعو لرفع الحصانة عنه
يذكر أن البرلمان
المصري رفض رفع الحصانة عن منصور عشرات المرات في شكاوى وقضايا رفعت ضد رئيس
الزمالك معظمها في سب وقذف شخصيات عامة.
وظهر مرتضى منصور
بمقاطع مصورة سابقة، يهدد ويتوعد شخصيات كبيرة ونافذة بالدولة بفضحهم في حال طاله
أذى.
"تهدئة
زملكاوية"
"عربي21"،
تواصلت مع مسؤولي نادي الزمالك، بداية من المستشار مرتضى منصور وبعض لاعبي النادي،
إلا أن هواتف البعض لا ترد، فيما رفض آخرون الإدلاء بأي تصريحات إعلامية.
ولكن عضو نادي الزمالك
والإعلامي كريم شحاتة، أوضح لـ"عربي21"، أنه صدرت تعليمات مشددة من مجلس
إدارة نادي الزمالك بعدم الحديث بالقضية إعلاميا.
وأكد نجل لاعب الزمالك
ومدرب مصر الأسبق حسن شحاتة، أن "حل الأزمة هو التزام مسؤولي الناديين بعدم
الحديث عن الآخر، والحديث فقط على ما يخص ناديه".
وأضاف أن "الأزمة
فجرها الإعلام، ونفخت فيها مواقع التواصل، وعلى الجميع الصمت عن التلاسن
والسباب".
"البرلمان
غير منعقد"
من جانبه أكد عضو مجلس
النواب ورئيس حزب التجمع النائب سيد عبدالعال، أنه في قضية مرتضى منصور الحالية
فإن البرلمان متعطل عن العمل وليس في دور انعقاد، وبالتالي فإن البت في هذا الملف غير
مطروح بهذه الحالة.
وألمح في حديثه
لـ"عربي21"، أنه لا يمكن الجزم الآن برد فعل البرلمان حول رفع الحصانة
من عدمه.
وفي نفس السياق، اعتذر
النائب البرلماني هيثم الحريري عن الحديث بالملف الذي وصفه حسب تعبيره
لـ"عربي21"، بأنه إلهائي بالدرجة الأولى لبرلمان عليه أن يدرس ويناقش
ويقرر في القضايا المصيرية والحاسمة بدلا من أن ينشغل بقضايا كهذه.
"لن
يضحوا به"
وفي رؤية سياسية لما
قد تسفر عنه الأزمة، قال السياسي المصري عمرو عبدالهادي، لـ"عربي21"، إن
"مرتضى منصور؛ رجل المرحلة بالنسبة للسيسي والجيش".
وأضاف أنه "إذا
تمت التضحية به هذه المرة؛ فهذا لأنه تجاوز وتعدى كل الخطوط الحمراء"، مشيرا
إلى أنه "تم تداول الفيديو المسيئ على نطاق عالمي وصار حديث الكثير من وسائل
الإعلام العالمية".
ويعتقد، عبدالهادي، أن
"رفع الحصانة لو تم فسيكون حركة لامتصاص غضب الرأي العام، لأنه في النهاية
مهمة مرتضى منصور هي الإلهاء، ومعركته بين أدوات نظام السيسي".
وختم بالقول:
"ولذلك أشك في التضحية بمرتضى منصور، لأنه حائط الصد الأول ضد الأولتراس وما
فعله بتصفية روابطها نقطة يحسبها النظام لصالحه".
"إلهاء
كروي وسياسي"
من جانبه قال المدرب
العام الأسبق لمنتخب مصر، الكابتن علاء نبيل: "هذه الحرب الكلامية تزيد من
الانشقاق وتعمق الجرح بالشارع الرياضي المصري".
وفي حديثه
لـ"عربي21"، أكد أن "سبب وصولنا لمثل هذه الحالة من التلاسن
والحديث غير الأخلاقي هو عدم وجود قرار مسؤول من البداية لحسم الأمور، ووقف
المهاترات، ووضع حد فاصل، وإنذار كل من يخرج عن القواعد، وتقديم تحذيرات وتوقيع
عقوبات مشددة".
وأضاف مدرب منتخب مصر
الأسبق، أن "الأهلى والزمالك كناديين وجمهورين هما الأكبر والأعرق مصريا
وعربيا وأفريقيا؛ ولم يشهد تاريخ الناديين مثل هذه الحالة غير المسبوقة من افتعال
الأزمات"، لافتا إلى "دور مواقع التواصل الاجتماعي بتفاقم الأزمة
وانتقالها للجمهور".
ويعتقد أن "أولى
الجهات المسؤولة هي الفضائيات المصرية، ومنها البرامج الرياضية التي استغلت حالة
الفراغ بتوقف الدوري بسبب كورونا لتفتعل الأزمات، ويتزايد الجدل، ويتواصل التلاسن
بين البرامج والضيوف والناديين".
وشدد نبيل، على
"دور وزارة الرياضة المفقود منذ بداية الأزمة، وأنه كان عليها لملمة الموقف
وتحزيم الأزمة بقرارات حاسمة"، مشيرا إلى أن "البرلمان هنا ليس صاحب دور
حيوي بالأزمة، ورفع الحصانة عن رئيس الزمالك ليست هي المشكلة ولا سببها"،
مطالبا الجميع بالقيام بدوره.
ويعتقد أن "ما
يثار حول أن تلك الأزمة مفتعلة هو لصناعة حالة من الإلهاء الكروي الذي تحول إلى
الإلهاء السياسي".
بلاغ للنائب العام ضد مرتضى منصور بعد تداول فيديو "مشين" له
ندوة لـ"عربي21" عن ربيع العرب وذكرى وفاة "مرسي" (مباشر)