كشفت مصادر مطلعة لـ"عربي21" الاثنين، أن الجيش المصري يتكتم على وقوع إصابات بفيروس "كوفيد- 19" المعروف باسم "كورونا" بين العديد من قياداته وقادة الأفرع، بعد اكتشاف إصابتهم به منذ مطلع شهر آذار/ مارس الجاري.
وأثارت حالة التعتيم التي يفرضها الجيش على وجود إصابات
بين صفوف قياداته أو حتى طلابه، تساؤلات حول العدد الحقيقي لعدد المصابين، حيث توفي
حتى الآن لواءان، يومي الاثنين والأحد، دون الإعلان عن إصابتهما أصلا بالفيروس.
وحصلت "عربي21" على قائمة تضم أسماء لواءات
وضباط وجنود أصيبوا بفيروس كورونا، كان من بينهم الحالتان اللتان توفيتا خلال أقل من
أربع وعشرين ساعة، وسط توقعات بوفاة آخرين بسبب كبر سن البعض وتجاوزهم العقدين الخامس
والسادس.
انفراط عقد المصابين بالجيش
وأفاد مراسل "عربي21" بمصر بوفاة اللواء شفيع
عبد الحليم داوود مدير إدارة المشروعات الكبرى بالهيئة الهندسية للقوات المسلحة إثر
إصابته بفيروس كورونا، وهي ثاني حالة وفاة لقائد بالجيش المصري بالفيروس ذاته.
وكانت القوات المسلحة المصرية، قد أعلنت الأحد، وفاة
اللواء أركان حرب، خالد شلتوت، مصابا بفيروس كورونا، خلال مشاركته أعمال مكافحة الفيروس
في البلاد.
ومن بين المصابين بالفيروس رئيس أركان إدارة المهندسين
العسكريين، اللواء محمود أحمد شاهين، والذي تأكد إصابته به في التاسع من آذار/ مارس
الجاري مع اللواءين السابقين، وهو الثالث على القائمة، وسط تكتم عن حالته الصحية المتدهورة.
إضافة إلى وجود حالات اشتباه لعمداء وعقداء وجنود في
الهيئة الهندسية للقوات المسلحة، وإدارة المشروعات بالقوات المسلحة، ومستشفى الجلاء
العسكري بالقاهرة، والمجمع الطبي بالمعادي، وإدارات أخرى بالجيش المصري، وفق القائمة.
وأعلنت وزارة الصحة المصرية، ليل الأحد، ارتفاع إجمالي حالات الوفاة إلى 14 حالة، وإجمالي المصابين إلى 327 حالة بعد وفاة أربع حالات جديدة، بسبب فيروس كورونا المستجد، وإصابة 33 آخرين.
وأوضح المتحدث باسم وزارة الصحة المصرية خالد مجاهد،
في تصريحات صحفية، أن الجائحة ظهرت في 24 محافظة، من بين 27 من محافظات الجمهورية.
لماذا غاب السيسي؟
وأوضح المصدر لـ"عربي21" أن بعض القيادات العسكرية
التي أصيبت بفيروس كورونا تأكد حضورها للاجتماع الموسع الذي ترأسه، رئيس سلطة الانقلاب،
عبد الفتاح السيسي، لقيادات القوات المسلحة بوزارة الدفاع في 3 آذار/ مارس الجاري،
بحضور القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع والإنتاج الحربي، ورئيس أركان حرب القوات
المسلحة.
وتساءل رواد مواقع التواصل الاجتماعي عن السر وراء غياب
السيسي وعدم ظهوره منذ ذلك الحين، وتوجيه كلمة للشعب عن استعدادات الدولة لتوابع فيروس
كورونا والإجراءات التي اتخذها لمواجهة هذه التداعيات، على غرار قادة دول العالم جميعا،
قبل أن يظهر قبل يومين أي بعد نحو أكثر من أسبوعين من اللقاء (فترة الحجر الصحي).
استعلاء المؤسسة العسكرية
وفي معرض تعليقه، قال رئيس لجنة الدفاع القومي بمجلس
الشورى المصري سابقا، رضا فهمي، "بلا شك المؤسسة العسكرية في مصر تعتبر نفسها
من طبقة الأسياد وباقي الشعب من طبقة العبيد، وهو ينشأ عنه حالة من الغرور والاستعلاء
غير المبررين بعد الانقلاب العسكري".
وأضاف فهمي لـ"عربي21": الحالات التي رأيناها
هي نتيجة الاجتماع الموسع بتاريخ 3 مارس، الذي ضم جميع قيادات الجيش، والذين جلسوا
بشكل ملتصق جدا في هذه القاعة، وحالة واحدة أو أكثر كفيلة بنقلها إلى غالبية الحضور".
اقرأ أيضا: وفاة لواء مصري بكورونا.. ودول عربية تستنفر لكبح تفشي المرض
وأشار إلى أنه "تم تسريب وثيقة بقائمة من قيادات
الجيش برتب مختلفة أصيبوا بالفيروس، وهناك أعداد أخرى لم يعلن عنها، ولكن الأزمة الأكبر
أنهم على رأس العمل ويحتكون بقيادات أخرى وضباط؛ وبالتالي لا يمكن استبعاد نقل العدوى
لعشرات بل لمئات آخرين، وغالبيتهم في مواقع قيادية كبيرة".
وانتقد فهمي نظرة المؤسسة العسكرية للجيش واعتباره
"خارج التغطية الإعلامية، وخارج الشفافية ما سيترتب عليه مصيبة أكبر حيث تسهم
بتعظيم هذه المأساة (..)، نحن أمام مشهد عبثي، أمام قيادة تعجز عن حماية الصف الأول
من القيادات العسكرية فما بالنا بباقي المؤسسة والشعب".
إصابات موثقة
في 13 من آذار/ مارس الجاري، كشفت منظمة "نحن نسجل"
الحقوقية أنها حصلت على "معلومات موثقة من مصادرها الخاصة تفيد بظهور حالات إصابة
بفيروس كورونا بين ضباط بالجيش المصري، والتي كان من بينهم اللواء أركان حرب شفيع عبد
الحليم داود، مدير إدارة المشروعات الكبرى بالهيئة الهندسية للقوات المسلحة، وكذلك
سائقه "مجند" بالإضافة إلى 3 ضباط بالهيئة الهندسية".
وأضافت المنظمة: "لسنا هنا بصدد صدام مع السلطات
المصرية، ولكن هدفنا من هذا العمل هو الحرص على سلامة أفراد المجتمع المصري مدنيين
وعسكريين، حيث يجب التعامل بشكل فعال يساوي قدر الخطر المحدق".
وطالبت "السلطات المصرية بالتعامل بمنتهى الجدية
والشفافية، خاصة وأننا رصدنا إعلان الكثير من دول العالم عن إصابة مسؤولين كبار بالفيروس،
ولم يكن هناك أي تحفظ أو تردد من قبل هذه الحكومات".
وللاطلاع على كامل الإحصائيات الأخيرة لفيروس كورونا عبر صفحتنا الخاصة اضغط هنا
مخاوف من تحول مصر لبؤرة لوباء كورونا بسبب غياب الشفافية
الجيش المصري يستغل أزمة المطهرات أم يحلها؟
هكذا علّق صحفيون وحقوقيون على إغلاق مصر لـ"الغارديان"