كشف تحقيق
أجرته هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي عربي" دور شركة طيران
إيرانية
بنقل فيروس
كورونا إلى مناطق في الشرق الأوسط مثل العراق وسوريا والإمارات.
وكشف
التحقيق، الذي اعتمد على تحليل بيانات تعقب الرحلات ومصادر داخل شركة طيران
ماهان
الإيرانية، أن الشركة تحدت قرارات حظر حكومية فرضتها عدة دول، واستمرت رحلاتها حتى
في ذروة الوباء.
و"طيران
ماهان" شركة إيرانية يتولى القطاع الخاص تشغيلها. وتقول إنها تملك 55 طائرة،
وتنقل سنويا قرابة خمسة ملايين مسافر إلى 66 وجهة حول العالم. ولدى الشركة
ارتباطات بالحرس الثوري. وقد سبق أن خضعت لمراقبة أمريكية انتهت بفرض عقوبات
عليها، بعد اتهامها بنقل أسلحة وشخصيات بارزة لصالح الحرس الثوري.
وحللت "بي
بي سي عربي" بيانات تعقب الرحلات، وتحدثت إلى مصادر داخل طيران ماهان لإيضاح
كيفية تحدي هذه الشركة، لمئات المرات، قرارات حظر حكومية بين أواخر كانون الثاني/ يناير
ونهاية آذار/ مارس، من خلال تسيير رحلات من وإلى إيران والعراق والإمارات العربية
وسوريا.
ويجب أن
تكون جميع هذه الدول قد منحت طيران ماهان إذنا بالهبوط، وقد فعلت ذلك في تحد
للحظر المفروض على الشركة.
منعت دول عدة
الرحلات القادمة من إيران في شباط/ فبراير، وآذار/ مارس، بعدما أصبحت بؤرة وباء
فيروس كورونا في الشرق الأوسط. لكن
شركة الطيران واصلت رحلاتها رغم ذلك. ما أدى لانتقادات لها بالمخاطرة بصحة
المسافرين والطواقم الجوية. وأُسكت أفراد الطاقم بعد تهديدهم بالإحالة إلى القضاء،
عندما عبروا عن مخاوفهم بشأن "نشر الفيروس إلى أحبائهم وبلدهم"، وفق
تحقيق "بي بي سي عربي".
وكشف
التحقيق وفقا لبيانات خطوط الرحلات ومصادر في لبنان والعراق، أن أولى حالات الإصابة
بكوفيد-19 في هذين البلدين كانت لمسافرين في رحلات طيران ماهان.
ففي 19 شباط/
فبراير الماضي، سافر طالب إيراني في رحلة طيران ماهان رقم W55062 من العاصمة الإيرانية طهران
إلى مدينة النجف في العراق. وقد سُجل كأول حالة رسمية للإصابة بكوفيد-19 في 24
شباط/ فبراير في البلاد.
وفي 20
شباط/ فبراير الماضي، عادت امرأة لبنانية في الحادية والأربعين من عمرها إلى
العاصمة اللبنانية بيروت بعد زيارة مدينة قم، في رحلة طيران ماهان رقم W5112. وفي اليوم التالي سُجلت كأول إصابة مؤكدة بالفيروس
في لبنان.
ورغم هاتين
الحادثتين اللتين أثارتا غضبا في البلدين، واصلت شركة طيران ماهان
رحلاتها. في 20 شباط/ فبراير، علقت الحكومة العراقية رحلات الطائرات من إيران
وإليها. لكن التحقيق كشف أن ما لا يقل عن 15 رحلة أخرى جرت بعد صدور قرار المنع.
وأقلت العديد من تلك الطائرات زوارا من إيران إلى المدن العراقية "المقدسة"
بموافقة الحكومة العراقية.
لكن
الحكومة العراقية ردت بأن الرحلات كانت رحلات عودة حصلت على موافقة هيئة الطيران
المدني العراقي، وأن الرحلات الجوية من العراق إلى إيران ستستمر، لكن المسافرين من
إيران ممنوعون من دخول العراق.
وواصلت شركة
ماهان، في ذروة انتشار كوفيد 19 في الصين، رحلاتها بين إيران والمدن الصينية،
رغم أن الحكومة الإيرانية فرضت حظر سفر على الصين.
وكشف
التحقيق عن 157 رحلة للشركة قد أقلعت بعد ذلك التاريخ، في تحد لحظر الطيران
الإيراني مع الصين.
كما استمرت
الشركة في لعب دور رئيسي في نقل المسافرين من إيران إلى دول أخرى خلال ذروة انتشار
الفيروس فيها.
ورغم حظر
الرحلات من إيران إلى
الإمارات في 25 شباط/ فبراير، فقد سيرت شركة الطيران 37 رحلة
أخرى حتى نهاية آذار/ مارس. وفي
8 آذار/ مارس، علقت سوريا كافة الرحلات من إيران وإليها، لكن شركة طيران ماهان
سيرت ثماني رحلات أخرى بعد دخول ذلك القرار حيز التنفيذ.
كما قامت
شركة طيران ماهان أيضا بتسيير 37 رحلة إلى دبي، و19 رحلة إلى تركيا، و20 رحلة إلى
وجهات أخرى، بما فيها إسبانيا وماليزيا وتايلاند.
كانت هناك
شركات طيران أخرى تقوم برحلات من إيران وإليها في الوقت نفسه. لكن شركة طيران
ماهان كانت الوحيدة التي انتهكت قرارات الحظر على نطاق واسع بهذا الشكل. وفق تحقيق
"بي بي سي عربي"
وفي أواخر
فبراير/شباط، ذكرت مصادر جيدة الاطلاع داخل شركة ماهان أن أعراض الإصابة بالفيروس قد
بدأت تظهر على أكثر من 50 فردا من أفراد طاقمها. فلجأ أفراد الطاقم إلى وسائل
التواصل الاجتماعي للشكوى من عدم منحهم معدات خاصة أو ملابس واقية. وفي 27 شباط/ فبراير، تحدث العاملون في شركة
الطيران لأول مرة.