نشر موقع "نيوز ري" الروسي، تقريرا تحدث فيه عن تصاعد النزاع على مناطق النفوذ بين القيادة الروسية في سوريا وماهر الأسد شقيق رئيس النظام السوري، الذي يقود مجموعة مسلحة.
وقال الموقع في تقريره الذي ترجمته "عربي21" إن الروس يضغطون على القائد العسكري ماهر الأسد، لسحب تشكيلاته من مختلف مناطق سوريا وإعادتها إلى قاعدتها الأصلية في دمشق.
وأضاف أن ماهر الأسد، الذي يعد شخصية مؤيدة لإيران في النخبة العسكرية السورية، رفض الامتثال لتعليمات الجانب الروسي.
وتداولت العديد من وسائل الإعلام العربية، إشارة إلى مصادر عديدة ومستقلة، مسألة اندلاع صراع بين روسيا وماهر الأسد، بعد مطالبة الجيش الروسي ماهر الأسد برفع يده عن جميع نقاط التفتيش الخاضعة لسيطرة النخب الموالية له.
اقرأ أيضا: ديلي تلغراف: ماهر الأسد ورامي مخلوف شكّلا "الشبيحة"
في المقابل، يعزو المراقبون هذا الصراع إلى رغبة موسكو في تعزيز تأثير الهياكل الموالية في سوريا، على غرار الفيلق الخامس.
وذكر الموقع أن هذه المناوشات نمت في المناطق الجنوبية، التي تعيش على إثر احتجاجات هذه الفترة.
وبالنظر إلى الحقيقة المتمثلة في أن ماهر الأسد يعد من الأشخاص الموالين لإيران، فإنه من السهل تفسير طبيعة المواجهة في علاقاته مع الجيش الروسي.
في سياق متصل، ومع انتهاء المرحلة النشطة من الأعمال العدائية في سوريا، يحاول الجانب الروسي تعزيز نفوذه على محاور النقل ذات الأهمية الاستراتيجية. وهذا ما يتناقض بشكل واضح مع ما يريده الطرف الموالي لإيران من النخبة العسكرية السورية، الذي يهتم بالخدمات اللوجستية للأسلحة وعبور الأفراد إلى سوريا، والمناطق التي تمر عبرها عمليات التهريب.
على صعيد آخر، أدى الصراع بين الأسد ورامي مخلوف إلى تعقيد الوضع في المناطق الساحلية من البلاد بشكل كبير. وبحسب المراقبين، توجب على القيادة الروسية التدخل في هذه المناطق الساحلية.
ويتركز الخلاف حول العشائر العلوية القريبة من الأسد في محافظة اللاذقية وما حولها، وكذلك حول المجموعات المساندة لمخلوف في مدينة جبلة والقرداحة. ومن الواضح أن ضغط دمشق الرسمي على رامي مخلوف أثار بالفعل احتكاكا مع الجالية العلوية، ذلك ما لمح له مخلوف نفسه.
اقرأ أيضا: استمرار مظاهرات الدروز بالسويداء ضد نظام الأسد.. ما مصيرها؟
ونقل الموقع عن الباحث إيليا ماجنييه، أنه من السابق لأوانه وضع حد للتأثير الإيراني داخل سوريا.
وبحسب قوله، فإن طهران تستعد لنزاع مسلح مع تل أبيب داخل الأراضي السورية ولن تمضي قدما دون الرد على الضربات التي شهدتها مستودعاتها بسبب الهجمات الجوية الإسرائيلية.
إلى جانب ذلك، يعتقد ماجنييه، أنه بهذه الطريقة يمكن أن تبدأ "حرب الشرق الأوسط الكبرى في بلاد الشام"، كما تخاطر سوريا بأن تصبح نقطة اشتعال محتملة.
ويستشهد ماجنييه في كلامه بتصريحات مصادر مطلعة على الوضع، تقول بأن إيران تقوم بإجلاء مستشاريها العسكريين لا بغاية الانسحاب أو إعادة الانتشار، بل لإيجاد موطئ قدم لها مباشرة في ثكنات جيش النظام السوري من أجل الدفاع عن نفسها ضد الهجمات الإسرائيلية.
بالإضافة إلى ذلك، يرى ماجنييه أنه في حال كانت هناك هجمات جوية ورد النظام السوري عليها، فمن المرجح أن تتدخل الولايات المتحدة في المعركة لدعم حليفتها، إسرائيل.
وفي الختام، ينوه الموقع إلى أن خلايا حزب الله المحلية هي التي شغلت المواقع التي أخلاها المستشارون الإيرانيون، وقد وقع إعلام روسيا بجملة هذه التغييرات.
هل ستقرر الانتخابات الأمريكية مستقبل الأسد في سوريا؟
روسيا تريد نفوذا أكبر على المطارات والموانئ في سوريا
WP: موجة الغضب تسلط الضوء على النفاق الأمريكي