بعد مرور 6 سنوات على حكم رئيس سلطة
الانقلاب العسكري الحاكم عبدالفتاح السيسي لمصر، ومرور 7 سنوات على سيطرته الفعلية
على مقاليد الأمور إثر انقلابه على أول تجربة ديمقراطية في البلاد، يثار التساؤل حول
مدى تغير مواقف من اختاروا السيسي ووقفوا بجانبه ودعموا انقلابه وقاموا بتفويضه.
"عربي21"،
وجهت لبعض أنصار السيسي السابقين، تساؤلات حول مدى استمرار تأييدهم له، وهل وفى بوعوده
أم إنه غدر بمن انتخبوه ودعموه؟
"أيدناه..
ثم قطع أرزاقنا"
من فئة العمال والصنايعية، يقول حمادة،
وإسلام، وجميل، وأسامة، (مجموعة من الشباب العاطلين الذين يعملون في البناء)، إن معظمهم
شارك في مظاهرات 30 يونيو 2013، وكانت لهم آمال كبيرة في السيسي.
الشباب أكدوا لـ"عربي21"
أنهم بلا عمل منذ أكثر من 3 أشهر، وأن قرار السيسي، بوقف أعمال البناء لمدة 6 أشهر
في البلاد ما عدا مشروعاته والعاصمة الإدارية؛ سيجعلهم من "قطاع الطرق" حتى
يُطعموا أسرهم.
وأشار بعضهم إلى أنه تقدم لنيل منحة
البطالة التي أقرها السيسي (500 جنيه)، ولكنهم لم يحصلوا عليها، موضحين أنه وإن حصلوا
عليها فلن "تكفي ثمن سجائر لمدة شهر"، متسائلين: "من أين نطعم أسرنا؟
والسيسي أغلق أبواب العمل والرزق، ولم يترك لنا سوى خيارات تجارة المخدرات أو قطع الطريق
وسلب الناس والسيارات".
ويوضح ثلاثة منهم أنهم عملوا في العاصمة
الإدارية الجديدة لفترات متقطعة مع مقاولين، كان بعضهم لا يعطونهم حقوقهم.
"فجر
ماسورة الغلاء"
ومن فئة الموظفين، يقول رمضان:
"كنت من الذين يشرفون على جمع المتظاهرين للتظاهر في عهد مرسي، وشاركت وأسرتي
في تظاهرات 30 يونيو 2013 في التحرير"، موضحا أن موقفه هذا "كان لخلاف مع
بعض الإخوان المسلمين؛ إلا أنني اقتنعت بحديث السيسي، ومازلت أنتظر وعوده".
ويضيف بحديثه لـ"عربي21":
"مع سنوات السيسي، توالت الأزمات الاقتصادية وانفجرت ماسورة الغلاء، ولي ولدان،
أنهوا تعليمهم المتوسط وكلاهما عاطل منذ 5 سنوات".
ويضيف: "انتظرنا أن يوفر السيسي
الوظائف والأعمال للشباب، ولكنه أغلق عليهم كل الطرق وأصبحت كل الأعمال مؤقتة وبأجر
ضعيف"، موجها سؤاله للسيسي: "ياريس: كم وظيفة وفرتها لأبناء مصر في 6 سنوات؟".
ويؤكد أنه "مقبل على كارثة أخرى؛ وهي قرب خروجي على المعاش، وتحول راتبي -نحو 4 آلاف جنيه- إلى معاش شهري لا يتعدى
1500 جنيه، مع معاناتي من أمراض مزمنة".
"أتاوات..
وتقليص الأعمال"
ومن فئة الطبقة الوسطي والتجار، يقول
رضا محمد، لـ"عربي21": "لم أكن من مؤيدي السيسي، ولا الخارجين على مرسي،
ومع ذلك شعرت أن السيسي سيأخذنا معه لمنطقة أخرى، وعشنا حلما معه ومع الإعلام".
ويضيف: "لكن مع مرور الأيام وبدلا
من أن نفكر في أعمال ومشروعات، بدأنا نفكر كيف ندفع ما يطلب منا من أتاوات، وتسديد فواتير
ورسوم خدمات سيئة تضاعفت عشر مرات، وتأمينات وضرائب وأجور".
ويؤكد أنه "بعد مرور 7 سنوات للسيسي،
أصبحنا نفكر في كيفية الحفاظ على أعمالنا أو تخفيضها بدلا من التوسع فيها".
وعبر مواقع التواصل الاجتماعي انتشر
هاشتاغ "#ارحل_يا_سيسي"، فيما تداول نشطاء مقاطع سابقة للسيسي تكشف كيف أنه
خالف وعده للمصريين، ونشروا صورا ساخرة له تقول إنه خيب آمالهم.
وفي الذكرى السادسة لتولي السيسي، حرص
الإعلام المصري على إبراز إنجازاته، وخرج عنوان صحيفة "اليوم السابع" يقول:
"هكذا صنعت مصر معجزتها الاقتصادية والتنموية.. 6 سنوات استثنائية تحت قيادة السيسي".
وأنتجت مؤسسة "أخبار اليوم"
الحكومية، مقطع فيديو لمواطنين في الشارع، قالوا إن السيسي قدم لمصر كثيرا من المشروعات،
ويؤكدون استمرار دعمهم له، وقدموا له الأعذار.
إلا أنه في المقطع نفسه، انتقد مواطنون
مؤيدون للسيسي أحوالهم المعيشية، وطالبوا رئيس الانقلاب بتحسين الاقتصاد والنظر إلى
الطبقات الفقيرة والمعدمة.
"مغالبة
لا اختيار"
وفي رؤيته لمدى تغير مواقف العديد من
أنصار السيسي منه بعد سنوات من وعود لهم لم ينفذها، قال الكاتب والمحلل والناشط السياسي
سيد أمين؛ إن "السيسي يحكم مصر بمنطق المغالبة وليس بمنطق الاختيار".
أمين، أضاف في حديثه لـ"عربي21"
أن وجود السيسي بالحكم "مبني على سياسة الأمر الواقع، وأنه استطاع إخضاع الجميع
بإجراءات متعددة واستتب له الأمر ولو إلى حين".
وأوضح أنه في مثل هذه الحالة، "فإن
الحديث عن استمرار شعبية السيسي من عدمها؛ أمر لا قيمة له".
وأشار إلى أن "الجميع شاهد ما
حدث في الانتخابات الرئاسية 2018، وما حدث من تنكيل وحبس للفريق سامي عنان، والعقيد أحمد
قنصوة، والدكتور عبدالمنعم أبوالفتوح، وإبعاد للفريق أحمد شفيق، وكل من يفكر بالترشح
للرئاسة".
ويعتقد المحلل السياسي، أن السيسي بالفعل
غدر بكل أنصاره ومن خرجوا لأجله ومن أيدوه وانتخبوه وقاموا بتفويضه، حتى إن أجنداتهم
الآن أصبحت مختلفة.
اقرأ أيضا: ستة أعوام من حكم السيسي.. أين وصلت مصر؟
ستة أعوام من حكم السيسي.. أين وصلت مصر؟
مراقبون: حكم السيسي ربط مصير مصر بالمصالح الأجنبية
السيسي: هدمنا 35 مسجدا مخالفا.. ونشطاء ينتقدون