أكدت حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، أنها تعمل بقوة وعزم من أجل التقدم في إنجاز جديد بخصوص ملف تبادل الأسرى مع الاحتلال الإسرائيلي، وذلك بالتزامن مع ترجيحات بإمكانية تنفيذها بعد اتفاق تشكيل الحكومة الإسرائيلية.
مبادرة حماس
وفي مبادرة لتحريك ملف صفقة تبادل الأسرى بين المقاومة الفلسطينية والاحتلال، تحدث قائد "حماس" في غزة يحيى السنوار الخميس، عن إمكانية أن تقدم حركته "تنازلا جزئيا مقابل إفراج الاحتلال عن الأسرى كبار السن والمرضى والأسيرات".
وفي منتصف الأسبوع، وقع رئيس الحكومة الإسرائيلية المؤقتة، المتهم بالفساد بنيامين نتنياهو، اتفاقية تشكيل حكومة وحدة جديدة بالشراكة رئيس حزب "أزرق أبيض" الجنرال بيني غانتس.
وبشأن الجديد في صفقة تبادل للأسرى مع الاحتلال، أكد عضو المكتب السياسي لحركة "حماس" صلاح البردويل في تصريح مقتضب، أن "حماس حريصة على تحرير الأسرى الذين قدموا تضحيات جسام من أجل هذا الوطن".
وأوضح في تصريح خاص لـ"عربي21"، أن "حماس دفعت أثمانا غالية دائما، من أجل تحرير الأسرى الفلسطينيين، وأنجزت في هذا الجانب (صفقة وفاء الأحرار التي تمت بإفراج الاحتلال عن أكثر من ألف أسير مقابل الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط)"، مشددا على أن "حماس عازمة على إنجاز شيء جديد".
اقرأ أيضا: تحركات بملف الأسرى.. حماس طلبت قوائمهم بسجون الاحتلال
وعن مدى انعكاس تشكيل حكومة إسرائيلية جديدة على فرص إتمام صفقة تبادل للأسرى مع حماس، أوضح أستاذ العلوم السياسية هاني البسوس، أن "اتخاذ قرار إتمام صفقة تبادل أسرى تحتاج إلى موافقة أغلبية أعضاء الحكومة الإسرائيلية وعدم الاعتراض عليها قضائيا أو برلمانيا".
وأضاف في حديثه لـ"عربي21": "من ثم وجود حكومة وحدة إسرائيلية، يعني إمكانية اتخاذ القرار بشكل أسهل ودون تأثير لإحباط القرار أو الاعتراض عليه من قبل المعارضة الإسرائيلية، خاصة أن الحكومة الإسرائيلية التي أتمت صفقة وفاء الأحرار عام 2011 بقيادة حزب الليكود ورئاسة نتنياهو، تعرضت لانتقادات آخرين في الكنيست، وعليه، موقف حكومة وحدة إسرائيلية سيكون أقوى، وقرارها سيكون مدعوما بقاعدة شعبية أكبر".
نتنياهو وتحريك الصفقة
أما المختص والمتابع للشأن الإسرائيلي، الأسير المحرر سعيد بشارات، قدر أن تشكيل حكومة إسرائيلية جديدة، "ربما يحرك بشكل بسيط ملف صفقة التبادل، لعدم وجود جدية لدى حكومة الاحتلال لتحريك أي ملف بشكل إيجابي، سواء مع الفلسطينيين أو غيرهم في ظل الظروف الحالية".
وأكد في حديثه لـ"عربي21"، أن "الاحتلال يحاول أن يستغل ما يحدث لصالحه، حتى في مبادرة السنوار، يتوقع الاحتلال أن تتنازل حماس"، موضحا أن "الاحتلال في وضع يسمح لها باستفزاز وابتزاز الفلسطينيين في الوقت الحالي، مع الإشارة إلى أن تحريك الملف لا يهم نتنياهو، وإن تم فسيكون من أجل تحقيقه مصالحه".
من جانبه، أكد الكاتب والمحلل السياسي، حسام الدجني، أن "تشكيل الحكومة الإسرائيلية يساعد ويسهل في إنجاز صفقة تبادل جديدة بين حماس والاحتلال، لأن هذا الملف بحاجة لوجود حكومة إسرائيلية وكنيست (برلمان إسرائيلي)، وأن تقر الصفقة في لجنة الأمن والداخلية (تابعة للكنيست)، وفي غيرها أيضا من المؤسسات الإسرائيلية".
وأوضح في حديثه لـ"عربي21"، أن "الكرة اليوم في الملعب الإسرائيلي، وما زال نتنياهو (رئيس حكومة الاحتلال) يناور، رغم أن البيئة والمناخ مناسبان، سواء بالتوصل لاتفاق لتشكيل الحكومة الإسرائيلية أو في غيرها من الإجراءات، التي تؤكد وجود إمكانية لدفع ملف صفقة التبادل إلى الأمام، من خلال مبادرة حماس التي أطلقها قائدها بغزة يحيى السنوار".
ولفت الدجني، إلى أن "ما قدمه السنوار، يأتي كبادرة إنسانية لتحريك هذا الملف، عبر تقديم معلومات عن الجنود الإسرائيليين الأسرى لدى حماس، أو تقديم مرونة أو تنازل في هذا الملف، مقابل الإفراج عن الأسرى كبار السن والمرضى والنساء والأطفال الأسرى في سجون الاحتلال".
مطالب حماس
وحول موقف الاحتلال من المبادرة، نبه إلى أنه "ليس أمام نتنياهو مفر من إحراج السنوار له أمام المجتمع الإسرائيلي، والبيئة والمناخ العام في زمن كورونا متعلق بدرجة أساسية بالبعد الإنساني وطغيانه على أي بعد سياسي، وبذلك يتم اللعب على هذا الوتر، ومن ثم لا يمكن إلا أن يتعاطى نتنياهو إيجابا معه، ولا سيما أن المطالب التي رفعتها حماس ليست كبيرة، وليست مطالب يصعب تطبيقها بالنسبة لنتنياهو".
اقرأ أيضا: خبير إسرائيلي: حماس تجبرنا على تنازلات "مؤلمة" بصفقة التبادل
وقدر أنه "من الممكن عبر تقديم حماس مرونة في هذا الملف، وأن يكون هناك نتاج إيجابي متعلق بدرجة أساسية في أن أي معلومة ستقدمها الحركة، ستسهل من إبرام صفقة تبادل وتحرك هذا الملف".
وعن قراءته لإفراج السلطات المصرية عن 4 معتقلين فلسطينيين من السجون المصرية، في الوقت الذي يجري الحديث عن وساطة مصرية بين حماس والاحتلال، لإتمام صفقة تبادل، قال المحلل السياسي: "لا أعتقد أن هناك ثمة ربط بين الإفراج عن بعض المعتقلين الفلسطينيين في السجون المصرية، وملف صفقة التبادل".
وبين أن "حماس معنية بفصل ملف تبادل الأسرى عن أي ملفات أخرى وحتى السياسية، والدور المصري هنا مهم بهذا الملف، وحماس تدرك أهمية ومحورية الدور المصري في هذا الملف، إضافة إلى إسناد مع بعض الدول الإقليمية أو الدولية الأخرى، من أجل أن يكون هناك ضمان للضغط على الاحتلال الإسرائيلي".
يشار إلى أن "كتائب القسام" الجناح المسلح لحركة "حماس"، أعلنت في 20 تموز/ يوليو 2014، أنها أسرت الجندي الإسرائيلي آرون شاؤول خلال الحرب، في حين كشف الاحتلال في مطلع آب/ أغسطس 2015، عن فقدانه الاتصال بالضابط الإسرائيلي هدار غولدن في رفح، جنوب القطاع.
مهرجون يدخلون الفرح على أطفال غزة رغم كورونا (شاهد)
غزة تستقبل رمضان بحركة حذرة وفرحة منقوصة (شاهد)
الاحتلال يتعمد إخفاء حصيلة كورونا الفلسطينية بالقدس