سلط موقع المونيتور الضوء على نتائج التدخل التركي في ليبيا بموجب اتفاقية التعاون الموقعة مؤخرا بين البلدين، وتحديدا النجاحات التي أحرزها الجيش الليبي خلال الأيام القليلة الماضية.
وقال الموقع في تقرير ترجمته "عربي21" إن التدخل التركي في ليبيا، والذي تميز بشكل كبير باستخدام الطائرات المسيرة، "ساعد على تغيير التوازن على الجبهات، بينما زاد التوتر مع مصر والإمارات، الداعمين الرئيسيين للطرف الآخر (حفتر)، وزاد من الاستقطاب الدولي في المنطقة".
وأضاف أنه على مدى الأسابيع القليلة الماضية، قامت قوات حكومة الوفاق الوطني وفي إطار "عملية عاصفة السلام" بمحاولة السيطرة على قاعدة الوطية الجوية التي يتمركز فيها حفتر، في 25 و 26 آذار/ مارس، ولكنها أخيرا تمكنت أمس من بسط السيطرة عليها، بعد أكثر من أسبوعين من تنفيذ الضربات الجوية المكثفة.
اقرأ أيضا: مناطق سيطرة حكومة الوفاق بعد تحرير "الوطية" (إنفوغراف)
وشدد على أن" مراقبين في طرابلس يعتقدون أن سقوط قاعدة الوطية سيخفف من الضغط على طرابلس وينهي أحلام حفتر ببسط سيطرته على جميع ليبيا، وجعلهم يقولون، إن حلفاء تركيا يكسبون، فيما الطرف الآخر يخسر، وهذا ما جعل مصر والإمارات واليونان وقبرص وفرنسا تصدر بيانا مشتركا في 11 أيار/ مايو اتهمت فيه تركيا بتأجيج التوتر وعدم الاستقرار في المنطقة، بما في ذلك في ليبيا وشرق البحر الأبيض المتوسط، حيث التنافس على الغاز يستمر في الغليان".
وتابعت: "ردت أنقرة بنفس المنطق متهمة الخماسي بالتضحية بالطموحات الديمقراطية للشعب الليبي لصالح العدوان الوحشي للدكتاتوريين الانقلابيين، وخصت بالذات فرنسا لمحاولتها أن تكون راعية لمحور الخبث، وركزت على تمكنها من إفشال الخطط الفرنسية لإقامة دولة إرهابية في سوريا، في إشارة إلى دعم فرنسا للأكراد السوريين".
وشدد الموقع على أن "التدخل التركي في ليبيا أصبح متشابكا مع طموحاتها في مجال الطاقة في شرق البحر الأبيض المتوسط بعد أن قامت بتوقيع اتفاق ترسيم الحدود البحرية مع حكومة الوفاق الوطني التي يقودها فايز السراج في تشرين ثاني/ نوفمبر، وهذا أجج الصراع في ليبيا".
وأكد على أن حفتر كان قد رفع الرهانات في 27 نيسان/ أبريل بإعلان نفسه الزعيم الليبي الأوحد ورفض اتفاقية الصخيرات في 2015، الذي تم بوساطة الأمم المتحدة لتوحيد البلد، ولكنه لم يطبق بالكامل، وبعد معاناته من نكسات في ساحة القتال، قامت قواته بإطلاق عملية طيور الأبابيل في 5 أيار/ مايو في محاولة للسيطرة على العاصمة، وهو هدف فشلوا في تحقيقه منذ هجومهم الطموح في نيسان/ أبريل 2019.
اقرأ أيضا: طلب تركي للتنقيب عن النفط قبالة ليبيا.. متى تبدأ العملية؟
وفي السياق ذاته قال "المونيتور": "حفتر ولّد بادعائه السلطة مؤخرا لنفسه رياحا معاكسة على الساحة الدولية، ويعود ذلك إلى ازدرائه لحلفائه في مجلس طبرق والضحايا المدنيين التي تسببت بها هجماته على طرابلس".
وأضاف: "حتى روسيا انتقدت حفتر بسبب بيانه في 27 نيسان/ أبريل، حيث قال وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف لا نؤيد البيان الذي صدر أخيرا عن السراج، الذي رفض التفاوض مع المشير حفتر، كما أننا لا نؤيد بيان المشير حفتر الآن بأنه سيقرر لوحده الطريقة التي يعيش فيها الليبيون".
وختم الموقع بالقول: "قد يؤدي توازن القوى الجديد إلى عودة الجانبين للإطار الذي تم الاتفاق عليه في برلين في كانون ثاني/ يناير، والذي يدعو لتسوية من خلال تفاوض في عدة لجان. كما أن برلمان وحكومة طبرق قد يصبحان أكثر استعدادا للحوار مع طرابلس بعد ازدراء حفتر لهما. وبعد مثل هذه النتيجة يمكن لأردوغان أن يدعي مرة أخرى بأنه أحبط لعبة مناوئيه".
مجلة إيطالية: لماذا تعد خسارة "الوطية" ضربة قوية لحفتر؟
التايمز ترصد أثر الدعم الروسي التركي على طرفي الصراع الليبي
FP: الإمارات تريد ديكتاتورية بليبيا لعدائها للإسلام السياسي