خرجت أصوات إسرائيلية معارضة الأربعاء، لخطة الضم المرتقبة لأجزاء واسعة من الضفة الغربية المحتلة، تنفيذا لاتفاق الائتلاف الحكومي بين زعيم الليكود بنيامين نتنياهو ورئيس "أزرق أبيض" بيني غانتس.
ودعت صحيفة
"هآرتس" في افتتاحيتها، إلى وقف الضم، قائلة إن "الزيارة الخاطفة
لوزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو إلى إسرائيل تبعث على العجب، وتمنح نتنياهو الشرف
عشية إقامة الحكومة الجديدة".
وأوضحت الصحيفة أن
"زيارة بومبيو مرتبطة بخطة ضم منطقة الأغوار وأجزاء من الضفة الغربية (..)،
لأن الجانب الأمريكي بحاجة إلى توضيحات دقيقة بهذا الشأن"، مستدركة بأن "التقدير السائد هو أن الإدارة الأمريكية ستؤيد كل قرار يتخذه نتنياهو، سواء
كان في إطار خطة السلام أم لا، لأن ترامب يسعى لتجنيد اليمين الأمريكي، قبل
الانتخابات الرئاسية في تشرين الثاني/ نوفمبر المقبل".
شرخ عميق
وطالبت الصحيفة الإسرائيلية
بوقف خطة الضم لأجزاء من الضفة، لأن "الضرر المرتقب سيكون هائلا، وستلقي هذه
الخطوة حالة غليان بدأت تظهر من الآن، وتحديدا اعتزام دول الاتحاد الأوروبي بحث
إمكانية فرض عقوبات على إسرائيل".
وأشارت الصحيفة إلى أن خطوة
الضم ستلقي بشرخ عميق على العلاقات مع الأردن، إلى جانب تحطيم جميع الفرص المتاحة
للمفاوضات السياسية مع الفلسطينيين على أساس حل الدولتين، مشددة على أن الضم "خطر وجودي على إسرائيل".
اقرأ أيضا: بومبيو يبحث مع نتنياهو "صفقة القرن" قبيل إعلان حكومته
وفي السياق ذاته، قال
الكاتب الإسرائيلي عاموس جلعاد في مقال نشرته صحيفة "يديعوت أحرونوت"،
إنه يجب وقف خطة الضم، حتى نوقف "الضربة"، موضحة أن "مكانتنا معترف
بها، لكن الضم سيضعفها".
ورأى جلعاد أن "خطة
الضم هي ضربة من شأنها أن تؤدي إلى ضرر شديد بالأمن القومي لإسرائيل، لأن المشكلة
كانت في السابق الاستقرار على الحدود الشرقية، لكن اليوم أصبحت المملكة الأردنية
حليفا لإسرائيل، وفرضت عمقا استراتيجيا لأمنها".
عبء أمني
وتابع: "إذا ما تزعزع
الأردن سلطويا، فإن شهية إيران وحزب الله ستتقدم (..)، فلماذا نضعضع الأمن
الإسرائيلي بخطوات سياسية عديمة المنطق؟"، محذرا من أن خطة الضم قد تؤدي إلى
انهيار السلطة الفلسطينية، وبالتالي عودة الاحتلال العسكري المباشر.
ورأى جلعاد أن "هذا
عبء أمني وأخلاقي واقتصادي زائد"، موضحا أن الجبهة الشرقية هادئة منذ سنوات،
تزامنا مع التوترات المتكررة في الشمال والجنوب.
وفي بعد آخر، أكد الكاتب
الإسرائيلي أن خطة الضم ستفتح جبهة زائدة مع دول مهمة في أوروبا، تستفيد منها تل
أبيب اقتصاديا، إلى جانب أنها ستؤثر على تصاعد الصدام مع القانون الدولي.
وقال جلعاد إن "غور
الأردن يفضل الإمساك به بشكل آخر، ليس بخطوة سياسية من شأنها أن تزيد الإحساس
الحاد المناهض لإسرائيل، والموجود على أي حال لدى الجمهور الأردني"، مقترحا
أن يتم تسهيل إقامة عشرات آلاف الإسرائيليين بالمنطقة، وليس مجرد بضعة آلاف.
وختم الكاتب الإسرائيلي
مقاله بالقول إن "بومبيو هو صديق واضح لإسرائيل، لذلك ينبغي أن ندعوه الآن في
زيارته الحالية، لإقناع الحكومة المحتملة بضرورة شطب الضم عن جدول الأعمال".
بومبيو يزور إسرائيل الأربعاء لبحث "صفقة القرن" وملف إيران
ضغط فرنسي لمعاقبة إسرائيل بحال ضمت أجزاء من الضفة المحتلة
معهد إسرائيلي: خطة الضم تمس بأمننا القومي.. هذه تأثيراتها