عانى صناع المحتوى الفلسطيني على منصة "فيسبوك" من ممارساته وسياساته تجاه قضيتهم وما يُنشر عنها.
وفي سعيهم لدفع الشركة نحو إيقاف تحيزها ضدهم، من خلال غلق حساباتهم وحذف ما ينشرونه، قام ناشطون بتأسيس حملة إلكترونية أطلقوا عليها اسم "فيسبوك عنصري".
هدف الحملة
ووفقا لمؤسس الحملة مالك العمري، فهي عبارة عن عدة خطوات تصعيدية ضد موقع فيسبوك؛ لثنيه عن عنصريته تجاه المحتوى الفلسطيني، ولوقف ممارساته ضده، وعدم الانحياز للرواية الإسرائيلية.
وقال العمري في حديث لـ"عربي21": "نسعى من خلال حملتنا إلى هدفين، أولا، وقف السياسات والممارسات العنصرية التي يمارسها فيسبوك ضد القضية الفلسطينية وداعميها".
وأضاف: "ثانيا، نهدف لكشف أن فيسبوك أيضا يمارس هذه الممارسات العنصرية في قضايا أخرى، وليس فقط في القضية الفلسطينية، ونحن حاليا نبحث ونسعى لإثبات ذلك، بالتالي ما حركنا هو عنصرية الموقع تجاه الشعب الفلسطيني وقضيته، ونسعى لإيقاف هذه العنصرية".
وأشار إلى أن "الحملة تسعى أيضا لتوعية شعوب العالم بأن فيسبوك لديه ممارسات عنصرية ضد أكثر من قضية وليس فقط الفلسطينية"، مضيفا: "مثلا لم يقم الموقع بحذف تصريح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي يحرض فيه على قتل المتظاهرين المحتجين على قتل الأمريكي من أصل أفريقي جورج فلويد، بينما حذفه موقع تويتر، وهذا تصرف عنصري ومتحيز من قبل الموقع".
وأكد بأن هناك مساعي من خلال الحملة لجمع أكبر عدد من المتابعين لها، حتى يتم التأثير على "فيسبوك" ماديا.
وأشار إلى أن "إحدى الخطوات العملية التي يدرسون القيام بها لتحقيق ذلك بعد تقييم التطبيق على متجري جوجل بلاي وآب ستور، هي إما تعطيل التطبيق أو حذفه لمدة يوم، وإذا ثُبت أن ذلك مؤثر من الناحية الاقتصادية على الموقع سوف يقومون فيه عندما يصبح عدد المشاركين في الحملة كبير لدرجة تؤثر على التطبيق فعليا".
نجاح أولي جيد
وكان خفض تقييم تطبيق فيسبوك على متجري جوجل بلاي وآب ستور هي أولى مراحل حملة "فيسبوك عنصري"، والتي شارك فيها بحسب العمري عدد كبير من الناشطين في الأردن وفلسطين وبعض الدول العربية.
وحول إذا ما كانت هذه الخطوة حققت هدفها أم لا، قال العمري: "على الرغم من أن خطوة خفض التقييم لم تحقق الهدف المرجو منها تقريبا، إلا أن ما تحقق جيد، فنحن نتحدث عن مليون و 400 ألف شخص شاركوا في الحملة".
وأضاف العمري: "وفقا لموقع "APPBOT" المختص بإحصائيات مواقع التواصل الاجتماعي، كان انخفض تقييم فيسبوك على آب ستور في الأردن من 3.6 إلى 2.2، وفي فلسطين انخفض إلى 1.9، بينما على جوجل بلاي كان 4.3 وانخفض إلى 4.2".
وأشار إلى أن استجابة الناشطين ومستخدمي التطبيق، خاصة في الأردن وفلسطين، جيدة جدا في بداية الحملة، لكن هم الآن بحاجة للتوعية بأن ما قمنا به كان له أثر، وهنا يأتي دور القنوات والمواقع الإعلامية والإخبارية للحديث عن الحملة وأثرها على الموقع، وفق قوله.
وأكمل: "وفي هذا الصدد، استجابت توكل كرمان التي انضمت حديثا إلى "مجلس الإشراف" على محتوى فيسبوك، وطلبت من القائمين على الحملة تقديم دراسات حول الموضوع".
وأكد على أنه "بالمحصلة الحملة مؤثرة، والآن الكرة في ملعب وسائل الإعلام التقليدية؛ للتعريف بها، والشرح للناس كيف أنها كانت مؤثرة لكي يقتنعون، وعندها سيتحركون بقوة أكثر للمشاركة فيها".
اقرأ أيضا: حملة فلسطينية تدعو لإلغاء متابعة صفحات الاحتلال (شاهد)
المطلوب من مستخدمي فيسبوك العرب
ولفت إلى أن من الخطوات المطلوبة لمساندة الحملة كتابة منشور على موقع فيسبوك، والتغريد على موقع تويتر عن شهيد تأثر به الشخص، حتى يروا الفرق في التعامل بين الموقعين مع المحتوى الفلسطيني".
وأردف: "أيضا نطلب من الأشخاص الذين يمتلكون حسابات وصفحات فاعلة ومؤثرة بأن يوعوا ويوجهوا الناس للمشاركة في حملة خفض تقييم التطبيق، فالرقم الذي وصلنا له وهو مليون و400 ألف مشارك ليس الذي كنا نتوقعه ونتمناه، أيضا التوضيح للناس بأن فيسبوك فعلا عنصري في تعامله مع المحتوى الفلسطيني".
ولفت إلى أنه يجدر بالناشطين العرب القيام بخطوات تصعيدية؛ للضغط على شركة فيسبوك، والتأثير عليها اقتصاديا، فهي بالنهاية تهتم الربح المادي الذي تحصل عليه من خلال مستخدمي تطبيقاتها المختلفة، وفق قوله.
وأوضح العمري أن "ماهية خطوة الحملة القادمة تعتمد على رد من شركة متخصصة تواصلوا معها، لإيفادهم بأي الخطوات يكون لها أثر مادي سلبي اكثر على فيسبوك، تعطيل الحساب أم حذف التطبيق، أيضا هناك سعي لنشر الحملة خارجيا، وأكد أنهم يحاولون الآن كخطوة أولية نشرها في إندونيسيا وتركيا وأمريكا أيضا، حيث اكتشفوا أن بعض الأمريكيين يعانون من عنصرية الموقع".
تأثير الحملة
يقول استشاري الإعلام الاجتماعي، خالد صافي، إن هذه الحملة حولت المحتوى الفلسطيني من موقف الدفاع إلى الهجوم، وهذا يحدث لأول مرة".
وتابع صافي في حديث لـ"عربي21": "أولى خطوات حملة "فيسبوك عنصري" وهي خفض التقييم أثرت على التطبيق، وأدت لنجاح الحملة، حيث انخفض تقييمه في متجري جوجل بلاي وآب ستور بشكل ملحوظ".
وأوضح: "بالتالي، من لم ينتبه ويلتفت لانخفاض التقييم، بالتأكيد التفت إلى التعليقات التي توضح عنصرية فيسبوك تجاه المحتوى الفلسطيني عبر ملاحقته لهذا المحتوى، عبر إزالة الصفحات الفلسطينية وغيرها من الممارسات المتحيزة".
وأردف قائلا: "الموقع بالنهاية شركة رأسمالية تسعى للربح المادي، وحاليا مصلحتها في هذا المضمار تكمن بأن تكون في الجانب الإسرائيلي، وعمليا هناك العديد من الاتفاقيات التي أبرمت بين الاحتلال وفيسبوك، جعلت الأخير يُعطي زمام التغيير والتعديل وإضافة المحتوى للاحتلال، عوضا عن تأييد المحتوى الفلسطيني".
وقال: "مع هذه الحملة، قد تضطر للتفكير مرتين قبل حذف أي حساب فلسطيني، وقد تلجأ إلى بعض الأساليب، ومنها إعادة تفعيل بعض الحسابات التي أوقفتها".
وأضاف: "وبالتالي يمكن القول إنها أثرت على فيسبوك وسياسته تجاه المحتوى الفلسطيني، ولكن ليس بتلك الدرجة المرجوة".
وأكد على أن "خفض التقييم لم يمنع الموقع من محاربة المحتوى الفلسطيني، ولكنه أثر على الشركة، وهذه الخطوة تُعد انتصارا في جولة من جولات المعركة بينها وبين الفلسطينيين، لذلك هذه الخطوة بحاجة إلى نقاط عملية على أرض الواقع كي يحافظ الفلسطينيين على محتواهم الرقمي على هذه المنصة".
ودعا صافي الناشطين العرب بأن يشاركوا في خطوة خفض التقييم؛ حتى تلتفت الشركة لهم، وبالتالي المطلوب أن يتضامن مساندو القضية الفلسطينية في العالم أجمع حتى يحدث ذلك.
وأشار إلى أن "المرحلة القادمة هي مرحلة اختبار لمعرفة إذا ما نجحت هذه الحملة في تغيير سياسة فيسبوك، وما سيحدث في قادم الأيام من قبل الشركة هو ما سيبرهن على نجاح هذه الحملة من عدمه".
تواصل الانتقادات لـ"فيسبوك" بسبب منشورات ترامب
جدل حول مرسوم ترامب بخصوص مواقع التواصل.. وتويتر ترد
حملة ضد "فيسبوك" ردا على حذف منشورات فلسطينية