شاركت شخصيات أكاديمية وسياسية بارزة، في فعاليات الندوة الرئيسية، لمعرض "فلسطين إكسبو" التي عقدت إلكترونيا الأحد، لمناقشة آخر تطورات القضية الفلسطينية، لا سيما خطة الاحتلال لضم الضفة الغربية.
وبين من شاركوا في الندوة التي نظمها مؤسسة "أصدقاء الأقصى"، تحت عنوان "مقاومة الضم" الأحد، العضو العربي بالكنيست يوسف جبارين، والصحفي الإسرائيلي جدعون ليفي، ومدير منتدى الشرق والمدير العام السابق لشبكة الجزيرة الإخبارية وضاح خنفر، والمحامية دايانا بوتو، ودانييل ليفي المستشار السابق لرئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود باراك.
وقال جدعون ليفي
الكاتب والصحفي الإسرائيلي بصحيفة هآرتس: "إن نتنياهو فعلها ثانية، ورفع
آماله بخطة الضم، لكنه لم يفعل شيئا وكعادته الضم الذي قامت به بدأ من عام 1965
وقبل أن يحلم نتنياهو برئاسة الوزراء".
وشدد ليفي خلال
مشاركته على أن الجميع في إسرائيل "يؤمن بأن الاحتلال أمر طارئ ومؤقت،
وإسرائيل ستبحث عن شريك فلسطيني وينتهي الاحتلال والأراضي أوراق مفاوضات وهو كان
مناسبا للجميع، لكن حكومات إسرائيل، لم يكن لديها بأي لحظة، أي نية للتخلي عن
السيادة على الأرض، لذلك لم تقدم لأجل ذلك أي مشاريع".
من جانبه قال رئيس
منتدى الشرق وضاح خنفر، إن الكثير من المحللين الغربيين، يرون أن العرب لا يعنيهم
الضم، وهم يتحدثون عن الأنظمة.
وأضاف: "لكن سيكولوجية
العالم العربي، من عام 1917، لم تبحث من قبل مختصين، لأنها تختزل دائما في
الأنظمة، وببحث أجريته، وجدت أن العرب منذ 100 عام، لم يكن لديهم قضية مركزية سوى
فلسطين، ولم تتفق الشعوب العربية إلا على قضية فلسطين".
وشدد على الانظمة لم تمثل
مواقف الشعوب العربية، ولا مصالحها، بل هي تمثل رأي السلطة الحاكمة ومصالحها
الخاصة فقط.
بدوره قال دانييل ليفي مستشار إيهود باراك: إن
شيئا من مشروع الضم سيتم، وهو أمر هامشي، لكن الأهم الذي يجب أن نقف ضده هو غياب
العدالة وحقوق الإنسان، عن الفلسطينيين، وقطعا الوضع في فلسطين كارثي، ومستمر ومضر
لليهود حول العالم ومستقبلهم".
ولفت إلى أن فكرة مشروع ترامب صفقة القرن هو البديل،
"أمر أسوأ وهي رسالة كراهية من 80 صفحة، وموضوع الضم ليس ما نحتاج مقاومته
ولكن غياب عملية العدالة ومنح الحقوق لكل من يقيم على أرض فلسطين، هو ما يستحق أن
نتحرك ضده، وعملية السلام هي التي أوصلتنا لهذا وأوسلو هي السبب، والخطأ تقديم الفلسطينيين
لمزيد من التنازلات، للعودة للمفاوضات".
من جانبه قال يوسف جبارين العضو العربي في الكنيست
الإسرائيلي، إن "هناك موادا في الدولة اليهودية تعبر عن اليمينية الإسرائيلية
ويحاولون تطبيقها، ومن ضمنها حق تقرير المصير المخصص لليهود فقط، وهؤلاء الذين
دعموا القانون لا يؤيدون دولة فلسطينية".
وأشار إلى أن "إسرائيل الكبرى ليس فيها
إلا شعب واحد، والسؤال ماذا بشأن ملايين الفلسطينيين في الدولة؟".
وشدد على أن اليمين الاسرائيلي، يؤمن أن حل
الدولتين لم يعد خيارا، بل يريدون فرض خيارهم، وسمعنا خلال النقاشات مع اليمينيين
بإشرائيل، أن مشروعهم الشخصي دولة واحدة يهودية صهيونية، ونهاية المطاف
للفلسطينيين، مجالس بلدية هناك وهناك لتوفير الخدمات".
أمام المحامية والمحللة السياسية ديانا بوتو فقالت
إن مسألة الضم، كانت بالنسبة للمجتمع الدولي، "الضربة القاضية"، لما
يسمى عملية السلام أو "البقرة المقدسة"، لذلك قاموا بالاهتمام بهذا
الأمر.
وشددت بوتو "على أن ما يحدث الآن، هو أن
إسرائيل بإمكانها فعل ما لم تفعله في 50 عاما، حيث القضم المتدرج وبناء مستوطنات
بشكل متدرج، لتقفز إلى استيلاء كامل، وظهور أن ربع سكان الضفة هم من المستوطنين.
وشددت على أن نتنياهو "يمتاز عن جميع
سابقيه بأنهم كانوا يقضمون بالخفاء ويتحملون بعض الإدانات، لكنه كان واضحا ويفعل
ما يريد دون أن يتخفى للوصول إلى طموحات إسرائيل علنا".
وضمن فعاليات الندوة، أطلقت مؤسسة "أصدقاء الأقصى" معرضا إلكترونيا للتراث الفلسطيني، بعد تعذر حضور المشاركين إلى بريطانيا بسبب حالة الإغلاق الشامل، التي نتجت عن انتشار فيروس كورونا.
واشتمل المعرض على أشكال متنوعة من الأغاني واللباس والأكلات التراثية الفلسطينية، شارك في عرضها عدد من الفنانين والنشطاء الفلسطينيين من داخل وخارج الأراضي الفلسطينية المحتلة.
اقرأ أيضا: معرض "فلسطين إكسبو" يواصل فعالياته إلكترونيا بسبب كورونا
وشهد اليوم الثاني من فعاليات المعرض، المنعقد إلكترونيا في العاصمة البريطانية لندن أكثر من 300 ألف متضامن مع الشعب الفلسطيني. عبر مواقع التواصل الاجتماعي والبث المباشر.
وكان رئيس جمعية "أصدقاء الأقصى" البريطانية اسماعيل باتيل في تصريح خاص لــ"عربي21" إن فعاليات اليوم الأول (أمس السبت) استقطبت أكثر من 130 ألف مشاهد عبر مختلف المنصات الالكترونية التي بثت الحدث، لكن العدد تضاعف في اليوم الثاني من الفعاليات وتم استقطاب أكثر من ضعف هذا الرقم حيث تجاوز المشاركون مستوى الـ300 ألف شخص.
وتنظم مؤسسة "أصدقاء الأقصى" أو (Friends of Alaqsa) فعالية "فلسطين إكسبو" في لندن بشكل شبه سنوي، وهذه المناسبة هي أكبر فعالية تضامنية مع فلسطين تُقام بشكل دوري على مستوى القارة الأوروبية، حيث تستقطب آلاف المهتمين بالشأن الفلسطيني وأعدادا كبيرة من المتضامنين، فيما يبذل اللوبي الصهيوني في كل مرة جهودا مضنية من أجل عرقلة إقامتها.