خلفت تحركات قوات النظام في ريف الرقة مؤخرا، موجة من التساؤلات حول أهدافها ودلالتها في هذا التوقيت.
وفي خطوة لا تخلو من دلالات، نشرت وكالات إعلام روسية صورا لقائد "الفرقة 25" العميد سهيل الحسن المعروف بـ"النمر"، تظهر جولة أجراها على مواقع قوات النظام السوري المنتشرة في ريف مدينة الرقة.
وأوضحت وكالة "سبوتنيك" الروسية، أن الحسن توجه على متن طائرة حوامة (هليكوبتر) باتجاه منطقة عسكرية سورية بريف الرقة، وقام بجولة على نقاط عسكرية عدة.
ونقلت الوكالة عن مصدر عسكري تأكيده وصول "تعزيزات عسكرية ضخمة إلى ريف الرقة محملة بعتاد وذخيرة"، وأضاف أن "كافة الاحتمالات واردة على الأرض ونحن جاهزون لتلقي الأوامر وتنفيذ أي مهمة عسكرية قد تقرر القيادة العامة للقوات المسلحة تنفيذها في المنطقة".
وما يبدو واضحا لمراقبين أن تحركات الحسن المدعوم روسيا، وقدومه إلى المناطق القريبة من سيطرة قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، لا تعدو عن كونها رسالة روسية، للأطراف المتواجدة في المنطقة.
اقرأ أيضا: ما وراء انسحاب قوات النظام من "عين عيسى" شمال الرقة؟
وما يؤكد ذلك، إعلان زعيم "قسد" مظلوم عبدي، الثلاثاء، إجراء مباحثات مع قائد القوات الروسية في سوريا العماد أليكساندر تشايكو لبحث القضايا المشتركة.
وأضاف عبدي على حسابه الشخصي في تويتر، أنه "تم الاتفاق على رفع مستوى التنسيق والعمل المشترك، وتوجهنا بالشكر لتجاوب الروس في العمل على مواجهة التحديات".
وكانت قوات النظام قد أخلت مواقع عسكرية في بلدة عين عيسى خلال الأيام القليلة الماضية، وسط غموض في دلالات ذلك.
وحسب مصدر عسكري، فإن الروس يحاولون ابتزاز "قسد"، وتهديد الأخيرة بعملية عسكرية تشنها قوات النظام على مناطق سيطرتهم في شمال شرق سوريا، وذلك بهدف البحث عن مصادر تمويل لحليفهم الأسد.
وتابع المصدر الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، في حديثه لـ"عربي21"، أن اقتصاد النظام شبه المنهار، وعجز الأسد عن إطعام جيشه، نبه الروس إلى ضرورة البحث عن مصادر تمويل محلية، في ظل القيود على التمويل الخارجي بفعل عقوبات قانون "قيصر".
وقال: "الواضح تماما أن "قسد" لا تعاني من مشاكل اقتصادية، وتستطيع مساعدة النظام وتقديم النفط والقمح".
هل من عمل عسكري ضد "قسد"؟
من جانبه، أكد الخبير العسكري والاستراتيجي، العقيد أديب عليوي، في حديث خاص لـ"عربي21"، أن النظام بدأ منذ أسبوع تحركات عسكرية في محيط الرقة، موضحا أن "قوات النظام تعيد انتشارها في تلك المناطق، حيث تخلي مواقع وتعزز أخرى".
اقرأ أيضا: ماذا وراء استيلاء "قسد" على مبان للنظام في الحسكة؟
وتابع، بأن هذه التحركات تتم بتنسيق مع "قسد"، والهدف الرئيس حماية الطريق الدولي (M4) لتأمين خطوط دعم النظام اقتصاديا، ما يعني استبعادا لاحتمالية أي تحرك عسكري من جانب النظام ضد "قسد".
وقال عليوي، إن تواجد أكثر من طرف عسكري في تلك المنطقة (قوات المعارضة، جيش تركي، قسد، قوات تحالف، قوات النظام، شرطة عسكرية روسية)، يجعل أي تحرك عسكري فيها على درجة كبيرة من التعقيد.
ووفق عليوي، فإن عين النظام وروسيا على ثروات هذه المنطقة (نفط، وقمح)، وقال: "لم تعد الأزمة الاقتصادية التي تعصف بالنظام خافية على أحد، ومن الواضح أن هذه التحركات تأتي خدمة لهذا الغرض".
ماذا وراء استيلاء "قسد" على مبان للنظام في الحسكة؟
الوحدات الكردية تعترف بـ"مجزرة عامودا" في سوريا.. وتعتذر
"قسد" تفرض مناهجها التعليمية بمدارس شمال شرق سوريا