شهدت الولايات المتحدة أمسية ساخنة بانعقاد أول مناظرة بين المرشحين عن الحزب الديمقراطي، بيرني ساندرز وجو بايدن، بعد تمكنهما من الإطاحة ببقية المنافسين، في إطار الانتخابات التمهيدية، التي انطلقت مطلع شباط/ فبراير الماضي.
وتركزت المناظرة، التي عقدت في العاصمة واشنطن، على ملفات كورونا وتعامل إدارة الرئيس الجمهوري، دونالد ترامب، مع الأزمة، فضلا عن تمكين النساء من المناصب العليا ودور المال السياسي.
وكان لافتا خلال المناظرة اعتراف "بايدن" ضمنا بوجود لجان عمل سياسي قوية تقف وراءه، أو ما يطلق عليها "سوبر باكس"، والتي عادة ما تتهم بمحاولة توجيه الرأي العام باستخدام أموال شركات وحكومات أجنبية ومجموعات ضغط.
ولم ينكر بايدن وجود مجموعات تعمل لصالحه وتبث دعايات تشوه صورة ساندرز، ودافع عن نفسه بالإشارة إلى أن الأخير يتمتع بذلك أيضا، وهو ما نفاه المرشح التقدمي.
اقرأ أيضا: بايدن يواصل التقدم بانتخابات أمريكا.. وحسابات ساندرز تتعقد
ترامب وكورونا
اتفق المرشحان على مهاجمة أداء ترامب في مواجهة أزمة كورونا، حيث اعتبر بايدن أن من الضروري إعلان "الحرب" على الفيروس
و"القيام بما هو أكثر بكثير مما فعله هذا الرئيس"، مضيفا: "كنت سألجأ إلى الجيش على الفور. الجيش
لديه القدرة على بناء مستشفيات بسعة 500 سرير تحتاجها" البلاد.
من جهته، قال ساندرز: "علينا إسكات هذا الرئيس الآن لأنه يقوض (عمل)
الأطباء والعلماء الذين يحاولون مساعدة الشعب الأميركي"، في إشارة منه إلى
تصريحات متعددة لترامب جاءت مخالفة لآراء الخبراء.
لكن الرجلين خلطا بشكل متكرر بين وباء كورونا الجديد وفيروسي سارس وإيبولا، وهو ما تلقفته حملة ترامب وروجت له عبر تويتر.
نساء في القيادة
تعهد جو بايدن باختيار نائبة له إذا فاز بترشيح الحزب، وبوضع أول سيدة إفريقية أمريكي في المحكمة العليا، قائلا: "إذا فزت بمنصب الرئيس، فإن حكومتي وإدارتي ستكون مثل الدولة، وإني أتعهد بأن أعين واختار امرأة نائبة للرئيس".
وتابع: "يوجد عدد من النساء مؤهلات للاضطلاع بالرئاسة غدا. سأختار امرأة نائبة لي".
وأعرب ساندرز عن تبنيه التوجه ذاته، قائلا إنه سيختار "على الأرجح" امرأة لتكون مرشحة لمنصب نائب الرئيس، موضحا: "بالنسبة إلي، المسألة لا تكمن فقط في تسمية امرأة، بل يتعلق الأمر باختيار امرأة تقدمية".
وكانت استطلاعات رأي للناخبين أجراها معهد إديسون ريسيرش، أشارت إلى أن الفضل في انتصارات بايدن الكبيرة في ولايات ميتشيغان وميزوري ومسيسبي وآيداهو، يرجع إلى قاعدة أنصار واسعة تشمل النساء والأمريكيين من أصل أفريقي، والناخبين كبار السن وأعضاء النقابات.
اقرأ أيضا: "رهاب الاشتراكية" يدفع ذوي أصول كوبية للتصويت ضد ساندرز
وألغى المرشحان تجمعات انتخابية، فيما أرجأت ولايتان هما لويزيانا وجورجيا الانتخابات التمهيدية، على خلفيّة تفشّي الوباء الذي اودى بـ57 أميركياً على الاقل حتى الآن وشلّ الحياة اليومية في كافة أنحاء البلاد.
وفرضت ولايات ومدن عدة قيودا على التجمعات وأغلقت المدارس التي تستخدم عادة كمراكز اقتراع، في محاولة لاحتواء الوباء.
ويتنافس بايدن، الأوفر حظا للفوز بترشيح الحزب الديموقراطي، وساندرز الذي يصنف نفسه بـ"الديموقراطي الاجتماعي"، لمواجهة ترامب في انتخابات تشرين الثاني/نوفمبر.
تأتي المناظرة قبل استحقاقات انتخابية حاسمة الثلاثاء في ولايات فلوريدا وأوهايو وإلينوي وأريزونا. وأكد المسؤولون أنهم سيعملون على جعل ظروف التصويت آمنة للناخبين.
لكن ولاية جورجيا اعلنت إرجاء الانتخابات التمهيدية فيها لمدة شهرين السبت، فيما حذرت النائبة في مجلس شيوخ ولاية جورجيا نيكيما ويليامز، من أن التصويت من شأنه تهديد صحة الناخبين.
وقبل ذلك بيوم، أعلنت لويزيانا أنها سترجئ كذلك انتخاباتها التمهيدية لمدة 11 أسبوعاً.
مناظرة أولى بين بايدن وساندرز في الانتخابات التمهيدية الأحد
FP: مواجهة "كورونا" تتطلب وقف الحملات الانتخابية بأمريكا
ساندرز يعلن استمراره في السباق الانتخابي لـ"هزيمة ترامب"