في عام 1907، بعد أربع سنوات فقط من الرحلة التاريخية لـ«الأخوين رايت»، تنبأ مؤلف الخيال العلمي «إتش جي ويلز» بأن الحرب الجوية ستغير الطريقة التي يتخذ بها صانعو السياسات القرارات. وكتب «ويلز» في روايته «الحرب في الهواء» إن ظهور الآلات المصممة لإرهاب السكان البعيدين، مع القليل من المخاطر بالنسبة لمن يقوم بتشغيلها، جعل من «المستحيل إنهاء حرب بأي وسيلة من الأساليب المتبعة».
في «عصر
الطائرات من دون طيار»، يقدم «مايكل جي بويل»، عالم السياسة في جامعة «لا سال» في
فيلادلفيا، ملاحظة مماثلة حول ظهور الطائرات من دون طيار والأدوار التي تؤديها،
ليس فقط في حروبنا التي لا نهاية لها، ولكن أيضا في إنفاذ القانون والتجارة
والأعمال الإنسانية، وكذلك استخدامها المحتمل من الجهات الفاعلة من غير الدول
لترهيب الحكومات. ويجادل «بويل»، بأن تقنية الطائرات من دون طيار تغير الخيارات
الاستراتيجية لمستخدميها بطريقتين رئيسيتين. الأولى من خلال تغيير طريقة حساب
المستخدمين للمخاطر. يمكن الآن تنفيذ عمليات الاغتيال – التي تم تغيير اسمها لتصبح
«عمليات القتل المستهدف» – بعيدا عن ساحة المعركة المعلنة، مع عدم وجود أي خطر
تقريبا على أي شخص مشارك في العملية. كما تدفع الطائرات من دون طيار الدول
والجهات الفاعلة من غير الدول، على حد سواء، إلى القيام بمزيد من المخاطرات
الاستراتيجية، على سبيل المثال، من خلال التحليق فوق مناطق منزوعة السلاح.
ثانيا:
الطائرات من دون طيار تساعد على توسيع نطاق المهمة، والقضاء على الأهداف. على سبيل
المثال، تقوم الولايات المتحدة، الآن، بتشغيل طائرات من دون طيار في سماوات أكثر
من 12 دولة. ويضيف أن الولايات المتحدة «ربما لم تكن تنوي المشاركة عسكريا في عدد
متزايد من البلدان حول العالم، لكن ملاحقتها لتنظيم القاعدة، والآن تنظيم داعش، من
خلال القتل المستهدف، قادها للقيام بذلك».
«بويل» لا
يقتصر على الطائرات من دون طيار العسكرية الفتاكة، على الرغم من أن هذا هو مركز
الثقل في كتابه. فهو يدرس القضايا التي تنشأ من وجود «عيون في السماء» ليست متاحة
فقط للشرطة والجيش ومحطات التلفاز، ولكن متاحة للجميع الآن، تقريبا، ببضعة مئات
من الدولارات.
ومن خلال
هذا النوع من الطائرات، يمكن للجميع من الشركات العقارية إلى مصوري المشاهير، إلى
المحققين الخاصين، الآن، رؤية أهدافهم من خلال استخدام الطائرات من دون طيار
لتصوير مقاطع الفيديو وتصوير الأفلام من الهواء. لذا، إذا كانت الطائرة من دون
طيار، التي تحلق فوق منطقة مجاورة، ليست طائرة استطلاع، فسيكون من الصعب معرفة لمن
تنتمي في الواقع».
(الاتحاد الإماراتية)