نشرت صحيفة "فايننشال تايمز"
افتتاحية عن موقف الولايات المتحدة الأمريكية من الصين، والذي يثير قلق حلفائه الأوروبيين
في ظل الحاجة الماسة لوضع منهج مشترك في هذا الإطار.
وتضيف أن الدعوة لإعادة رسم العلاقة
الغربية مع الصين كانت حاضرة حتى قبل وباء فيروس كورونا المستجد، ذلك أن هذه
الدعوة اقتضتها عدة أمور منها معاملة الصين للمسلمين الإيغور، ووضع هونغ كونغ
المستقل، والعلاقة مع تايوان، وهي أمور يحتاج فيها قادة العالم لاتخاذ موقف موحد
ومنسق تجاه دولة تزداد ديكتاتورية، بحسب ما ترجمته "عربي21".
كما أن طبيعة حكومة الرئيس شي جينبنغ تستدعي
نظرة جديدة للاستثمار الإستراتيجي الصيني في الغرب. وتقدم كارثة كوفيد-19 فرصة لإعادة النظر وترتيب
العلاقة لأنها تثير أسئلة حول الطبيعة السرية للحزب الشيوعي الحاكم.
وفي الظروف العادية، البلد المهيأ
لقيادة هذه الجهود هو الولايات المتحدة، ولكن طريقة تعامل إدارة الرئيس دونالد
ترامب مع الصين متقلبة وغريبة الأطوار بدرجة تثير مخاوف الحلفاء.
اقرأ أيضا: بدء محادثات الصين وأمريكا التجارية.. هذا ما ناقشتاه
وبدون مدخل موحد ورد غربي متماسك ففرص تعديل
السلوك الصيني متدنية. وحتى هذا الوقت كان ترامب قويا في خطابه الحاد حول دور
الصين في انتشار الوباء بدون أن يتخذ أي خطوات.
ويقول المسؤولون في البيت الأبيض إنهم ينظرون
بطريقة تسهل عملية الحصول على تعويضات من الصين في المحاكم الأمريكية، وهذا الفعل
وإن كان مغريا للشركات التي توقفت أعمالها بسبب كوفيد-19 إلا أنه مشكوك فيه بناء
على القانون الدولي وسيدفع بكين للرد الإنتقامي المباشر. وسيترك هذا أثره المدمر
على التجارة العالمية.
وفي الوقت الذي كان فيه رد واشنطن على بكين
في ما يتعلق بالفيروس متقلبا كان رد بروكسل ضعيفا. وبدا هذا في العار الذي لبسه
الإتحاد الأوروبي عندما أجبرت الصين بروكسل على تعديل مذكرة وحذف أي إشارة لأصل
كوفيد-19 الصيني.
وترى الصحيفة أن هذا الضعف يجب أن ينتهي. ولكن
تردد الأوروبيين لمتابعة خط واشنطن من الصين لا علاقة له بالجبن بل ويعكس مشكلتين
عميقتين؛ الأولى هي غياب الثقة في رئيس الولايات المتحدة نفسه. والثانية هي
المخاوف من أن هجوم إدارة ترامب على الصين هو جزء من هجومه على النظام الدولي كاملا.
ولو أكد رئيس أمريكي غير ترامب أن منشأ
الفيروس جاء من الصين لتعامل قادة العالم مع التأكيد هذا بجدية، إلا أن تعليقات
ترامب لم تعد تحمل ذلك الوزن، والتداعيات المؤسفة لكل هذا هو أن ترامب حتى لو كان
يقول الحقيقة فسيتم التعامل مع ما يقوله بنوع من الشك.
ويعرف الحلفاء أن البيت الأبيض أخرج
البلاد من معاهدة باريس للمناخ والمعاهدة النووية الإيرانية ومن معاهدة الشراكة مع
دول المحيط الهادئ ويعمل بشكل مقصود على الحد من عمل منظمة التجارة العالمية
ومنظمة الصحة العالمية.
ويتذكرون كيف هدد ترامب بفرض ضرائب على ألمانيا
والصين، وعبر عن تشككه من حلف الناتو ونبرة معادية للاتحاد الأوروبي.
ويعرفون أن ترامب يعيش عاما انتخابيا
ويسعى للبقاء في البيت الأبيض ويرتابون حول دوافعه لمواصلة الهجوم على الصين.
والحقيقة المحزنة هي أن حلفاء أمريكا
في أوروبا وآسيا مستاؤون من سلوك بكين ولكنهم لا يثقون بقيادة إدارة ترامب
لمواجهتها.
لهذا لا تناسب المواجهة الأمريكية الصينية الجديدة أي طرف
"لوموند": فيروس كورونا أفقد أمريكا زعامتها للعالم
فورين أفيرز: هل انتصر الرئيس الصيني في أزمة كورونا؟