اعتبرت أنقرة أن دعم باريس للواء الليبي المتقاعد خليفة حفتر يعرض حلف شمال الأطلسي "الناتو" للخطر، مشددة على ضرورة انسحاب قوات حفتر من سرت والجفرة قبل الحديث عن هدنة، لتأمين العاصمة طرابلس من الهجمات.
جاء ذلك على لسان المتحدث باسم الرئاسة التركية، إبراهيم كالن، في مقابلة أجرتها معه وكالة "فرانس برس" للأنباء.
وقال كالن: "في ليبيا، نحن ندعم الحكومة الشرعية فيما تدعم الحكومة الفرنسية زعيم حرب غير شرعي".
وتابع بأن ذلك يعرض أمن الحلف الأطلسي للخطر، وكذلك "الأمن في المتوسط، وفي شمال أفريقيا والاستقرار في ليبيا".
اقرأ أيضا: مساع فرنسية لعرقلة تركيا في ليبيا وتأليب الناتو.. هل تنجح؟
وأضاف: "رغم كل ذلك، يستمر (المسؤولون الفرنسيون) في انتقادنا. لكننا نعمل مع الأطراف الشرعيين في حين تعمل فرنسا مع أطراف وعناصر غير شرعيين مع توجيه الاتهام إلينا. هذا لا معنى له".
وتتهم طرابلس أطرافا إقليمية وعربية ودولية بدعم حفتر في إطار صراع على النفوذ والمصالح بعيدا عن أي اعتبار لسيادة ليبيا وللقرارات الأممية.
انتقاد للإمارات وتفهم لمصر
وهاجم كالن أيضا الإمارات التي اعتبر أنها "تمول الحرب وتستعمل حفتر كمرتزق".
واعتبر المتحدث انتقاد الإمارات المتكرر للدور الذي تؤديه تركيا في العالم العربي والإسلامي "سخيفا".
وأضاف: "ليست لدينا خطط ضد الإمارات، لكن الغريب أنهم يبدون مهووسين بتركيا وبرئيسنا ويبحثون عن فرص لمهاجمتهما وتشويه سمعتهما".
لكن كالن بدا أقل حدة حيال مصر، إذ أكد تفهّم "قلقها الأمني بسبب طول الحدود التي تتقاسمها مع ليبيا"، ودعاها إلى التخلي عن المشير حفتر ودعم حكومة طرابلس.
وتابع المتحدث باسم الرئاسة التركية: "رأينا حتى الآن أن دعم حفتر أسفر عن مزيد من العنف والجمود السياسي والموت في ليبيا".
شرط وقف إطلاق النار
وأكد كالن لـ"فرانس برس" أن التوصل لوقف دائم لإطلاق النار في ليبيا يتطلب انسحاب قوات حفتر من مدينة سرت الاستراتيجية.
وقال: "إن وقفا لاطلاق النار يجب أن يكون قابلا للاستمرار، ما يعني أن على الطرف الآخر، ألا يكون في موقع يتيح له شن هجوم جديد على الحكومة الشرعية ساعة يشاء".
اقرأ أيضا: لهذا باتت "سرت" تشكل خطا أحمرَ للفرقاء بليبيا
وتابع: "في المرحلة الراهنة، تعتبر (الحكومة الليبية) ونحن ندعمها في ذلك، أن على جميع الأطراف العودة إلى مواقعهم في عام 2015 حين تم توقيع اتفاق الصخيرات السياسي (في المغرب)، ما يعني أن على قوات حفتر أن تنسحب من سرت والجفرة".
وسيطر الجيش الليبي بداية حزيران/يونيو على شمال غرب البلاد بدعم تركي، لكنها تحرز تقدما بطيئا نحو سرت، المدينة الاستراتيجية شرقا والتي لا يزال حفتر يسيطر عليها.
وسرت، مسقط رأس معمر القذافي، تبعد 450 كلم شرق طرابلس وكانت معقلا لتنظيم الدولة قبل أن يستعيدها الجيش الليبي عام 2016، لكنها سقطت في كانون الثاني/يناير الفائت في أيدي قوات حفتر.
وتدعم تركيا حكومة الوفاق برئاسة فايز السراج التي تعترف بها الأمم المتحدة في مواجهة قوات حفتر الذي يحظى خصوصا بدعم روسيا ومصر والإمارات.
تصريحات تشاووش أوغلو
وفي السياق ذاته، أكد وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو، أن الحل السياسي هو الأفضل لليبيا، وأن حفتر مصيره "الهزيمة".
وفي كلمة له خلال مؤتمر صحفي مشترك مع وزير الثقافة والسياحة التركي محمد نوري أرصوي، السبت، بولاية أنطاليا، قال تشاووش أوغلو إن حفتر "لم يصغِ لنداءات التهدئة بل على العكس زاد من عدوانه، لذلك مصيره الهزيمة".
وأضاف: "يجب ألا يكون للانقلابيين دور في إدارة البلاد، والحل السياسي هو الأفضل بالنسبة إلى ليبيا".
واعتبر تشاووش أوغلو أن الحكومة الليبية الشرعية باتت تتمتع بقوة أكبر على الأرض في الفترات الأخيرة، لافتا إلى أن تركيا وروسيا أطلقتا مبادرات مؤخرا لوقف إطلاق النار والتفاوض.
اقرأ أيضا: أقطاي لعربي21: تفاهم محتمل مع مصر لن يمس "ثوابت" تركيا
وتابع: "في ليبيا حكومة شرعية من جهة، وجنرال انقلابي في الجهة المقابلة، بعضهم يتحدث عن تقسيم ليبيا، لكننا عارضنا ذلك، كما تتواجد بعض الأطراف في ليبيا بهدف السيطرة على موارد الطاقة، الأمر الذي عارضناه أيضا".
وقال: "إننا نؤيد استخدام الثروات الليبية لمصلحة الشعب الليبي، ويجب علينا في المرحلة المقبلة مواصلة مساعينا في هذا الشأن سواء بشكل ثنائي أو ثلاثي مع كل من روسيا، والولايات المتحدة، والأهم من ذلك كله، مواصلة المساعي تحت مظلة الأمم المتحدة".
وأضاف أن إحلال السلام في ليبيا يتمتع بأهمية مصيرية لدول الجوار أيضا مثل تونس، والجزائر، وتشاد، والسودان، ومصر.
وتابع بأنه "لا يمكن التغاضي عن أهمية السلام في ليبيا بالنسبة إلى مصر رغم تردي علاقاتنا معها، إن موقف مصر وبعض الدول كان مخطأ في ليبيا، وأرجو أن تعود هذه الدول عن خطأها ونساهم سويا في نهضة ليبيا مجددا".
وفيما يخص التوتر في شرق البحر المتوسط، قال تشاووش أوغلو إن أي اتفاقية أو خطوة في هذه المنطقة بمعزل عن تركيا تعتبر "باطلة".
وقال: "لم نتمكن من إفهام هذا الأمر للأطراف الأخرى بشكل شفهي، لكننا نجحنا في ذلك بالطرق العملية، من خلال سفننا الخاصة بالتنقيب عن مصادر الطاقة، والاتفاقيات التي عقدناها".
كما أكد استعداد تركيا للحوار مع كافة الأطراف بخصوص شرق المتوسط، بما فيها اليونان.
فرنسا تتهم تركيا بالاعتداء على سفينة بالمتوسط.. وأنقرة ترد
تركيا تنتج أول قمر صناعي محلي.. ستطلقه العام المقبل
أردوغان: لن نترك ليبيا تحت رحمة الانقلابيين والمرتزقة