هاجم الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، فرنسا وأبو ظبي، مشيرا إلى أنهما يقفان خلف الدعاية المضادة ضد بلاده التي تسعى لإرساء الديمقراطية والعدالة في المنطقة.
جاء ذلك في تصريحات أدلى بها الرئيس التركي، لمجلة "كريتر" التركية، وترجمتها "عربي21".
وقال أردوغان، إن فرنسا وإدارة أبو ظبي لم تتحملا الكفاح الذي تخوضه تركيا في مجال القانون والديمقراطية والعدالة.
وأضاف أن بلاده أفشلت خطط وحسابات الذين يتغذون على الدم وإثارة الفوضى، من خلال كفاحها الناجح في الميدان وعلى الطاولة.
وأشار إلى أن بلاده تسعى جاهدة، من أجل السلام، ووقف تدفق الدماء في المنطقة، قائلا: "لا نريد أن يتحول الناس للاجئين بسبب النزاعات، ويفقدوا منازلهم وحياتهم".
وأكد أن "بلاده ليس لديها أي أطماع على تراب أو سيادة أي بلد، وبقدر ما نهتم بأمننا، فإننا نشعر بذات القدر من الحساسية، إزاء أمن البلدان الصديقة والشقيقة، بدءا بجيراننا".
أردوغان: تركيا أفشلت مخطط حفتر وداعميه لاحتلال طرابلس
وأوضح، أنه بفضل الموقف الحازم، فقد أفشلت تركيا خطة احتلال طرابلس من حفتر وداعميه، وتمكنت حكومة الوفاق التي تتمتع بشرعية دولية، من دحر حفتر عن العاصمة في وقت قصير، والمكاسب الميدانية تبشر بالسلام والأمن بكامل الأراضي الليبية.
وأضاف أن مذكرتي الاتفاق بشأن الأمن والتعاون العسكري، وترسيم الولاية البحرية بين أنقرة وطرابلس، كسبتا أهمية بالغة.
وأوضح، أن مذكرة تحديد المنطقة الخالصة، أمن لتركيا والأشقاء الليبيين حقوقهم ومصالحهم في شرق المتوسط.
وأشار إلى أن بلاده ستواصل دعمها لليبيا في كافة المجالات، بالإضافة للقطاع الصحي والبنية التحتية، مشددا على أن استقرار ليبيا، يصب في مصلحة الجميع بالمنطقة وليس الليبيين فقط.
وأكد أن التمكين السياسي والاقتصادي لليبيا، يصب في مصلحة أوروبا وشمال أفريقيا.
وطالب الرئيس التركي، المجتمع الدولي، بإيقاف الانقلابيين الذين يرتكبون جرائم الحرب، من خلال دعم الحكومة الشرعية في ليبيا.
وشدد على "ضرورة إخراج المرتزقة الذين حولوا ليبيا لمستنقع دماء من هذه البلاد، ويجب أن يحاسب الانقلابيون على المقابر الجماعية التي ظهرت في ترهونة وعدة مدن ليبية".
أردوغان: أفشلنا مخططات ضد تركيا في شرق المتوسط
في سياق آخر، أشار أردوغان، إلى أن "بعض البلدان، ومنها جيران لتركيا، دخلت عملية خاطئة لتحييد بلادنا في شرق المتوسط".
وأضاف، أنهم "أرادوا اغتصاب حقوق قبرص الشمالية، وتركيا في البحر الأبيض المتوسط، وقلنا لهم مرارا إن هذا خطأ لا يتفق مع القانون الدولي، وقد أعربنا عن تصميمنا على حماية حقوق بلادنا".
وأشار إلى أن "هدفهم كان حصر بلادنا، التي لديها أطول ساحل على البحر الأبيض المتوسط، لكن الخطوات التي اتخذنانا أفشلت هذه الخطة، ولقد أرسلنا سفينتي تنقيب، وبدأنا بإجراء المسح في المناطق التي تحت سيطرة بلادنا".
وتابع قائلا: "لا نريد توترا في البحر الأبيض المتوسط، الذي يعد مهد الحضارات المختلفة، ونرى أن الموارد الهيدروكربونية التي من المتوقع أن تكون موجودة، تشكل فرصة للمنطقة بأسرها".
وأضاف، أن بلاده منفتحة على كافة المقترحات التي تقوم على أسس التعاون والتقاسم العادل في البحر المتوسط، و"مستعدون للعمل مع الجميع على أساس هذه المبادئ".
حماية المسجد الأقصى مهمة مشتركة لجميع المسلمين
في سياق آخر، أكد الرئيس التركي، أن الصمت العالمي هو الذي جعل الاحتلال الإسرائيلي أكثر تهورا وانتهاكا للقانون.
وأشار إلى أن الأراض الفلسطينية التي تخضع تحت الاحتلال الإسرائيلي، أحد الأماكن التي وصل فيها الظلم إلى ذروته.
وأضاف، أنه لم يعد الفلسطينيون، الذين يقتلون بوحشية على أيدي القوات الإسرائيلية، مدرجين في وسائل الإعلام العالمية، وهذا هوا لسبب الذي يجعل الاحتلال أكثر تماديا.
وشدد على أن إعلان الاحتلال لاستعداده لضم وحدات استيطانية في الضفة الغربية المحتلة، وغور الأردن، تعد خطوة جديدة لسياساته الاحتلالية، والظلم الذي يمارسه، وعلى المجتمع الدولي منع خطوات "إسرائيل" التي تنتهك القانون الدولي.
ولفت إلى أن "إسرائيل ابتلعت كامل الأراضي الفلسطينية تقريبا، وتسعى لاحتلال ما تبقى منها، وخطة الضم تهدف لذلك".
وأكد الرئيس التركي، أن بلاده ليس لها أي مشكلة مع الشعب الإسرائيلي، موضحا أن "مشكلتنا مع سياسات الحكومة الإسرائيلية الاحتلالية التي لا تستند للقانون الدولي".
وشدد في الوقت ذاته، على أن الحفاظ على المسجد الأقصى القبلة الأولى، ومنع الاعتداء عليه، مهمة مشتركة لكل المسلمين.
داود أوغلو: تهديدات السيسي وماكرون تعكس "عمى استراتيجيا"
أردوغان يهاجم فرنسا ويؤكد دعم بلاده للوفاق الليبية
أنقرة: العلاقات مع واشنطن اكتسبت بعدا جديدا في ظل كورونا