كذّب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تقريرا نشرته صحيفة "نيويورك تايمز"، يفيد بعلمه بمعلومات عن برنامج للاستخبارات الروسية، خلال العام الماضي، لمنح مقاتلي حركة طالبان مكافآت لقاء قتل جنود غربيين في أفغانستان.
وفي تغريدة عبر تويتر، قال ترامب: "جريمة سياسية كاذبة أخرى للتايمز على الأرجح، على غرار خدعتهم الفاشلة بشأن روسيا"، في إشارة إلى اتهامه بالتواطؤ مع موسكو للوصول إلى البيت الأبيض في انتخابات عام 2016.
وأضاف ترامب: "لم يقدم أحد إلي إيجازا أو يبلغني سواء (نائب الرئيس مايك) بنس أو رئيس موظفي البيت الأبيض مارك ميدوز بشأن ما وصفت بالهجمات على جنودنا في أفغانستان من قبل الروس كما نقلت نيويورك تايمز للأخبار الزائفة عن مصدر مجهول".
وتابع: "الجميع ينفي الأمر ولم نتعرّض لهجمات كثيرة... لم تكن أي جهة أكثر تشددا حيال روسيا من إدارة ترامب".
وطالب الرئيس الأمريكي الصحيفة بالكشف عن مصدرها "المجهول"، قائلا إنها لا تستطيع لأن ذلك الشخص "غير موجود".
اقرأ أيضا: طالبان تنفي أن تكون قد تلقت دعما روسيا في حربها ضد أمريكا
والجمعة، نشرت "نيويورك تايمز" تقريرا نقلت فيه مصادر لم تسمها أن إدارة ترامب قد تلقت تقارير قبل عدة أشهر تفيد بدفع موسكو أموالا لمسلحي طالبان لقاء شن هجمات ضد القوات الغربية في أفغانستان، خلال العام الماضي.
وأثار التقرير جدلا واسعا في الولايات المتحدة، وتجديدا لاتهام ترامب بالتغاضي عن تصرفات موسكو، وذهب غريمه الديمقراطي "جو بايدن" إلى حد اتهامه بالخيانة في حال ثبتت صحة ما أوردته الصحيفة.
ونقلت "نيويورك تايمز" عن مسؤولين لم تسمهم أن وحدة من الاستخبارات العسكرية الروسية وزعت أموالا على مقاتلين لدفعهم إلى قتل عسكريين أمريكيين أو عناصر من قوة حلف شمال الأطلسي في أفغانستان خلال العام الماضي.
وذكرت الصحيفة أن ترامب اطلع على هذه المعلومات، وأن إدارته شاركت المعلومات مع بريطانيا، شريكها الأكبر في الحرب.
وذكرت أن وحدة روسية تعرف باسم مديرية المخابرات الرئيسية هي المسؤولة عن ذلك البرنامج، وهي ذات الجهة التي تتهم بالتورط في العديد من الحوادث الدولية بينها هجوم بمادة كيميائية عام 2018 في بريطانيا تسبب بإصابة بالغة للعميل المزدوج الروسي الأصل سيرغي سكريبال.
وأوردت أن هناك نظريات مختلفة حول سبب دعم روسيا لهجمات طالبان، بينها الرغبة في إبقاء الولايات المتحدة متورطة في الحرب.
وتابعت بأن الوحدة الروسية ربما تسعى أيضا للانتقام من قتل الولايات المتحدة لمرتزقة روس في سوريا عام 2018.
اقرأ أيضا: هل حسم بايدن الفوز مع غرق ترامب بالأزمات؟ (استطلاعات)
ومساء السبت، نفت حركة طالبان الأفغانية أن تكون قد تلقت دعما روسيا في حربها ضد القوات الأجنبية بالبلد خلال السنوات الماضية، معتبرة أن التقارير التي تنشر تلك المزاعم تهدف إلى تخريب اتفاق السلام الذي توصلت إليه مؤخرا مع واشنطن.
وشدد بيان لطالبان على أن قتالها ضد الغزو بقيادة الولايات المتحدة، طيلة السنوات الـ19 الماضية، "ليس مدينا لمصلحة أي جهاز استخبارات أو دولة أجنبية".
ونفت الحركة أيضا اتهامات أمريكية سابقة بأنها تلقت أسلحة من روسيا، موضحة أنها استخدمت الأسلحة والمنشآت والأدوات التي كانت موجودة بالفعل في أفغانستان، أو تلك التي غنمتها خلال المعارك.
وشددت الحركة على التزامها باتفاق السلام مع واشنطن، والموقع في العاصمة القطرية الدوحة في شباط/فبراير الماضي، الذي يمهد لانسحاب جميع القوات الأجنبية من أفغانستان بحلول منتصف العام المقبل.
وكانت روسيا قد نددت هي الأخرى بتقرير الصحيفة الأمريكية.
وذكرت سفارة موسكو لدى واشنطن أن "هذه الاتهامات، التي لا أساس لها من الصحة والمجهولة المصدر والتي تفيد بأن موسكو تقف وراء مقتل جنود أمريكيين في أفغانستان، أدت إلى تهديدات مباشرة لحياة موظفي السفارتين الروسيتين في واشنطن ولندن".
ودعت السفارة "نيويورك تايمز" إلى "الكف عن تلفيق معلومات كاذبة" وطلبت من السلطات الأمريكية "اتخاذ إجراءات فعالة" للحفاظ على سلامة موظفيها.
طالبان تنفي أن تكون قد تلقت دعما روسيا في حربها ضد أمريكا
أمريكا بزاوية الاتهام.. خصومها يطالبونها باحترام حقوق الإنسان
رفض أوروبي لمحاولة ترامب إعادة روسيا لمجموعة السبع