أثار إعلان رئيس حزب الغد، موسى مصطفى موسى، عن تشكيل تحالف انتخابي بقائمة موحدة تشمل أغلب الأحزاب بما فيها "المعارضة"، لخوض الانتخابات البرلمانية المقبلة، جدلا وسخرية.
وكان موسى وهو موال للسيسي، خاض، في اللحظات الأخيرة، سباق الانتخابات الرئاسية الماضية في 2018 أمام رئيس الانقلاب، وأثار وقتها سخرية واسعة عندما أعلن أنه سيمنح صوته للسيسي.
وأقر البرلمان المصري منتصف الشهر الجاري تعديلات على قانون انتخابات مجلس النواب، تتضمّن إجراء الانتخابات بالقوائم المغلقة المطلقة بنسبة 50 في المئة بدلا من نحو 20 في المئة في القانون الماضي، بإجمالي 284 مقعدا، و50 في المئة للنظام الفردي بإجمالي 284 مقعدا.
انتكاسة برلمانية
وتجاهل البرلمان الدعوات المطالبة باعتماد نظام القوائم النسبية، ووصفت "الحركة المدنية الديمقراطية" المعارضة التعديلات بأنها "تعبر بشكل واضح عن الرغبة الجامحة في استمرار إجراء الانتخابات البرلمانية على نظام القوائم المطلقة المعيبة، غير الديمقراطية، التي لا توجد في أي نظام انتخابي ديمقراطي".
ويرى نواب تكتل 25/30 المعارض أن نظام القائمة النسبية يسمح بتمثيل أوسع للأحزاب، ويحول دون إهدار أصوات الناخبين كالقائمة المغلقة؛ لأن الفائز في نظام القائمة المغلقة المطلقة يحصل على جميع مقاعد الدائرة على حساب الأحزاب الأخرى المنافسة.
ويُقدم البرلمان الحالي، الذي شارفت مدته على الانتهاء، أنه داعم قوي للسلطة ورئيسها، ومؤيد لكل قرارات الحكومة التي اتخذتها من بينها ما يسمى برنامج الإصلاح الاقتصادي، الذي أدى إلى زيادة نسبة الفقر، وارتفاع حاد في الأسعار، وتعويم الجنيه، وإقرار رفع دعم الوقود والطاقة، وزيادة الضرائب والرسوم، وتجهيل الحريات وانتهاكات حقوق الإنسان.
وكذلك إقراره العديد من الاتفاقيات غير المسبوقة التي أهدرت أجزاء من أرض مصر، وثرواتها، وأمني القومي والمائي، كاتفاقية ترسيم الحدود مع السعودية، والتنازل عن جزيرتي تيران وصنافير وترسيم الحدود مع قبرص، واتفاقية إعلان المبادئ مع السودان وإثيوبيا، وغيرها من الاتفاقيات المعيبة.
اقرأ أيضا: استبعاد قاض مصري شارك بقانون مناهضة التعذيب من منصب كبير
ترحيب داخلي
رئيس حزب التجمع اليساري، النائب السيد عبدالعال (معارض)، رحب بمبادرة التحالفات بين الأحزاب، مشيرا إلى أن حزبه سينضم للتحالف الانتخابي، في حال قرر المشاركة.
وأضاف في تصريحات له، بشأن التحالفات الحزبية لخوض الانتخابات المقبلة؛ "أن الأحزاب ليست في صراع، بل متحالفة للاهتمام بقضايا الدولة الوطنية"، على حد قوله.
"تشويه المشوه"
البرلماني المصري السابق، محيي عيسى، قال: "توجد هنا إشكالية، وهي افتراض أن مصر فيها ديمقراطية أو آلية انتخابية، إن ما يحدث هو صنع ديكور مشوه، لا علاقه له بالعملية الانتخابية من قريب أو بعيد، وغير مقبول تماما".
وأضاف لـ"عربي21": "لو تحدثنا عن عصر السادات ومبارك، كان يتم عمل ديكور انتخابي بشكل تجميلي مقبول؛ يعني كان يسمح بتشكيل معارضة حقيقية تضم الإسلاميين واليسار وغيرهم، لكن بنسبة محددة لا تزيد عن الثلث تضمن لهم الأغلبية".
وتابع: "كان فى البرلمان يسمح بتقديم استجوابات قوية وحقيقية من المعارضة من خلال رموز معارضة معروفة، المهم ألا تمس رأس النظام، أما هذا النظام فقد شوه كل شيء، حتى هذا الشكل الديكوري لم يرضه فعمل على تشويهه".
وأكد عيسى أن ما يخطط له هو "عمل معارضة مشوهة لاستكمال المشهد الساخر؛ فليس هناك في العالم حزب يضم مؤيدين ومعارضين للسلطة، لكن هذا النظام يأتي بكل جديد في النظم السياسية، ما أنزل الله بها من سلطان".
"هزل"
علق سمير عليش، أحد رموز المعارضة المدنية في مصر، بالقول: "من السخرية القول بوجود مثل هذا الأمر؛ لأنها تؤكد عدم وجود عملية سياسية"، مشيرا إلى أن "موسى ( رئيس حزب الغد) نافس في الانتخابات الرئاسية الماضية وأعطى صوته لمنافسه".
وفي حديثه لـ"عربي21": "اعتبر أن هناك أمورا أخرى غير مقبولة مثل تعديلات قانون الانتخابات البرلمانية الأخيرة، إضافة إلى أن اللجنة العليا للانتخابات في يد السلطة، وكل قواعد اللعبة السياسية غير عادلة، وخصمك يمتلك كل المميزات".
وتوقع أن يكون البرلمان المقبل "أسوأ من البرلمان الحالي؛ لأنه لن يضم حتى معارضة مثل 25/30 الموجودة حاليا في المجلس، رغم قلة عددهم"، لافتا إلى أنه "من الهزل أخذ مثل تلك الأمور مأخذ الجد والبناء عليه، لأنه لا يفضي إلى نتائج سياسية حقيقية".
مها عزام: خطر وجودي يهدد المصريين ما لم يحدث تغيير جذري
حفتر: تركيا دولة "استعمار".. ويطالب السيسي بالتدخل ضدها
"#ممكن_تتحاسب".. حملة مصرية لملاحقة انتهاكات النظام