قال جنرالان إسرائيليان إن "المنظومة الأمنية والعسكرية في إسرائيل تتابع عن كثب تطورات انتشار فيروس كورونا في الأراضي الفلسطينية، وإن الجيش يتحسب لفرضية أن يخرج المرض عن السيطرة في الضفة الغربية وقطاع غزة، ما قد يتطلب إقامة مشاف طارئة، أو إدخال قوات طبية دولية، في حال انتشر الوباء بصورة واسعة".
وأضاف غسان عليان رئيس الإدارة المدنية في الضفة الغربية،
وإياد سرحان رئيس دائرة التنسيق والارتباط مع قطاع غزة، في حوار مطول مع صحيفة إسرائيل
اليوم، ترجمته "عربي21" أن "الجهود التي تقوم بها الأجهزة الإسرائيلية
تتم تحت إشراف وإدارة مكتب المنسق الإسرائيلي بوزارة الحرب الجنرال كميل أبو ركن".
وأكدا أن "القناعة الإسرائيلية مفادها أنه في حالة
تفشى المرض بصورة واسعة في إسرائيل، فسينتقل بالضرورة للأراضي الفلسطينية، فالحديث
يدور عن نطاق جغرافي واحد، وفي حال خرج المرض عن سيطرة الفلسطينيين، فسينتقل للإسرائيليين،
مع أن ذلك لا يحظى بتغطية الإعلام الاسرائيلي المنشغل بما يدور داخل إسرائيل فقط".
العدوى الإسرائيلية
وأوضحا أن "ما يحصل هذ الأيام مثير فعلا، فالتنسيق
بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية جار على قدم وساق، ومع حماس يتم بصورة غير مباشرة،
من خلال عمل مكثف على مدار الساعة، قد يستدعي تدخلا إسرائيليا مباشرا، بما فيها إقامة
مشاف ميدانية، أو التحسب لفرض منع التجول الكامل في الضفة الغربية من قبل السلطة الفلسطينية".
وأشارا إلى أن "السلطة الفلسطينية سبقت إسرائيل بعدة
خطوات، بينها فرض الحجر الصحي، وإغلاق المدارس والجامعات والمساجد، وحظر التجول الذي
فرضته بدأ قبل أيام في الضفة الغربية، حتى أنها تطلب من الجيش الإسرائيلي وضع حواجز
عسكرية في المناطق التي لا تصل إليها، خاصة حول مدينة نابلس هناك مناطق قروية يصعب
على السلطة فرض إجراءاتها الأمنية فيها، مما يدفعها للاستعانة بنا للقيام بذلك".
اقرأ أيضا: 3460 إصابة بكورونا في إسرائيل.. خمسون منها حرجة
وأكدا أن "هدف السلطة الفلسطينية هو ذاته الهدف
الإسرائيلي، ويتمثل في الإبقاء أطول فترة ممكنة على المواطنين في بيوتهم لمنع انتشار
العدوى بينهم، لأنه فور ظهور المرض في بيت لحم قررت السلطة بقرار واحد وبالتنسيق مع
إسرائيل عزل المدينة كليا، لمنع توسع انتشار المرض، وتبين لاحقا أن هذا الإجراء جعل
الأمور تحت سيطرة السلطة، لكن الفلسطينيين يخشون فعلا من انتقال العدوى من خلال الإسرائيليين".
الاعتقالات اليومية
وأضافا أن "السلطة فرضت قيودا كبيرة على التنقل
بين إسرائيل والأراضي الفلسطينية، فالحديث يدور عن عشرات آلاف العمال الفلسطينيين الذين
يدخلون يوميا من الضفة الغربية إلى إسرائيل، ويعودون للنوم بمنازلهم، وفي النهاية قررت
السلطة تقليص أعدادهم إلى 47 ألفا فقط، ممن يحق لهم المبيت داخل إسرائيل لمدة شهرين
متواصلين، دون السماح لهم بالعودة لمنازلهم".
وأشارا إلى أنه "في وقت لاحق تم إغلاق المعابر الثنائية
بصورة كلية، باستثناء الحالات الإنسانية الطارئة، مع العلم أن عدد المرضى الفلسطينيين
اليوم بكورونا يقترب من المائة، تشافى منهم قرابة العشرين، مع التقدير بأن العدد الحقيقي
قد يكون أكبر من ذلك، ولذلك هناك تنسيق يومي مع السلطة الفلسطينية، ومحادثات هاتفية
على مدار الساعة بين ضباط الجانبين، ويشمل التنسيق في المستويين المدني والأمني".
وكشفا أن "هناك تراجعا واضحا في العمليات المعادية
ضد إسرائيل في الأسابيع الثلاثة الأخيرة، حيث وقعت فقط ثلاث هجمات، اثنتان بإطلاق النيران،
والثالثة بإلقاء صخرة باتجاه مركبة للمستوطنين، لكن الإجراءات الأخيرة من فرض حظر التحول
وعزل المناطق ساهمت بتراجع العمليات المسلحة".
وأوضحا أن "الجيش الإسرائيلي يعتقد أن عملياته الأمنية
المتمثلة باعتقالات الفلسطينيين تشمل نسبة مخاطرة جدية، خاصة في الحالات التي يمكن
وصفها قنابل موقوتة، مع أن الاعتقالات تتم في مناطق "أ" حيث السيطرة الفلسطينية
الكاملة المدنية والأمنية، وكل ذلك بموجب القرار الإسرائيلي بعدم إزعاج قوات الأمن
الفلسطينية من جهة، ومن جهة أخرى منع اندلاع مواجهات في الشارع الفلسطيني في فترة حساسة
كهذه".
التحدي الاقتصادي
وردا على سؤال حول فترة استطاعة الجمهور الفلسطيني أن
يصمد وهو موجود في البيوت، دون عمل او أفق اقتصادي، قال الجنرالان إن "هذا سؤال
المليون الذي بات يقلقنا، نحن نتحدث عن أعداد كبيرة من العاطلين الإسرائيليين عن العمل،
فكروا معي إذن ماذا سيحدث في الأراضي الفلسطينية، وأضيفوا على ذلك عشرات آلاف العمال
الذين عملوا في إسرائيل، وساهموا بصورة ما في إنعاش الاقتصاد الفلسطيني، والآن هم في
بيوتهم".
اقرأ أيضا: إسرائيل تعيد فتح "مخبأ نووي" بسبب كورونا.. ما مهمته؟
وأضافا أنه "طالما أن الاحتياجات الأساسية يتم توريدها
للفلسطينيين، فإن ذلك سيمنع الانهيار، لكن يصعب إعطاء توقيت لذلك، فالمشكلة المعيشية
للفلسطينيين تزيد من تحدياتنا في الجيش والأمن، فضلا عن المشكلة الصحية، لأن منظومتهم
الصحية ضعيفة جدا قياسا بساحات أخرى، وفي حال وصلت معدلات الإصابة بين الفلسطينيين
كمناطق أخرى من العالم، فقد لا تقوى منظومتهم الصحية على مواجهة هذا السيناريو".
وختما بالقول إن "فيروس كورونا عمل على تقوية نفوذ
السلطة الفلسطينية بفرض إجراءات منع التجول، وتقييد حركة الفلسطينيين، لكن على المدى
البعيد نخشى ألا يستمر ذلك، لأن القيادة الفلسطينية ستكون أمام تحدي الوضع الصحي والاقتصادي
الخطير، أما أبو مازن فهو مقيم في رام الله، موجود داخل بيته، فهو ابن 85 عاما، ولذلك
فهو متواجد مع مرافقيه، يصدر التعليمات، لكن من يدير الأزمة كلها هو رئيس الحكومة محمد
اشتيه".
يديعوت: ميركل رفضت طلبا إسرائيليا للتزود بأجهزة تنفس
جنرال إسرائيلي: أزمة كورونا فرصة لزيادة الضغط على حماس
نقاش إسرائيلي حول تأثير كورونا على الجوانب الأمنية والعسكرية