يطلق عليهم "الناشرون الصامتون".. هم مصابون بالعدوى ولكن دون ظهور أي أعراض عليهم، ما يترك تساؤلات عدة حول أسباب ذلك.
واكتشف العلماء المزيد من الأدلة حول الميزة الغريبة والمقلقة للفيروس، بالنسبة للمصابين بفيروس كورونا ولا تبدو عليهم أي من أعراضه إطلاقا، ولا يعرفون أنهم ينشرون "كوفيد-19" الذي يسببه الفيروس.
وعادة ما يظهر على جل من يصابون بعدوى الفيروس أعراض مثل سعال وحمى وفقدان حاسة الذوق والشم.
ونقلت "بي بي سي" البريطانية عن الدكتور فيرنون لي، رئيس إدارة الأمراض السارية في وزارة الصحة السنغافورية: "لقد كنا في حيرة شديدة، فأشخاص لا يعرفون بعضهم البعض يصيبون بعضهم البعض بالمرض بطريقة ما" دون أن تظهر أي علامة للمرض.
لذا قام الدكتور لي وزملاؤه من العلماء إلى جانب ضباط الشرطة واختصاصيي تتبع الأمراض بإجراء تحقيق وتوصلوا إلى وضع خرائط تفصيلية تحدد الشخص والمكان والزمان.
اقرأ أيضا: كورونا يواصل تفشيه عالميا.. وأمريكا بين تصاعد العنف والوباء
بالنسبة للدكتور لي، فإنه لفهم كيفية انتقال الفيروس وربط الأحداث، لم يكن هناك سوى تفسير واحد محتمل وهو أن الفيروس كان ينقل من قبل أشخاص دون علمهم. وكان لهذا الاستنتاج أهمية على الصعيد العالمي لأن الرسالة المركزية لجميع نصائح الصحة المقدمة للرأي العام حول العالم كانت دائما البحث عن الأعراض لديك ولدى والآخرين.
ما تم اكتشافه بات يعرف باسم "الانتشار قبل ظهور الأعراض" حيث لا يدري الشخص أنه مصاب لأن أعراض السعال والحمى وغيرها من الأعراض الشائعة لم تظهر عليه بعد.
وقال علماء: "لا توجد دراسة واحدة موثوقة لتحديد نسبة عديمي الأعراض". وأشاروا إلى أنه إذا تم إجراء فحص الفيروس فقط على الأشخاص الذين يعانون من الأعراض فسيتم تفويت عدد من الحالات و"ربما الكثير من الحالات".
ووجدت إحدى الدراسات في الصين أن عدد الحالات بدون أعراض كان في الواقع أكبر من تلك التي ظهرت عليها أعراض، الأمر الذي أثار حفيظة السلطات.
وقال العلماء إنهم ناشرون صامتون للمرض، وبالتالي فإن "ناقلي المرض عديمي الأعراض يجب أن يعار لهم اهتمام في إطار مهمة الوقاية من الأمراض ومكافحتها".
وفي محاولة للحصول على إجابة يسعى العلماء في مدينة نورويتش البريطانية إلى اختبار سكان المدينة بأكملها.
اقرأ أيضا: نصائح للتعايش مع كورونا والعودة الآمنة للعمل (إنفوغراف)
ويقول البروفيسور نيل هول، رئيس معهد إيرلهام، مركز أبحاث علوم الحياة الذي يقود هذه المبادرة: "قد تكون الحالات بدون أعراض أشبه بالمادة السوداء للوباء".
والمادة السوداء هي المادة غير المرئية التي يعتقد أنها تشكل معظم المادة في الكون، ولم يتم تحديدها بعد.
ويخشى البروفيسور هال أن الحالات التي لا تظهر عليها أعراض قد تؤدي بالفعل إلى انتشار الوباء واستمراره على الرغم من تدابير الصحة العامة.
وقال: "إذا كان لديك أشخاص لا يعرفون أنهم مريضون أثناء استخدام وسائل النقل العام ومرافق الرعاية الصحية، فمن المؤكد أن ذلك سيزيد من انتشار العدوى".
وأضاف: "أي حل يعتمد فقط على التعامل مع الأشخاص الذين يأتون إلى المراكز الصحية عندما تكون لديهم أعراض لا يعالج سوى نصف المشكلة".
ويعتقد فريق من العلماء في كاليفورنيا أن عدم معرفة من يحمل الفيروس بدون أن تبدو عليه أعراض هو "كعب أخيل" (نقطة الضعف) في مكافحة الوباء.
من وجهة نظرهم، فإن الطريقة الوحيدة لوقف انتشار المرض هي معرفة من هو المصاب بغض النظر عن ما إذا كان يعتقد أنه مصاب أم لا. كانت هذه أيضاً توصية النواب الأعضاء في لجنة مجلس العموم للعلوم والتكنولوجيا في رسالتهم إلى رئيس الوزراء بوريس جونسون.
خبير دولي: كورونا قد يتلاشى قبل اكتشاف لقاح
مواد لا تصلح لعمل الكمامة المنزلية.. تعرف عليها (إنفوغراف)
NYT: تفاوت إصابات كورونا في العالم أحجية